الفيتامينات قليلة في الحجم كبيرة في القيمة، لكن في الوقت نفسه تعتبر من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم بكميات ضئيلة مقارنة ببقية العناصر الغذائية الأخرى مثل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والماء، غير أن نقصها يسبب العديد من السلبيات والمشاكل الصحية للجسم. تنقسم الفيتامينات إلى نوعين بعضها قابل للذوبان في الماء، والبعض الآخر قابل للذوبان في الدهون. إلى ذلك، يقول الدكتور سمير سامي، أخصائي تغذية “الفيتامينات التي تذوب في الماء، يجب تناولها يومياً، وذلك لعدم قدرة الجسم على تخزينها، إذ يقوم الجسم بطرحها خارجاً خلال يوم إلى أربعة أيام، وتشمل فيتامين ج Vitamin C وفيتامين ب المركب Vitamin B. ?أما الفيتامينات التي تذوب في الدهون، فيمكن للجسم تخزينها لفترات زمنية أطول، في النسيج الدهني بالجسم والكبد، وهي تشمل فيتامين أ Vitamin A وفيتاين د Vitamin D وفيتامين هاء Vitamin E وفيتامين ك Vitamin K. ?وكلا النوعين يحتاجهما الجسم ليؤدي وظائفه بالشكل الطبيعي ولا يمكن الاستغناء عن أحدهما. أهمية الفيتامينات تعتبر الفيتامينات ضرورية للحياة، ويشرح سامي أهميتها قائلاً “منها ما هو ضروري للنمو وسلامة الرؤية والنشاط والحيوية، ونعومة الجلد وسلامة الشعر وجميع أجهزة الجسم، وهي تقي الجسم من الأمراض بزيادة قدرة الجسم المناعية، وتسهم في الحصول على الصحة الجيدة عن طريق تنظيم عملية الأيض (التمثيل الغذائي)، إلى جانب مساعدة العمليات الكيميائية الحيوية والتي تؤدي إلى إطلاق الطاقة من الطعام المهضوم”. ويضيف “فيتامين أ يمنع الإصابة بالعشى الليلي وغيره من أمراض العيون بالإضافة إلى بعض الأمراض الجلدية مثل حب الشباب، وهو يقوي جهاز المناعة ويساعد على التئام قرح المعدة والأمعاء”. وهذا الفيتامين كما يشير سامي “يبطئ عملية الشيخوخة وله دور بالغ الأهمية في المحافظة على الأنسجة الطلائية وإصلاحها ومنها بصفة خاصة الجلد والأغشية المخاطية، ولا يستطيع الجسم استخدام البروتين والاستفادة منه من غير وجود فيتامين أ؛ لذا فهو من فيتامينات النمو الضرورية لنمو الخلايا الجديدة”. ويتابع سمير “الكاروتينويدات هي مجموعة من المركبات وثيقة الصلة بفيتامين أ، وفي بعض الحالات يمكن أن تعمل كمواد قابلة للتحول إلى فيتامين أ، وبعضها يعمل كمضاد للأكسدة أو يكون له وظائف أخرى مهمة، وأكثرها شهرة هو بيتا كاروتين Beta Carotene. وعند تناول الطعام أو المكملات المحتوية على بيتا كاروتين، فإن بيتا كاروتين يتحول إلى فيتامين أ في الكبد، وطبقاً لتقارير حديثة فإن البيتا كاروتين يساعد على الوقاية من السرطان عن طريق التخلص من الشوادر الحرة Free Radicals أو معادلتها. وله دور في تكوين العظام والأسنان ويساعد في تخزين الدهون ويقي من الإصابة بنزلات البرد والانفلونزا، وحالات عدوى الكلى والمثانة البولية والرئتين والأغشية المخاطية”. مصادر الفيتامينات أما نقص فيتامين أ، فيؤدي كما يوضح سامي إلى “جفاف الجلد والشعر وتقصفه، وجفاف ملتحمة العين والقرنية وضعف النمو الجسدي وضعف المناعة، وكذلك فقر الدم وبالتالي نقص الوزن، إلى جانب العشى الليلي والأرق والإرهاق ومشاكل الإنجاب، مع التهاب بالجيوب الأنفية والتهاب الرئوي، والإصابة بنزلات البرد وغيرها من حالات العدوى التنفسية”. ويمكن الحصول على فيتامين أ وفق الدكتور سمير من مصادر حيوانية مثل الكبد وزيوت كبد السمك والزبدة وصفار البيض، بينما يمكن الحصول على الكاروتينويدات من مصادر نباتية وخاصة الفاكهة مثل المشمش والخوخ والبرقوق والمانجو، والخضراوات ذات الأوراق الخضراء والصفراء مثل الجزر والخس والنعناع والبقدونس والبروكلي والقرع العسلي والبطاطا الصفراء. لكن هناك بعض الخطورة من تناول الفيتامينات، وتكمن تلك الخطورة، كما يوضح الدكتور سمير بالقول “إذا كنت تعاني مرضاً في الكبد لا تتناول جرعة من فيتامين أ تزيد على 10 آلاف وحدة دولية يومياً. أما ?السيدات الحوامل، فلا يتناولن كذلك أكثر من 10 آلاف وحدة دولية من فيتامين أ يومياً، وبالنسبة ?للأطفال يجب عليهم ألا يتناولوا أكثر من 18 ألف وحدة دولية من فيتامين أ يومياً لأكثر من شهر”. ويشير سمير إلى أن تناول كميات كبيرة من فيتامين أ ولفترات طويلة يمكن أن يكون ساماً للجسم وللكبد بصفة أساسية. ?وارتفاع مستويات فيتامين أ في الجسم إلى الحدود السامة يؤدي إلى حدوث آلام في البطن، وعدم نزول الحيض، وتضخم الكبد والطحال، واضطرابات في المعدة والأمعاء وغثيان وتقيؤ، وسقوط الشعر وحكة بالجلد، وتشققات وقشور بالشفتين وزاويتي الفم بالإضافة إلى آلام في المفاصل. نصيحة مهمة ينصح الدكتور سمير سامي، أخصائي تغذية بعدم “تناول أي فيتامين أو اتباع أي نصيحة تتعلق بالصحة دون الرجوع إلى المختصين في التغذية العلاجية والطبيب حتى يتم معرفة الوضع الصحي مع عمل تقييم شامل للحالة، وبناء عليه يحدد الدكتور المختص احتياجات المريض من الفيتامينات وغيرها”.