تميز تاريخ كأس العالم بالكثير من اللحظات غير القابلة للتصديق مما شكل صدمات غير متوقعة فاجأت الجميع وقت حدوثها، وفي هذا التقرير سنلقي الضوء على أكثر تلك الأحداث دهشة وغرابة، وكيف أن الكرة، لا تخضع إلى المنطق أو الحسابات، إذ أن لها منطقها الخاص، وحساباتها التي قد تأتي بما لا تشتهي سفن الكثيرين، فليس شرطاً لديها أن يفوز الأفضل، وإنما المهم أن يفوز من تختار.. هي صاحبة العرش، وبإذنها يدخل بلاط التاريخ الكروي من تختار. وعبر تاريخ البطولات، كانت “وردية” الترشيحات تصب في صالح العديد من الفرق، استناداً إلى عوامل كثيرة، ومع دوران عجلة النهائيات، كانت “القسوة” والصدمة في انتظار هذه الفرق، لتعود بخفى حنين، ولينتصر “اللا منطق”. (1950) ثمن الغرور الإنجليزي كانت إنجلترا وجيرانها من الجزر البريطانية ترفض المشاركة في المونديال لاعتبارات شخصية ونظرة فوقية، ولكن حين قررت إنجلترا المشاركة كانت تظن نفسها أنها المنتخب الأقوى كونها مهد كرة القدم الحديثة، وقد ترجمت ذلك في أول مباريات مونديال 1950 حين هزمت تشيلي بسهولة بهدفين للاشيء، ولكن جاءت الطامة الكروية حين خسرت بهدف نظيف من منتخب الولايات المتحدة المتواضع جداً وقتها، وتلك الخسارة لم تكن تخطر على بال أحد لدرجة التشكيك في التقارير التي وصلت لإنجلترا حيث فسر بعضهم الأمر بأن النتيجة قد تكون 11-1 وليست 0-1، وشكلت تلك الخسارة ضربة معنوية لغرور الإنجليز فخسروا المباراة الأخيرة من إسبانيا فكانت المشاركة الانجليزية الأولى فاشلة تماماً ومحرجة للغاية. (1966) البرازيل تخرج من الدور الأول شكلت تلك البطولة نهاية مشوار أغلب نجوم البرازيل الفائزين بلقبي 1958 و 1962، وكان اللاعب الأهم وقتها هو بيليه الذي لم يكن بأفضل حال حين تلقى إصابة قوية في اللقاء الأول للبرازيل في مونديال 1966 ضد بلغاريا فغاب اضطرارياً ضد البرتغال حين خسرت البرازيل بالثلاثة، وكان اللقاء الأخير ضد المجر مهماً لكي تتأهل البرازيل للدور الثاني ولذلك تحامل بيليه على إصابته وشارك إلا أن البرازيل خسرت مجدداً وبالثلاثة أيضاً لتكون إحدى أكبر المفاجآت بإقصاء البرازيل من الدور الأول. (1966) كوريا توقف الحلم الإيطالي كانت إيطاليا تدخل مونديال 1966 وهي تحمل نجاحاً كبيراً على مستوى الأندية حيث سيطر الثنائي الميلان والإنتر على المسابقات الأوروبية والعالمية في تلك الفترة، وفي الوقت نفسه شكل الدوري الإيطالي حينها وجهة النجوم، إلا أن ذلك الرقي الكروي على مستوى الأندية لم ينتقل لمستوى المنتخبات، حيث قدمت إيطاليا أحد أسوأ مشاركاتها العالمية حين خسرت من كوريا الشمالية بهدف نظيف فكان إقصاؤها مُستحقاً من الدور الأول. (1990) «الطواحين» بلا «طحين» ما قدمته هولندا في أمم أوروبا 1988 كان يفوق الوصف، وما كان يقدمه الثلاثي الهولندي فان باستن ورايكارد وخوليت بالميلان كان يفوق الخيال، وعلى الرغم من الهالة الإعلامية الكبيرة التي رافقت منتخب الكرة الشاملة في مونديال 1990 إلا أن الطواحين لم تستطع الدوران، ففي لقاء الدور الثاني ضد ألمانيا الغربية خسرت هولندا بهدفين