ليس مهماً أن يصل قطار دوري أبطال آسيا لكرة القدم إلى جولة منتصف الطريق، أو الحديث عن هوية الفرق المرشحة للوصول إلى دور الـ 16، ولكن ما يستحق التوقف عنده طويلاً، يتعلق بظاهرة فريق “الفورمولا” الذي أصبح حديث “الداني والقاصي” في “القارة الصفراء”، بعد أن حقق إنجازات أقل ما توصف به أنها رائعة وتاريخية، يكفي أن الفريق أصبح يقف على أعتاب الدور الثاني، ومعه بالطبع اتحاد جدة السعودي، وكلاهما حقق العلامة الكاملة “9 - 9” بعد ثلاث جولات فقط، كما أن الفريقين مرشحان للبقاء في الصدارة، حتى نهاية الدور الأول، وبالتالي يستفيدان من ميزة “البطاقة الذهبية”، التي تمنح لصاحبها فرصة خوض لقاء دور الـ 16 “مباراة واحدة” على أرضه وبين جماهيره، وبالتالي تجعل طريقه سالكاً للتأهل إلى دور الثمانية. ولا شك أن الجزيرة في “نسخة 2012” للبطولة القارية “شكل ثان”، مقارنة بمشاركاته السابقة في البطولة ذاتها، مما يعني حقيقة واحدة، بل مؤكدة بأن الفريق يملك القدرة على الذهاب بعيداً في البطولة، بل والمنافسة بكل قوة على اللقب الرفيع، ليس لأنه حقق ثلاثة انتصارات حتى الآن، ولكن لأن “الفورمولا” يجمع بين الأداء القوي والمقنع والممتع، وتحقيق الانتصارات مهما كانت قوة المنافس، والدليل الدامغ على ذلك، يتمثل في المباراتين اللتين خاضهما الفريق خارج ملعبه أمام ناساف الأوزبكي عندما حوّل خسارته بهدفين إلى فوز ساحق برباعية، كذلك نجاحه منقطع النظير في المباراة الأخيرة أمام الاستقلال الإيراني في طهران، والجميع يعلم قوة الفرق الإيرانية، خاصة عندما تلعب على أرضها وأمام جماهيرها، ومع ذلك تفوق الجزيرة على منافسه، بعد عرض أقل ما يوصف به أنه مثالي، وعاد بثلاث نقاط غالية وهدفين رائعين بتوقيع جمعة عبدالله وباري ليحتل الجزيرة قمة المجموعة الأولى بفارق شاسع “5 نقاط” عن الاستقلال صاحب المركز الثاني، فيما يحتل الريان القطري المركز الثالث وله ثلاث نقاط، فيما يأتي ناساف الأوزبكي في المركز الرابع والأخير وله نقطة واحدة من تعادل خارج ملعبه مع الاستقلال الإيراني. وبمقارنة بسيطة نجد أن الجزيرة جمع من النقاط ما يساوي حصاد باقي أنديتنا الثلاثة بني ياس والشباب والنصر، حيث بلغ رصيد “السماوي” في المجموعة الثانية 4 نقاط مقابل 3 نقاط للنصر في المجموعة الثالثة، ونقطتين للشباب في المجموعة الرابعة، وبالطبع تندرج حصيلة بني ياس تحت بند الجيدة للغاية، لسبب بسيط، وهو أن الفريق خاض مباراتين من الثلاث بعيداً عن ملعب النار، فيما لعب الشباب مباراتين على أرضه مع الغرافة والهلال، وكذلك النصر مع لخويا والأهلي، وإذا كان اتحاد جدة يتساوى في الرصيد نفسه مع الجزيرة، إلا أن الأخير لعب مباراتين من الثلاث حتى الآن خارج ملعبه مع ناساف والاستقلال، أما الاتحاد فقد لعب مباراتين على أرضه وبين جماهيره مع باختاكور الأوزبكي وبني ياس، وخرج فقط للقاء العربي القطري، مما يعني أن الجزيرة هو أفضل فرق البطولة من واقع النتائج والعروض. وبعيداً عن موقف الجزيرة والاتحاد صاحبا الرصيد الأعلى في المجموعتين الأولى والثانية على الترتيب، مقارنة بباقي فرق المجموعات، نجد أن الكرة الإيرانية فرضت نفسها