عقيل الحلالي، بسام عبدالسلام (صنعاء، عدن)
حررت قوات الشرعية اليمنية مسنودةً بالتحالف العربي مزارع «النسيم» الاستراتيجية الواقعة بين مديريتي «حرض» و«ميدي» شمال محافظة حجة، كما أحبطت هجوماً حوثياً على مواقعها في جبهتي «مريس» و«باجة» بمحافظة الضالع، فيما قصف طيران التحالف مواقع عسكرية وشبكات اتصالات تابعة لميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران تستخدم لأغراض عسكرية في محافظة صعدة، جاء ذلك فيما واصلت الميليشيات خروقاتها النارية لاتفاق السلام في محافظة الحديدة مستهدفة بالقذائف المدفعية والصاروخية مناطق سكنية ومواقع عسكرية.
وقالت مصادر ميدانية في محافظة حجة لـ«الاتحاد» إن قوات الجيش شنت صباح أمس، هجوماً واسعاً لاستعادة السيطرة على مزارع «النسيم» الاستراتيجية ومناطق وقرى مجاورة غربي مديرية «حرض»، مشيرة إلى أن مقاتلات التحالف ساندت هجوم الجيش وقصفت مواقع وأهدافا تابعة لميليشيات الحوثي الإرهابية.
وذكر الجيش اليمني في بيان، أن قواته «نفّذت هجوماً خاطفاً تمكنت خلاله من تحرير مزارع «النسيم» بشكل كامل، بالإضافة إلى تحرير عدد من القرى منها «القص، الحجاورة، جبران، وبني عويد»، لافتاً إلى أن مساحة المناطق المحررة تزيد عن 10 كيلومترات كانت الميليشيات تستخدمها ثكنات عسكرية لمهاجمة المدنيين ومواقع القوات الحكومة بالمحافظة، مستغلة كثافة الأشجار في تلك المناطق». وأشار البيان إلى أن التقدم الذي حققته قوات الجيش جاء بإسناد مباشر من طيران التحالف الذي شن 4 غارات على ثكنات وتجمعات للميليشيات بمحيط المزارع، موقعاً خسائر كبيرة في صفوف الميليشيات.
وأكد بيان الجيش اليمني مقتل وإصابة العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي في الغارات الجوية والمعارك غرب «حرض»، وذكر أن العديد من جثث مقاتلي الحوثي مازالت مرمية في مناطق المواجهات.
وكانت مقاتلات التحالف العربي قصفت مواقع وتعزيزات للميليشيات في مديرية «حرض»، واستهدفت أيضاً اجتماعاً سرياً لقيادات حوثية ميدانية بالقرب من مدينة «عبس». وأوقع الهجوم الجوي على الاجتماع الحوثي 17 قتيلاً غالبيتهم قياديون في الميليشيات وينحدرون من مديرية «أفلح الشام» التابعة لمحافظة حجة.
وأفادت مصادر محلية، أمس، أن بين القتلى الـ17 القيادي الحوثي محمد حسين مقبول، والمشرف الميداني للميليشيات أبو أحمد الغيل، والقيادي القاضي عادل القاسمي.
وعلى صعيد متصل، واصل طيران التحالف، أمس، شن غارات على مواقع عسكرية وشبكات اتصالات تستخدم لأغراض عسكرية في محافظة صعدة معقل ميليشيات الحوثي شمال البلاد.
ونفذت مقاتلات التحالف غارتين على موقعين للحوثيين في مديرية «باقم»، وقصفت هدفاً تابعاً للميليشيات في منطقة «آل علي» غرب المحافظة، فيما أفادت مصادر ميدانية بأن طيران التحالف تمكن خلال اليومين الماضيين من تدمير شبكات وأبراج اتصالات عسكرية تابعة للحوثيين في مديريتي «منبه» و«حيدان» غرب وجنوب غرب صعدة. كما استهدفت مقاتلات التحالف بغارتين، أمس، موقعين عسكريين لميليشيات الحوثي في منطقة «جربان» بمديرية «سنحان»، جنوب شرق صنعاء، وأغارت بالتزامن على هدف في منطقة «رهم» بمديرية «بني مطر» جنوب غرب العاصمة صنعاء.
