أقمشة مترفة وقصات مبتكرة تزين فساتين السهرة لموسمي ربيع وصيف 2010/ 2011
وسط لوحة فنية ملونة بالسحر والغموض، قدم مصمم الأزياء العالمي إيلي صعب مجموعته الأنيقة لأزياء الهوت كوتور لموسمي ربيع وصيف 2010/ 2011 في باريس، حيث تهادت عارضاته بأزياء كلاسيكية راقية ومتألقة بكل درجات ألوان الباستيل الهادئة، التي تعكس صورة ناعمة لواقع الجمال الأنثوي، متأرجحة بين القصّات المثيرة والشك اليدوي الغني بالتفاصيل، على أقمشة شفافة ومترفة لأقصى الحدود.
في أجواء رومانسية عبقة بأريج الخيال، فضّل المصمم العالمي إيلي صعب أن يذهب بعيدا في أفكاره ليستلهم مجموعة ناعمة، ثرية، وأنيقة بكل المقاييس، مبتدعا تناغما وانسجاما جميلا بين كلاسيكيات الطراز الباريسي العريق، ومفهومه الخاص لجمال وأنوثة المرأة كما تتراءى إليه، تاركاً لها الحرية في هذا الموسم لتختار ما يناسبها بين الموديلات القصيرة أو الطويلة. وعبر باقة منوّعة من القصّات، والألوان، والموديلات المبتكرة جاءت مجموعة موسمي ربيع وصيف 2010/ 2011 كلها بأسلوب وقالب واحد، وكأنها لوحات فنية رسمت برشاقة وبألوان مائية رائقة، في تشكيلة واسعة من التصميمات التي شكلت الصورة الجديدة لفن الخياطة الراقية عند صعب.
كلاسيكية الأناقة
على الرغم من الموديلات الجريئة والخطوط المثيرة في هذه المجموعة، إلا أن صعب قرر ألا يخرج بعيدا عن إطاره الذي اشتهر به وعرف عنه، مفضلاً الأسلوب الكلاسيكي الذي يحفظ للمرأة أنوثتها ورقيها خاصة خلال الحفلات والمناسبات، حيث ظهرت معظم خطوطه منسابة ومريحة وقابلة للارتداء، وكأنه أراد للمرأة لهذا الموسم، أن تذهب للسهر والاحتفال وهي واثقة، وجميلة، ومنطلقة بحرية وأريحية في الحركة والحياة، دون أن يغفل التركيز على إظهار أهم مواطن الجمال لديها، مضيفا عليها لمسات من الإغراء المدروس والمعتدل بلا إسفاف وابتذال، وتاركاً لها الحق بإخفاء ما تحب أن تخبئه من عيوب القوام التي ترتكز عادة في منطقة البطن والأرداف، وذلك عبر استخدام قصّات ذكية ومميّزة على أقمشة غنية وخامات ناعمة ورقيقة كالدانتيل، الشيفون، التول، والأورجنزا السادة والمطبوع.
رقة الباستيل
استقى صعب استشراقات ألوانه من تدرجات هادئة ومطفية لألوان الباستيل الفاتحة، التي تتراوح بين الزهري النديّ، والأصفر الرملي، والأزرق السماوي، والأخضر الباهت، والرمادي الفضيّ، وجعل البيج كأساس للكثير من القطع والموديلات ليشتغل فوقه وينسج عليه الكثير من الزخارف والتطريزات، مع بعض الدرجات المتربة والمظللة من اللافندور، بالإضافة إلى الأقمشة المطبعة والمموهة الألوان لتتناثر على خلفيات شهيّة بلون الكريما، وكأنه استوحى من الربيع عبيره ورقته ليواجه به لفحات الصيف المشرقة، فجاءت أثوابه في معظمها بألوان موحدة، وبأشكالها الشفافة والهفهافة، من خامات متكلفة من الدانتيلات والأتوال، التي تعكس كل الأنوثة والدلال.
منحوتات فنية
كعادته في كل مجموعة يتخذ صعب من القماش لعبته التي يجيدها، موظفاً انسيابيته، طواعيته، وملمسه الوثير ليشّد عقداً رائعة على الصدر تارة، أو على الخصر تارة أخرى، فيجمعه بدرابيه ناعم من ناحية، ليطلقه برحابة وحرية من ناحية أخرى، أو ليغطي به مكان ثم يفتحه من مكان مختلف وهكذا، محولا كل انسامبل (طقم) من تصميماته إلى منحوتة فنية معّبرة، تعكس بعفوية مفردات جمالية هائلة في قوام المرأة، عبر استغلال شلالات من القماش الشديد الرقة والنعومة، ولفها بحنو مثير حول انحناءات الجسد، محدثاً الأثر المطلوب في إظهارها وهي ملتفة برفاهية القماش وغنى التفاصيل، على نحو أنثوي تمتزج فيه الرومانسية مع الغموض، وليؤكد على هذه الفكرة ركز في هذه المجموعة على وجود الفتحات الجانبية الجذابة، مع الأكتاف المكشوفة، والأذيال الطويلة التي تتطاير بخفة وانسيابية، كأوشحة تتراقص مع الهواء لتتهادى خلف القطعة، وتخفق مع كل حركة، موحية بحرية الفراشات في الفضاءات الرحبة.
ألق الكريستال
ليزيد المصمم من جماليات تصاميمه، فقد زاد في هذه المجموعة من جرعة التطريز والشك بالترتر، والخرز، واللؤلؤ، والكريستال، مضيفاً لمسات ساحرة على القماش، ومستخدما قصة الليزر باحتراف، مكونا منها وردات وأوراق شجر شفافة وخفيفة، يوزعها بكرم على كل فستان، مع شرائط مكشكشة، وأحجار موشاة بين زاوية وأخرى، مركزا على الصدور والأذيال، مع قصات مختلفة للجوب جاءت أحيانا على هيئة “ كلوشات” واسعة، أو انسدلت ببساطة وانسيابية على القوام، لتتهادى بضربات خفيفة ورقيقة على الأرض تارة وفي الهواء تارة أخرى، معتمدا تفاوت الأطوال أو مجرد تكثيفها بالطبقات الرقيقة من الأورجنزا والأتوال. ولم يخب المصمم صعب أمل عشاقه ومحبيه، فقدم أسلوبه وطرازه الذي أفرده منذ بداياته، ليؤكد مرة أخرى على نجاحه كعربي وصل بجدارة واستحقاق لمصاف العالمية، فنافس الكبار بعقر دارهم.
المصدر: الشارقة