هالة الخياط (أبوظبي)

باشر صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة، بالتعاون مع الحكومة المنغولية، بتنفيذ مشروع لإصلاح البنية التحتية لخطوط الكهرباء التي تؤدي إلى نفوق أكثر من 4 آلاف صقر حر وأكثر من 6 آلاف طائر من الطيور الجارحة، في كل عام، في منغوليا وحدها.
ويعمل الصندوق، منذ توقيعه مذكرة تفاهم في فبراير الماضي مع وزارة البيئة والسياحة المنغولية، عن كثب مع الجهات الحكومية المنغولية وموزعي الكهرباء المختلفين وشركات التعدين في منغوليا لتجريب طرق لخفض معدلات الصعق الكهربائي، ووضع برنامج لتنفيذ المعالجات على المستوى الوطني.
ويهدف الصندوق الذي أسسه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في أبريل العام الماضي بوقف مبدئي من سموه بقيمة 20 مليون دولار، وكذلك بمنحة من سموه بقيمة مليون دولار، إلى ضمان حفظ واستعادة الطيور الجارحة وموائلها كعناصر قيمة للتنوع البيولوجي.
وأوضح معالي ماجد المنصوري، العضو المنتدب لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة، أن تركيز الصندوق على الطيور الجارحة يأتي انطلاقاً من أهميتها كمؤشرات رئيسية لصحة النظام البيئي، ومن بين 557 نوعاً من الطيور الجارحة يعاني 52% من مجموعاتها العالمية من الانخفاض و18% منها مهددة بالانقراض.
وأكد معاليه أن الحفاظ على الطيور الجارحة يؤثر بشكل إيجابي على آلاف الأنواع الأخرى التي تعتمد على نفس الموائل والموارد لتزدهر في البرية، وتعتبر الطيور الجارحة ذات أهمية ثقافية للعديد من الدول في العالم.
وتوجه المنصوري بالشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على اهتمامه بالمحافظة على البيئة والأنواع، ليس فقط على مستوى الدولة، بل على المستوى العالمي.
وأوضح المنصوري أن الصندوق يعتمد في برامجه على نجاح البرامج المتعلقة بالمحافظة على الجوارح في أبوظبي حتى الآن، وبصفة خاصة، دعم واستضافة مذكرة تفاهم اتفاقية الأنواع المهاجرة منذ عام 2008، ونجاح برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور في إطلاق الآلاف من الصقور في البرية، بالإضافة إلى إنشاء 5000 عش اصطناعي في منغوليا منذ عام 2010، مما أتاح فرصاً سنوية للتكاثر لما يصل إلى 760 زوجاً من الصقر الحر، و429 زوجاً من الحوام الجبلي و1360 زوجاً من العوسق الشائع. بالإضافة إلى قيادة برنامج «الإكثار والإطلاق» كوسيلة لاستعادة الصقر الحر في جنوب شرق أوروبا؛ حيث تم رصد تكاثر أول زوج من الطيور التي أعيد توطينها في بلغاريا العام الماضي.
وعن التحديات الرئيسية التي تواجه الطيور الجارحة، أوضح المنصوري أن هناك تهديدات بشرية تتمثل في تعرض المجموعات غير الحصينة من الجوارح بشكل خاص للتهديدات بالنفوق غير الطبيعي (من صنع الإنسان)، وتعتبر الطيور الجارحة من الأنواع طويلة العمر ذات معدلات تفريخ بطيئة نسبياً.
بينما يتمثل التحدي الثاني في فقدان الموائل، حيث تطلب الطيور الجارحة أيضاً نطاقات استيطان كبيرة، لذا فإن تجزئة وفقدان الموائل لهما أهمية خاصة بالنسبة لمجموعات الطيور الجارحة.
وتعد طيور الصقر الحر حالياً من الأنواع المهددة بحسب «الاتحاد الدولي لصون الطبيعة» وهي مدرجة ضمن القائمة الحمراء للطيور المعرضة للمخاطر في منغوليا، نتيجة لزيادة انتشار خطوط الطاقة الكهربائية المكشوفة في الموائل الطبيعية لتلك الطيور، حيث تتكون البنية التحتية لشبكة الطاقة المنغولية عادة من أعمدة خرسانية مسلحة مع تقاطعات فولاذية وأقواس تدعم المشابك العازلة للأسلاك الكهربائية، تعتبر المسبب الرئيسي لتنامي أعداد الطيور النافقة نتيجة للصعق بالتيار الكهربائي.