إلى ذلك، أحبطت القوات الأمنية المشتركة والحزام الأمني أمس، هجوماً حوثياً على مواقعها في جبهتي «مريس» و«باجة»، شمال وغربي محافظة الضالع. وقالت مصادر ميدانية إن القوات المرابطة في جبهة «مُريس» أحبطت محاولة تسلل للميليشيات الحوثية على مواقع «التبة الحمراء والخلل وحصن شداد». كما اشتبكت القوات مع مجموعات حوثية أخرى حاولت استرداد مواقع كانت قد خسرتها في وقت سابق بمنطقة «باجة» غربي محافظة الضالع.
وحسب المصادر، فقد تكبدت الميليشيات الحوثية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في هذه الاشتباكات.
وفي محافظة تعز، قتلت امرأة يمنية وأصيبت أخرى، أمس، برصاص قناص حوثي، ليرتفع إلى 8 عدد المدنيين الذين قتلوا بنيران الميليشيات في هذه المحافظة منذ الثلاثاء الماضي.
وذكر سكان ووسائل إعلام يمنية أن المواطنة «جمالة أحمد» لقيت مصرعها، وأصيبت امرأة أخرى، صباح أمس برصاص قناص حوثي في «حارة المفتش» شمال مدينة تعز.
وصعّد الحوثيون خلال الأيام الماضية هجماتهم ضد المدنيين في محافظات تعز والحديدة والضالع، وقتلوا وأصابوا العشرات من المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وأدانت وزارة حقوق الإنسان اليمنية، أمس، استمرار الانتهاكات والجرائم البشعة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي ضد المدنيين والأطفال لا سيما في محافظتي تعز والضالع، وأسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين بينهم أطفال. وقالت وزارة حقوق الإنسان في بيان، إن «مضي ميليشيات الحوثي قدماً في انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان يأتي انعكاساً طبيعياً لصمت المجتمع الدولي عن تحمّل مسؤولياته الأخلاقية وواجباته القانونية تجاه حماية المدنيين بل وعجزه على اتخاذ خطوات أكثر صرامة في ظل استمرار الميليشيات الحوثية بارتكاب الانتهاكات والجرائم الفظيعة». وجددت الوزارة مطالبتها للأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية بممارسة مزيد من الضغط بكل الوسائل لردع الميليشيا الانقلابية وإيقافها عن استهداف الأحياء السكنية والمدنيين العُزل في محافظتي تعز والضالع، كما دعتهم إلى تقديم الإغاثة لجميع الأطفال المحتاجين والضحايا.
في غضون ذلك، واصلت ميليشيات الحوثي الإرهابية، أمس، خروقاتها النارية واليومية لاتفاق السلام الهش بمحافظة الحديدة، مستهدفةً بالقذائف المدفعية والصاروخية مناطق سكنية ومواقع عسكرية تابعة لقوات المقاومة المشتركة في مدينة الحديدة ومديريات «الدريهمي والتحيتا وحيس».
وذكرت مصادر ميدانية في الحديدة أن الميليشيات الحوثية شنت قصفاً عنيفاً ومكثفاً على مواقع قوات المقاومة المشتركة في مديريتي «التحيتا» و«حيس»، ما أسفر عن إصابة جنديين على الأقل من قوات «العمالقة». وأفاد المركز الإعلامي لألوية العمالقة بأن ميليشيات الحوثي «تقوم بحشد مئات المقاتلين، وتستقدم تعزيزات عسكرية ضخمة تتضمن آليات وعتاد عسكري، وهو ما ينذر بسعي الميليشيات لإرباك المشهد في مناطق متفرقة، والتقدم نحو مدينة «حيس».