وفرة محصول الذرة الأميركي تقود الأسعار العالمية إلى الانخفاض
يوشك المزارعون في ولاية ايوا الأميركية على الانتهاء من بذر حبوب الذرة بوتيرة تساوي ضعف المعدل المعتاد في هذا الوقت من موسم الربيع.
ويقول مايك هورنيك المزارع الذي قضى سني عمره في زراعة الذرة “في هذه السنة حققت رقماً قياسياً في التبكير بزراعة الذرة وهذا يسعدني جداً”. ويتكرر هذا المشهد في “حزام زراعة الذرة” في الولايات المتحدة نظراً لأن الجو الدافئ الجاف شجع العمل في الحقول، الأمر الذي يتوقع معه أن يزيد محصول الذرة هذا الموسم وينخفض سعرها بحلول آخر العام. وانتهى المزارعون حتى الآن من زراعة 68 في المئة من مساحات الذرة ما يساوي تقريباً 60 مليون فدان. أما العام الماضي فإنهم لم يكونوا قد بذروا سوى ثلث المساحات في مثل هذا الوقت بينما المعتاد أن تتم زراعة 40 في المئة بحلول هذا الوقت حسب متوسط السنوات الخمس الماضية ووفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأميركية. ويقول جون رايس، نائب رئيس تنفيذي ارتشر دانيالز ميدلاند إحدى أكبر شركات عمليات الذرة وتجارة المحاصيل الزراعية، إن الاحتمالات الآن تبشر بمحصول وفير. أما في ايوا أكبر ولاية تزرع الذرة في أميركا فقد انتهى المزارعون من بذر ما يقرب من 85 في المئة من المساحات المخصصة للذرة.
ويقول دون روز، رئيس شركة السلع الأميركية للوساطة في غرب دي موان في ايوا، إنه من المتوقع أن يحقق محصول هذا العام رقماً قياسياً. هذه التوقعات الضخمة تعكس أيضاً تغيراً هيكلياً في قطاع النشاط الزراعي، إذ إن فترة ارتفاع أسعار الذرة بين عامي 2004 و 2009 أنعشت تمويلات المزارعين الأميركيين. وراح العديد منهم يشتري معدات مثل الجرارات الموجهة بأجهزة استقبال نظام رصد الموقع بالإقمار الاصطناعية جي بي إس، الأمر الذي قلص زمن نثر البذور في حدود زمنية قصيرة خلال الأجواء المعتدلة المناسبة.
في الماضي كان على المزارعين العمل في الحقول خلال ساعات النهار، ولكن الآن تتيح تكنولوجيا “جي بي إس “لهم أن يحرثوا الأراضي في ساعات الليل. كما أن التبكير بنثر البذور يمكن أن يعجل عملية التلقيح وتفادي تأثير الحرارة على سيقان الذرة في أشهر الصيف بحسب محللين وخبراء زراعيين. وبالتالي يتوقع أن يزيد المعروض من محصول الذرة في 2010 - 2011 على خلفية تعاظم إنتاجية الفدان الواحد. ولما كان أكثر من نصف صادرات الذرة في العالم يأتي من الولايات المتحدة فإن أي تغيرات في عمليات زراعتها سيكون لها تأثيرات على الأسواق العالمية. والحديث عن رقم قياسي للحصاد المنتظر لفت أنظار الأسواق إلى المحصول الجديد.
وينتظر قريباً أن تعلن وزارة الزراعة الأميركية توقعات المعروض من محصول الذرة واستهلاكه للفترة من 2010 - 2011 التي تبدأ في أول سبتمبر. فإذا أكدت التوقعات ما يتردد في السوق من زيادة محصول الذرة زيادة كبيرة فقد تهبط أسعارها. غير أن البداية المبشرة بموسم وافر من الذرة قد تضعف سريعاً بسبب سوء الأحوال الجوية خلال فترة الزراعة الصيفية الصعبة، الأمر الذي يقلل المحصول ويرفع الأسعار.
عن« فايننشيال تايمز»
المصدر: أبوظبي