عبدالرحيم حسين، علاء المشهراوي (رام الله، غزة)

جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس التأكيد على صمود الشعب في وجه كل هذه المؤامرات، وقال في كلمة بعد أداء صلاة عيد الفطر المبارك ووضع إكليل من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات: «كل عام والشعب الفلسطيني والأمة العربية بألف خير، ونتمنى أن يعود على الشعب والأمة العربية باليمن والخير والبركات». وأضاف «نسأل الله أن يعيده علينا، وقد حررنا بلدنا وأقمنا دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتجاوزنا كل المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا من صفقة العصر وغيرها، التي ستذهب جميعها إلى الجحيم، وسيبقى الشعب الفلسطيني على أرضه صامداً صابرا في وجه كل هذه المؤامرات».
وأدى عشرات آلاف المصلين صلاة عيد الفطر في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 120 ألف مصل توافدوا صباحا إلى المسجد لأداء صلاة العيد في أول أيامه. ودخل المصلون إلى باحات المسجد ومصلياته وسط تكبيرات العيد التي صدحت في المكان. ودعا مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين في خطبة صلاة العيد، جموع المصلين إلى الرباط في المسجد الأقصى.
إلى ذلك، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بالتراجع عن خططها الاستيطانية في القدس، وقال في بيان «إن قرار إسرائيل بناء أكثر من 800 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، واستمرار اعتداءاتها على المصلين والمرابطين في الأقصى يعكس العقلية الاستعمارية، ومحاولة تكريس الأمر الواقع وتدمير أي فرصة متبقية للعملية السياسية». وطالب المجتمع الدولي باتخاذ خطوات للضغط على إسرائيل للتراجع فورا عن إجراءاتها الاستعمارية التي تتعارض مع الإجماع الدولي والقرارات والقوانين الدولية، معتبرا أن بيانات الاستنكار رغم أهميتها غير كافية.
وتابع قائلا: «يجب إلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي ووقف إجراءاتها الاستفزازية سواء بإعلانها عن بناء وحدات استيطانية على أراضي القدس الشرقية أو باعتداءاتها على المصلين في الحرم القدسي الشريف في أيام الشهر الكريم». وحذر من أن الاعتداءات على القدس، بما تحمله من قدسية دينية ووطنية، ستجر تبعات خطيرة. ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني دول العالم للاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 مع القدس عاصمة لها، لإنقاذ حل الدولتين الذي تطيح به إسرائيل بسياساتها اليومية، محذرا من التهديدات الإسرائيلية بضم أجزاء من الضفة الغربية.
وأدانت الحكومة الأردنية، بأشد العبارات قرار إسرائيل بناء 800 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة. واعتبر وزير الخارجية أيمن الصفدي، قرار إسرائيل بناء 800 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة ، خرقًا للقانون الدولي، وخطوة لا شرعية تستهدف تغيير الهوية العربية للمدينة المحتلة تعمق التوتر وتقوض جهود تحقيق السلام وفق حل الدولتين، مطالبًا المجتمع الدولي بممارسة ضغوط فاعلة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.