بقوة في المجموعتين الثالثة والرابعة، حيث يحتل سباهان المركز الأول برصيد 7 نقاط، وأصبح قريباً من التأهل عن المجموعة الثالثة، وهو نفس رصيد بيروزي في المجموعة الرابعة، فيما تحتل أستراليا ممثلة في نادي أديلايد يونايتد قمة المجموعة الخامسة برصيد 6 نقاط بفارق المواجهات المباشرة مع بوهانج الكوري الجنوبي، بينما يسطع طوكيو وناجويا جرامبوس اليابانيين في المجموعتين السادسة والسابعة ولكل منهما 5 نقاط، وما يزال بوريرام يونايتد التايلاندي في صدارة المجموعة الثامنة وله 6 نقاط بفارق نقطتين عن أقرب منافسيه. الجزيرة يغرد منفرداً في المجموعة الأولى نجح الجزيرة في حصد الفوز الثالث على التوالي، بعد تغلبه خارج ملعبه على الاستقلال الإيراني 2-1 ، فيما حقق الريان القطري الفوز الأول، بعدما تغلب على ناساف الأوزبكي 3-1 في الدوحة، وحافظ “الفورمولا” على صدارة المجموعة، بعدما رفع رصيده إلى 9 نقاط من 3 مباريات، مقابل 4 نقاط للاستقلال و3 للريان ونقطة واحدة لناساف، وقدم لاعبو الجزيرة مباراة مثالية في كل شيء، وأصبح الفريق صاحب إحدى بطاقي المجموعة إلى دور الـ16، فيما يعتبر الاستقلال الأقرب لحصد المركز الثاني، وسط منافسة قوية من الريان، وفي المقابل تبدو فرصة ناساف صعبة للغاية، وشهدت الجولة الأولى شهدت فوز الجزيرة على ناساف بملعبه 4-2 والاستقلال على الريان بهدف في الدوحة، في حين شهدت الجولة الثانية فوز الجزيرة على الريان 3-2 في أبوظبي وتعادل الاستقلال مع ناساف سلبياً في طهران، قبل أن تكون الجولة الثالثة على موعد مع تألق الثنائي العربي الجزيرة والريان على حساب الاستقلال وناساف، وفي الجولة الرابعة يوم 18 أبريل الحالي، يلتقي الجزيرة مع الاستقلال في أبوظبي، وناساف مع الريان في قرشي. علامة اتحادية وكانت المجموعة الثانية على موعد مع نجاح الاتحاد السعودي في بلوغ الفوز الثالث، على حساب بني ياس بهدف حمل توقيع نواف هزازي من ضربة جزاء، فيما تغلب باختاكور الأوزبكي على العربي القطري 3-1 في طشقند، ورفع الاتحاد رصيده إلى 9 نقاط من ثلاث مباريات في صدارة المجموعة، مقابل 4 نقاط لبني ياس وباختاكور، مقابل “صفر” للعربي الذي سقط في دوامة الخسارة الثالثة، ومن المؤكد أن يكون التأهل من نصيب “العميد” و”السماوي”، وسط منافسة قوية من باختاكور، وأصبحت حظوظ العربي ضعيفة للغاية، وإن لم يكن خارج السباق بالفعل، وفي الجولة الأولى تفوق الاتحاد على باختاكور برباعية في جدة وبني ياس على العربي بهدفين في أبوظبي، وفي الثانية تغلب الاتحاد على العربي 3-1 في الدوحة وتعادل باختاكور مع بني ياس 1-1 في طشقند، وفي الثالثة فاز الاتحاد على بني ياس بهدف، وباختاكور على العربي بثلاثية، وفي الجولة الرابعة يوم 17 أبريل، يلعب بني ياس مع الاتحاد في أبوظبي والعربي مع باختاكور في الدوحة. في المجموعة الثالثة، انتزع الأهلي السعودي فوزاً غالياً على حساب النصر بملعبه 2-1، وفيما خسر لخويا القطري أمام سباهان الإيراني 1-2 على ستاد فولاد شهر، وابتعد سباهان في الصدارة برصيد 7 نقاط من ثلاث مباريات، مقابل 4 نقاط للأهلي و3 لكل من النصر ولخويا. ويلتقي في المرحلة المقبلة يوم 18 