تامر عبد الحميد (أبوظبي)

عاش عشاق الأفلام الكوميدية ساعة ونصف الساعة تقريباً من الضحك والمغامرات العائلية، من خلال الفيلم الإماراتي «راشد ورجب»، الذي نافس ضمن أفلام عيد الفطر، التي لا تزال تعرض حالياً في دور السينما المحلية، محققاً إقبالاً وصدىً كبيرين، نظراً لقصة العمل المغايرة والأداء التمثيلي المتميز للأبطال، وخصوصاً مروان عبد الله وشادي ألفونس، اللذان قدما جرعة كوميدية مليئة بالمواقف والإفيهات الضاحكة.

نبوءة دجالة
تدور قصة الفيلم حول المدير التنفيذي الإماراتي «راشد»، الذي لعب دوره مروان عبد الله، وهو رجل ثري يعمل في شركة كبيرة، يهتم بشكله وأناقته، ولديه زوجة وبنت ليستا قريبتين منه بالحد الكبير، نظراً لطباعه الحادة، ومن الجهة الأخرى يظهر «رجب» الذي أدى دوره شادي ألفونس، وهو عامل توصيل مصري، يعمل في إحدى المطاعم الهندية في الإمارات، وهو على النقيض تماماً من «راشد»، حيث يهتم بابنته وزوجته، ورغم أحواله المادية الصعبة، إلا أنه يحاول إرضاءهما بشتى الطرق، وفي أحد الأيام، يتعرض «راشد» و«رجب» لحادث، ويتسبب هذا الحادث في تبادل أجسادهما، فيصبح «راشد» في جسد «رجب»، و«رجب» في جسد «راشد»، لتبدأ المشاهد والمواقف الكوميدية حينما يتعامل كل شخص منهما مع عائلته الجديدة، خصوصاً بعدما اتفق أن كل واحد منهما على عيش حياته بشكل عادي مع عائلته، من دون أن يخبرا أحداً، ما يزيد من جرعة الضحك والكوميديا خصوصاً مع الاختلاف الثقافي بين «راشد» و«رجب»، من حيث الملابس، واللهجة، والتعامل مع الأشخاص من حولهما.
وحدث كل ذلك، بعد أن تمنى «رجب» في أحد الأيام أن يعيش حياة «راشد»، الذي يقتني أحدث سيارة ولديه منزل فخم وابنته التي تدرس في أفضل مدرسة، على عكس حياته الفقيرة، فيقابل «دجالة» في القرية العالمية حينما كان مصطحباً زوجته وابنته للترفيه هناك، وتعطيه قلادة بـ100 درهم، أخبرته أنها ستغير من حياته إلى الأفضل، وبعدها بيوم يصطدم «رجب» بدراجته في سيارة «راشد»، وتتحول حياتهما رأساً على عقب.

نقلة نوعية
تولت «إيمج نيشن» إنتاج «راشد ورجب» بالتعاون مع «تنوير فيلمز»، وتولى إخراجه الإماراتي محمد سعيد حارب، وشارك في بطولته شيماء ودعاء رجب وهيفاء العلي وفادي إبراهيم ووانهو شانغ ونورا الدسوقي ومهرة مصطفى ونورين خالد، ومنتج منفذ علي مصطفى ورامي ياسين وماجد الأنصاري، ويُعتبر «راشد ورجب» أول فيلم روائي للمخرج الإماراتي محمد سعيد حارب، مبتكر المسلسل التلفزيوني الكرتوني الشهير «فريج»، وأول بطولة مطلقة للممثل الإماراتي مروان عبد الله صالح، الذي عبر عن سعادته بمشاركته في هذا الفيلم، وقال: «راشد ورجب» كان نقلة نوعية مهمة في مسيرتي الفنية، فهو أول عمل سينمائي بطولة مطلقة لي، وأول عمل أيضاً مع المخرج المبدع محمد سعيد حارب، الذي رشحني لبطولة العمل، وطلب مني عمل حمية رياضية لتخفيض وزني، من أجل أن أجسد شخصية «راشد» في أول أعماله السينمائية الروائية الطويلة، بعد أن حقق نجاحاً وانتشاراً كبيرين، من خلال سلسلة مسلسه الكرتوني الشهير «فريج»، الذي كنت من أشد معجبيه ومتابعيه في رمضان.

تعاون جميل
وأشار مروان إلى أن التعاون والحب بين فريق العمل، الذي عمل بجهد أخرج الفيلم بأفضل صورة، وظهر هذا الانسجام الكبير فيما بيننا عبر الشاشة الكبيرة، موضحاً أن إتقانه للهجة المصرية لم يمثل له أية صعوبة، خصوصاً أنه اعتاد عليها من خلال مشاهدته للمسلسلات والأفلام المصرية، وفي الوقت نفسه ساعده شادي ألفونس في إلقاء الكلمات والجمل المصرية بشكل أكثر دقة، في حين ساهم هو في مساعدة ألفونس في إتقان اللهجة الإماراتية، خلال جلسات العمل المكثفة والبروفات، لكي يتعرف كل واحد على الآخر بشكل أكثر ويتعلم كل منهما لهجة الأخر، فكان التعاون جميلاً فيما بينهما.

تلقائية وبساطة
وأوضح مروان أن سر نجاح العمل هو التلقائية وبساطة الأداء بالنسبة للممثلين، لافتاً إلى أنهم اعتمدوا على كوميديا الموقف، التي كنت تحدث بين «راشد» و«رجب»، وطريقة تعاملهما مع عائلتهما والآخرين، منوهاً بأن الفيلم لم يكن للكوميديا فقط، بل حمل رسائل اجتماعية، خصوصاً في خضم بحث كل من «راشد» و«رجب» ضمن أحداث العمل، عن طريقة لاسترجاع ذواتهما السابقة، إذ يكتسبان منظوراً مختلفاً لحياة كل منهما ويحاولان تغير حياتهما للأفضل.

سينما محلية جاذبة
أشاد مروان عبدالله بالمستوى السينمائي المتميز الذي وصلت إليه السينما الإماراتية، وتحقيقها عامل الجذب الجماهيري في دور العرض، ومنافستها للأفلام الأخرى التي تعرض معها في التوقيت نفسه، متمنياً في المستقبل مزيداً من إنتاج الأفلام الإماراتية، وتعاون الجهات والشركات الفنية من أجل تنفيذ أعمال سينمائية محلية ترقى بالمستوى.