منى المنصوري: اعتمدت قصّات عربية لها دلالات حضارية لدولة الإمارات
على صوت صهيل الخيل ووقع حوافرها بدأت الحكاية بعرض مسرحية قصيرة تؤرخ لميلاد قصة، قصة عشق المرأة للجمال والأناقة والألوان البراقة والقصات الراقية المعبرة عن الرقي والإبداع والتجديد. إنه عرض أزياء منى المنصوري الذي قدمته بمناسبة احتفال اجتماعي بأحد فنادق العاصمة الفخمة خلال الأسبوع الماضي وضم 20 فستاناً نصفها فساتين زفاف، و5 لليلة الحناء و5 فساتين سهرة.
تألق الحرير بألوان الطيف، وانسكب البياض ثلجاً على مساحة زينت بالكريستال والشموع والريش الأبيض، فكانت الليلة صفاء ونقاء، خرقت بياضها ألوان حرائر تفتن الناظر وتشغفه بقصاتها الجميلة، إنه احتفال اجتماعي تحت عنوان “ألف ليلة وليلة” تخلله عرض أزياء للمصممة منى المنصوري.
عن العرض تقول المنصوري:”أعتز بهذا العمل الذي أقدمه اليوم، وهو لا يعتبر عملاً جديداً، بل فيه إبداعات وتصاميم سبق ونفذتها، وهذه تعتبر أول مرة، حيث إنني لا أعيد القطعة مرتين، وذلك نظراً لإصرار الناس على تكرار بعض القطع التي تشغفهم وتلهب حواسهم خلال مشاهدتها على بعض الشاشات والقنوات حيث ترتدي الكثير من المذيعات ومقدمات البرامج من أزيائي، وكذا بعض الفنانات المعروفات كأريام وعريب وأوتار وغيرهن كثير، ولهذا فإنني لا أملك إلا الرضوخ”.
فستان أريام
عن ألوان الفساتين التي زينت قاعة العرض وبثت فيها الحيوية، قالت المنصوري: “فساتين السهرة التي قدمتها نالت إعجاب الكثير من الناس من خلال ألوانها وقصاتها، فقد تلقيت اتصالات كثيرة من نساء رغبن بالفستان الأزرق النيلي الذي ارتدته الفنانة أريام في ليلة من ليالي “شاعر المليون”. وأوضحت المنصوري أن الألوان التي تختارها إما تستوحيها من خلال خطوط الموضة والألوان الدارجة، أو من خلال بعض التصورات الإبداعية، وتقول: “قدمت في هذه المجموعة الوردي الهادئ، وألوان الباستيل، وأغلبها ألوان راكزة وأتجنب التكرار”، مضيفة أنها زينت تصاميمها بالكريستال والسواريفسكي.
10 فساتين زفاف
عن أنواع الأقمشة المستعملة في فساتينها، تقول المنصوري: “أصر على تقديم أجود أنواع الأقمشة وأفخمها، وأجمع كل المعطيات من اللون والقماش والشغل لأصنع لوحة لا نظير لها، فتكون توليفة رائعة تشعر فيها المرأة بالفخامة، وتشعر أنها ملكة على عرش الأناقة”.
وتتحدث عن الأقمشة المستعملة في فساتين الأفراح قائلة: “أكثرها من الشنتو، والتافتا، والحرير، وألوانها تراوحت بين الأبيض الناصع، والذهبي، ومزجت بين اللونين السكري والأبيض، ورأيت أن تكون فساتين الزفاف غنية بالكريستال والسواريفسكي، والورود، وقدمت هذه الليلة 10 فساتين زفاف وكل قطعة مختلفة عن الثانية تماماً، فلكل واحدة قصة وحكاية، فمثلاً الفستان الذي يحمل وجوهاً مختفية على الجهتين فهذا به رمز ورسالة كون الإقبال على الزفاف به من الغموض ما يجعل المرء يتخوف، وكثير من الناس يكون بوجه جميل ورائع، ويوم يتم الزفاف يظهر الوجه الآخر الخفي، وهناك فستان آخر جماله يتركز في الجهة الخلفية منه ولا يخلو طبعاً من أناقة وفخامة من الجهة الأمامية، وهو يحمل قلباً كبيراً يرصعه تاج مشغول بالكريستال، وجاء شكله جميلاً لقي استحسان الناس”، لافتة إلى أن القصات جاءت فخمة وبسيطة في آن واحد حيث تراوحت بين القصة الفرنسية، وقصات أخرى بها إبداع وفن، في محاولة لإرضاء كل الأذواق، أما الإكسسوارات التي تحملها العارضات فهي تضيف نوعاً من الرقي والفخامة على الفستان، استوحيت من الأصول القدية، وهي دالة على الترف.
مشاركات وتمثيل
وعن المدة الزمنية التي استغرقتها في إخراج هذه المجموعة إلى النور، تقول المنصوري: “هناك فساتين سبق وعرضتها في معرض “ليدي شيك”، أما فساتين الحنة فهي كلها جديدة واستغرقت مدة العمل فيها ثلاثة أسابيع”. وحول مشاركاتها في مختلف المناسبات، تقول المنصوري: “أشارك في أغلب المناسبات الاجتماعية، وأعياد الاتحاد والحفلات ويسعدني جداً أن ترتدي النجمات من تصاميمي، كالفنانتين أريام، وأوتار والمذيعتين حصة الفلاسي، ولوجين عمران، وأعتز كوني أشرف على لوك السي دي لأول ألبوم لعريب وأوتار”.
وعن لقب عميدة المصممين الإماراتيين الذي أطلقه بعض الصحفيين على منى المنصوري، تقول: “أنا فخورة جدا بهذا اللقب وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الناس بي، وهذا ما أعتبره مسؤولية ملقاة على عاتقي، لإنجاح عملي، وتمثيل بلدي أحسن تمثيل، وهذا حافز سيدفعني للعمل أكثر، ويسعدني أن أكون نموذجاً ناجحاً في مجال التصاميم والموضة يستوحي منه بعض المصممين إبداعاتهم”.
ليلة الحناء بالأخضر والأحمر
تعالت الزغاريد على الطريقة العربية بشرى الخير والحب، فظهرت العارضات بفساتين الحناء التي اختارت المنصوري أن تكون باللونين الأحمر والأخضر لون العطاء والحب، إلى ذلك، تقول منى المنصوري: “اخترت تقديم فساتين الحناء نظراً لكون موسم الزفاف على الأبواب، والناس تحتاج إلى وقت كاف لاختيار وإعادة اختيار ما يروق لها من ألوان وقصات، واعتمدت القصات العربية باللونين الأحمر والأخضر لما لهما من دلالات حضارية وقيمة إنسانية لدولة الإمارات”.
المصدر: أبوظبي