أبريل الأهلي مع النصر في جدة، ولخويا مع سباهان في الدوحة، ومن قراءة المجموعة يعتبر سبهان الأقرب للصعود إلى دور الـ16، فيما تتنافس فرق الأهلي والنصر ولخويا على التذكرة الثانية. ولا يختلف الحال بالنسبة للمجموعة الرابعة التي تبدو السيطرة على تذكرتها الأولى لمصلحة الكرة الإيرانية ممثلة في بيروزي صاحب النقاط السبع أيضاً والأقرب إلى التأهل كصاحب المركز الأول، ويتسابق الهلال السعودي والغرافة القطري والشباب على البطاقة الثانية، وفي الجولة الأخيرة، سقط “الجوارح” في فخ التعادل أمام ضيفه الهلال 1-1، بينما خسر الغرافة القطري أمام ضيفه بيروزي بثلاثية على ستاد ثاني بن جاسم في الدوحة، وحافظ بيروزي على صدارة ترتيب المجموعة برصيد 7 نقاط، مقابل 3 نقاط للهلال ونقطتين لكل من الشباب والغرافة. ويلعب في الجولة الرابعة يوم 17 أبريل، الهلال مع الشباب في الرياض وبيروزي مع الغرافة في طهران. غموض الخامسة وبالنسبة لمجموعات الشرق، تبدو الرؤية غامضة تماماً في المجموعة الخامسة، حيث إن السباق لا يزال “رباعي الأطراف، بعد فوز بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي على ضيفه أديلايد يونايتد الأسترالي بهدف وجامبا أوساكا الياباني على ضيفه بونيودكور الأوزبكي 3-1 على ستاد اكسبو 70 في أوساكا، ورفع بوهانج رصيده إلى 6 نقاط في قمة المجموعة بفارق المواجهات المباشرة أمام أديلايد، مقابل 3 نقاط لكل من جامبا وبونيودكور، وبالطبع تشهد المجموعة لعبة الكراسي الموسيقية، حيث إن النتائج تختلف من جولة إلى أخرى. وربما تتضح الصورة إلى درجة كبيرة في الجولة الرابعة يوم 18 أبريل، عندما يلعب بونيودكور مع جامبا أوساكا في طشقند، وأديلايد مع بوهانج في أديلايد. وفي المجموعة السادسة، كان التعادل سيد الموقف في المباراتين، حيث اقتسم بكين جوان الصيني النقطتين، بالتعادل مع ضيفه طوكيو الياباني 1-1 على ستاد عمال بكين، والحال نفسه بين أولسان هيونداي الكوري الجنوبي مع ضيفه بريزبان روار الأسترالي على ستاد مدينة أولسان، وحافظ طوكيو على الصدارة وله 5 نقاط بفارق الأهداف أمام أولسان، مقابل نقطتين لبكين جوان وبريزبان. من يصدق أن المجموعة السابعة لاتزال “بخيلة” في عدد مرات الفوز، وبعد أن كان التعادل سيد الموقف في الجولتين الماضيتين، جاء ناجويا جرامبوس الياباني ليكسر حالة “الصيام، عندما حقق الفوز الأول في المجموعة، بعدما تغلب خارج ملعبه على تيانجين تيدا الصيني بثلاثية نظيفة في تيانجين، تعادل سنترال كوست الأسترالي مع ضيفه سيونجنام الكوري الجنوبي 1-1، وتصدر ناجويا المجموعة برصيد 5 نقاط، مباريات مقابل 3 نقاط لسيونجنام وسنترال ونقطتين لتيانجين، وكانت الجولة الثالثة لمنافسات المجموعة الثامنة على موعد مع توقف المفاجآت التايلاندية، عندما سقط بوريرام يونايتد في الدوامة للمرة الأولى، بالخسارة على أرضه أمام شونبوك هيونداي الكوري الجنوبي بهدفين، بينما تعادل كاشيوا الياباني مع ضيفه جوانجو الصيني دون أهداف، وحافظ بوريرام يونايتد رغم الخسارة على صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط، مقابل 4 نقاط لكل من كاشيوا وجوانجو، و3 نقاط لشونبوك.