محمد حامد (دبي)

يبدو أن خوان أنطونيو بيتزي المدير الفني للمنتخب السعودي، سيظل يعاني مشكلة تلاحقه منذ أن كان لاعباً، وهي حصوله على تقدير أقل مما يستحق، فقد كان مهاجماً عالمياً من الطراز الرفيع، ويكفي أنه قهر بيبيتو وراؤول وساليناس ودافور سوكر بحصوله على لقب هداف الليجا موسم 1995 - 1996، برصيد 31 هدفاً، وأخذ فريق تينيرفي إلى المركز الخامس، كما تألق تهديفياً مع أندية مثل البارسا وروزاريو سنترال وغيرها، مما جعله مطلوباً لتمثيل منتخب إسبانيا على الرغم من أنه أرجنتيني.
وفي مسيرته التدريبية لا يزال بيتزي يعاني عدم رؤية الجمهور والإعلام له، بما يوازي تألقه التكتيكي، فهو أحد أكثر المدربين على الساحة العالمية انحيازاً للكرة الجريئة، التي تقوم على الأداء الجذاب والقوة في الوقت نفسه، حيث يفضل الفكر الهجومي، والضغط على المنافس، والجرأة التي جعلت الخبير الإسباني الشهير فيثينتي ديل بوسكي يصفه بالرجل الانتحاري، وحصل بيتزي على الدوري في تشيلي والأرجنتين، فضلاً عن إنجازه الأهم بالحصول على لقب كوبا أميركا مع منتخب تشيلي عام 2016 في ليلة مشهودة، فقد كان بيتزي والكتيبة التشيلية سبباً في بكاء ميسي.
وفي تجربته الحالية مع المنتخب السعودي، نجح بيتزي في مقاومة عاصفة الغضب التي اقتلعت أكثر من مدرب في أشهر عدة، قبل بداية مونديال روسيا 2018، صحيح أنه لم يظهر بصورة جيدة أمام الروس في بداية المشوار، ولكنه ظهر بصورة جيدة أمام أوروجواي ومصر، ليترك انطباعاً جيداً لدى الجميع، من جماهير أو إعلام، وفي السعودية ليس سهلاً أبداً أن تتقبل الجماهير رؤية منتخبها إلا في مشاهد الصدارة والتألق، خاصة على المستويين الخليجي والآسيوي.
وفي بطولة آسيا الحالية تمكن السعوديون من عبور كوريا الشمالية برباعية، والفوز على لبنان بهدفين، وتقديم الأداء الواثق الذي يؤشر إلى وجود بصمات مدرب كبير، وعلى الرغم من ظهور عقلية البحث عن الفوز والوصول لمرمى المنافسين طوال الوقت، وهي استراتيجية بيتزي التي لا يتنازل عنها، فإن المرمى السعودي لا يزال عصياً على المنافسين، وسط مؤشرات تقول إن «الأخضر» عاد كبيراً، ويظهر في صورة المرشح القوي للوقوف في وجه قوى الشرق الآسيوي، فقد عادت الثقة كاملة في عهد بيتزي، حيث الأداء الهجومي، وعقلية البحث عن الانتصارات دون النظر لهوية المنافسين.