أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
أكد غلام دستغير سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى الدولة، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مناسبة مهمة لبحث أوجه التعاون بين القيادتين والبلدين، مشيراً إلى أن الزيارة تعد امتداداً لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، العام الماضي، التي كانت على قدر كبير من الأهمية، والتي تدعم وتعزز التعاون بين البلدين.
وأضاف أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، جاءت لتؤكد العلاقات الأخوية بين البلدين لمناقشة القضايا المهمة في المنطقة، مشيراً إلى تقدير بلاده للزيارة، حيث إنها أول زيارة في عام 2020.
وأشار إلى أن المناقشات تناولت توسيع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لافتاً إلى أن الاجتماعات بين القيادتين يتبعها توجيهات للوزراء والمؤسسات لكيفية العمل من أجل تقوية التعاون في مجالات عدة وأهمها الفرص الاستثمارية المحتملة التي يمكن أن توفرها باكستان إلى المستثمرين الإماراتيين في مجالات السياحة -التي تعد من المجالات ذات الأولوية- علاوة على تطوير المرافق السياحية والتنمية الاقتصادية والصناعية في المناطق الصناعية الثماني التي تضم مجالات كثيرة، حيث إن السوق الباكستاني ضخم بسبب عدد السكان الذي يزيد على 220 مليون نسمة.
ولفت إلى أن بلاده تمضي قدماً في إصلاحات عدة أهمها تسهيل إقامة الأعمال، وتم إقرار نجاح هذه الإصلاحات من مؤسسات مالية دولية، موضحاً أن التسهيلات لرجال الأعمال هي على رأس الأولويات في باكستان لجذب الاستثمارات، وهذه مؤشرات إيجابية تؤكد أن الاقتصاد الباكستاني على الطريق الصحيح لاسيما بعد أن أصبحت باكستان ذات أوضاع أمنية طبيعية ما يزيد الفرص للبلدين في التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في كل من الإمارات وباكستان.
وأوضح السفير دستغير بأن المناطق الصناعية تضم عدداً من الصناعات منها الصيدلة والصناعات الغذائية والمنسوجات وقطاع النفط والمنتجات البترولية، نظراً للطلب المرتفع جداً في باكستان على مشتقات النفط، مشيراً إلى أن بلاده تمتلك مصفاة للنفط وأنجزت بالتعاون مع دولة الإمارات، والتي تعد من قصص النجاح للتعاون بين البلدين.
وأكد أن بلاده تمتلك 3 موانئ كبيرة تتمثل في كراتشى بورت وميناء بورت قاسم وكذلك ميناء جوادر الذي يربط المنطقة بالصين ويخدم البلدان في المنطقة، وهذا المجال أيضاً سيشهد في المستقبل تعاوناً بين البلدين خاصة في منتدى للتعاون مخصص لمجالات الشحن والتجارة والاستثمار والطيران والدفاع، وهذا سيساعد قريباً على زيادة التعاون بين البلدين.
وبين أن حجم التجارة البينية بين البلدين يزيد على 10.4 مليار دولار منها 1.4 مليار دولار صادرات باكستانية للإمارات ونحو 9 مليارات دولار صادرات إماراتية إلى باكستان، والتي تتركز على منتجات الغذاء وسلع أخرى.
وأشار السفير دستغير إلى أن العلاقات السياسية بين باكستان ودولة الإمارات العربية المتحدة، مبنية على أسس قوية وتاريخية، وكما هو معروف هناك تقارب بين البلدين وتعاون كبير في مجالات عدة، ويعكس قوة العلاقات الزيارات العديدة بين قيادتي البلدين.
ولفت إلى أن عدد الجالية الباكستانية في دولة الإمارات يبلغ 1.5 مليون باكستاني يعملون ويعيشون هنا ولديهم إسهامات في الاقتصاد الإماراتي، وفي الوقت نفسه لهم دور حيوي في دعم الاقتصاد الباكستاني من خلال التحويلات المالية التي تعد إحدى ركائز الاقتصاد الباكستاني، والتي تبلغ نحو 4.5 مليار دولار سنوياً التي يرسلها المقيمون الباكستانيون في الإمارات إلى أسرهم في باكستان، مؤكداً أن أبناء الجالية الباكستانية التي تعد ثاني أكبر جالية أجنبية يعيشون في الإمارات، بلدهم الثاني، ويسهمون في الاقتصاد الإماراتي، علاوة على وجود مئات الشركات الباكستانية التي تعمل في الإمارات لتعزز العلاقة بين الشعبين.
وبين أن بلاده لديها اهتمام بالتواجد في إكسبو 2020 الذي يقام العام الجاري في دبي حيث تشترك فيه الجهات الحكومية وكذلك الشركات الخاصة ونتطلع لأن تكون مشاركة مميزة لعرض الفرص الاستثمارية في باكستان.
وأوضح أن التعاون في المجالات العسكرية والدفاع قائمة بين البلدين في التدريب المشترك وتبادل الخبرات، وباكستان تقدم فرصاً عدة للتدريب العسكري مع الإمارات وكلا البلدين يمضيان قدماً في هذا المجال.
وعن مكافحة الإرهاب، أكد أن بلاده واجهت هذا الخطر لعقود مضت وعانت من الفكر المتطرف في أفغانستان، والذي خلف نحو ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني على مدار أربعين عاماً مضت، لذا فهذا تحد كبير لنا وأثر على باكستان في الماضي، إلا أن الجيش الباكستاني خلال السنوات الثماني الماضية بذل جهوداً كبيرة للحرب على الإرهاب الذي أدى إلى خسائر في الأرواح والاقتصاد، والآن تعود باكستان إلى حالتها الطبيعية ويعود الأمن لمواجهة هذه الظاهرة العالمية، وتعمل باكستان بالتعاون مع الإمارات للمساعدة في القضاء على هذا الخطر.