لهدف، فودعت المونديال بحسرة شديدة وبحركة لا أخلاقية قام بها رايكارد مع فولر مهاجم ألمانيا. (1994) 3 دقائق مجنونة تقهر الألمان خاضت ألمانيا مونديال 1994 وهي تحمل سجلاً لافتاً في البطولات العالمية السابقة، حيث كان منتخب المانشافت حاضراً في نهائي ثلاث بطولات عالمية على التوالي: 1982، 1986، 1990، ولذا كان متوقعاً جداً أن تواصل ألمانيا تقدمها إلى أبعد من دور الثمانية خصوصاً أنها تقابل منتخباً من الحجم المتواضع مثل بلغاريا، وعلى الرغم من تقدم ألمانيا بهدف إلا أن ثلاث دقائق مجنونة كانت كفيلة بتعطيل الماكينات الألمانية بهدفي ستويشكوف وليتشكوف. (1994) كولومبيا والمأساة لم يسبق للأرجنتين أن خسرت 0-5 على أرضية ميدانها قط، وذلك لم يحدث إلا حين قابلت كولومبيا التي كانت تعيش وقتها أزهى سنواتها الكروية، بل إن كولومبيا استطاعت أن تلعب 28 مباراة من دون أن تخسر مما جعلها في أعين الكثيرين بالمنتخب المُنتظر في مونديال 1994، بل وصل الأمر ببعضهم حد ترشيحها للفوز باللقب، ولكن ما طار طيرٌ وارتفع إلا كما طار وقع، وأي وقوع هو ذاك الذي حدث لكولومبيا حيث كانت أول المودعين للمونديال، ولم تنته المأساة بذلك بل تبعها مقتل إيسكوبار المدافع الذي أدخل في شباك بلاده هدفاً عكسياً كان سبباً مباشراً في الإقصاء المبكر. (1998) بداية دراماتيكية إسبانية كانت إسبانيا قد سرقت الإعجاب في التصفيات المؤهلة للمونديال الفرنسي ورشحها الكثيرون لأن تكون الحصان الأسود في البطولة وربما للذهاب أبعد من ذلك بالفوز باللقب كما قال بيليه، ولكن ما حدث في المونديال كان أمراً مختلفاً، فقد بدأ مشوارها بالخسارة الدراماتيكية من نيجيريا بعد صاروخ أوليسيه، ثم التعادل المتواضع مع البارجواي، ليختل توازن الثور الإسباني، وعلى الرغم من فوزه الكاسح على بلغاريا إلا أنه لم يتأهل من الدور الأول. (2002) ضرب من جنون قدمت الأرجنتين مستوى باهراً في التصفيات المؤهلة للمونديال الآسيوي واحتلت مقدمة الترتيب بفارق 12 نقطة عن الوصيف، وقدمت مباريات ودية كبيرة جداً أبرزها الفوز في روما على المنتخب الإيطالي، وكانت الأرجنتين لدى الكثيرين تمثل الرقم الأول في الترشيحات للفوز بالمونديال خصوصاً أنها تضم مواهب عديدة في كل المراكز، أبرزهم باتيستوتا وفيرون ولوبيز وكريسبو وأورتيجا، ولكن ما حدث في المونديال كان ضرباً من الجنون حين خرجت الأرجنتين من الدور الأول بعد خسارتها المثيرة من إنجلترا والتعادل العقيم مع السويد. (2002) البرتغال ونهاية سريعة كانت صورة البرتغال في الأمم الأوروبية 2000 عالقة بالذهن حين قدمت أحد أفضل المستويات التي رشحتها للنصف نهائي على مستوى القارة العجوز، وما زاد من لمعان بريقها هو تصدرها للتصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال و إقصائها لهولندا، وكانت البرتغال وقتها تضم أحد أفضل النجوم وهو لويس فيجو و بجواره روي كوشتا نجم الميلان ولكن ما حدث بالمونديال الآسيوي كان صعب التصديق حين خسرت البرتغال مباراتين ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية فكان الإقصاء مبكراً . (2002) «الديكة» تعجز عن الصياح كانت الديكة الفرنسية تضم أفضل الأسماء قبيل مونديال 2002، حيث حقق أخيراً زيدان لقب دوري الأبطال بصحبة ريال مدريد وعلاوة على ذلك كان المنتخب يعج بهدافي الدوريات الإيطالية والانجليزية والفرنسية، وهم على التوالي تريزيجية وتييري هنري وسيسه، ولكن على الرغم من كل ذلك الزخم الكبير من المهاجمين فإن فرنسا لم تفشل فقط في تحقيق الفوز بل فشلت في التسجيل حتى، فكان الإقصاء من الدور الأول خيبة لا مثيل لها لحامل اللقب. أسوأ عشرة أحداث أبوظبي (الاتحاد) - كثيرة هي الأحداث المؤسفة التي صاحبت بطولات كأس العالم ما بين الأخطاء التحكيمية أو المخالفات السلوكية، وهنا نستعرض أسوأ تلك الأحداث وفق العد التنازلي: المرتبة العاشرة: هدف الفوز الذي سجله النمساوي جوزيف بيسكان ضد فرنسا في مونديال 1934، وكان ذلك الهدف يحمل شكاً كبيراً في صحته لدرجة تردد فيها حكم الملعب وقرر احتساب الهدف بعد التشاور مع حامل الراية . المرتبة التاسعة: ضربة الكوع التي قام بها البرازيلي ليوناردو ضد لاعب الولايات المتحدة تاب راموس في مونديال 1994، وكانت العقوبة إيقاف ليوناردو أربع مباريات و تغريمه 5 آلاف جنيه أسترليني. المرتبة الثامنة: اعتداء الإيطالي ماورو تاسوتي بالكوع على أنف الإسباني لويس أنريكه في مونديال 1994 وتمت معاقبة لاعب الميلان السابق بالإيقاف ثماني مباريات، يُـذكر أن تـلك العقوبة تم اللجوء إليها للإعادة التلفزيونية. المرتبة السابعة: حالة التصادم المؤسفة التي تعرض لها المدافع الفرنسي باتريك باتيستون مع الحارس الألماني شوماخر في نصف نهائي مونديال 1982، وما نتج عن ذلك، حيث دخل باتيستون في غيبوبة وتعرض لكسر في عدد من أسنانه، والغريب أن حكم اللقاء لم يحتسب خطأ أو إنذاراً. المرتبة السادسة: التصرف السيئ الذي قام به النجم الفرنسي زيدان حين قام بنطح المدافع الإيطالي المشاغب ماركو ماتيراتزي في نهائي 2006 . المرتبة الخامسة: الهدف المثير للجدل طوال تاريخ كأس العالم، الهدف الثالث لإنجلترا في نهائي 1966 ضد ألمانيا الغربية بواسطة الهداف هيرست والذي أثبتت الأجهزة التقنية الآن أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى، وكان ذلك الهدف هو الذي كسر التعادل القائم بين المنتخبين في النهائي. المرتبة الرابعة: قرار الحكم المكسيكي مينديز، منح الألمان ركلة جزاء مثيرة للشك في نهائي 1990 بالدقيقة 85 نتيجة تدخل المدافع الأرجنتيني سينسيني على المهاجم الألماني فولر. المرتبة الثالثة: الهدف الذي سجله مارادونا باليد في دور الثمانية من مونديال 1986 ضد إنجلترا، وقد تسبب ذلك الهدف بالكثير من التذمر تجاه الحكم التونسي علي بن ناصر. المرتبة الثانية : خيانة خيخون كناية عن أسوأ ما عاشته الكرة العالمية في المونديال حين قرر أبناء العمومة ألمانيا الغربية والنمسا إقصاء المنتخب العربي الرائع الجزائر من الدور الأول. المرتبة الأولى: مقابل أطنان من الحبوب وحسابات بنكية حصلت الأرجنتين على فوز مريح جداً على بيرو في مونديال 1978 مما أتاح لها التأهل للنهائي عوضاً عن البرازيل.