قرر المجلس الوزاري العربي في ختام اجتماعه الطارئ بالقاهرة مساء أمس تكليف لجنة وزارية عربية برئاسة السعودية والامين العام للجامعة العربية وعضوية الأردن وسوريا وفلسطين ولبنان وقطر وليبيا ومصر والمغرب بالتوجه إلى مجلس الامن الدولي لمطالبته بالانعقاد الفوري واصدار قرار ملزم لحمل إسرائيل على الوقف الفوري لعدوانها على قطاع غزة ورفع حصارها وفتح المعابر وإنهاء سياسة العقاب الجماعي وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وضمان تنفيذ هذه الالتزامات من جانب الاطراف المعنية· وترأس سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وفد الدولة الى الاجتماع الطارئ الذي حضره 20 وزيرا للخارجية· وأكد سموه في تصريحات لـ''الاتحاد'' إن الإمارات كانت طرفا فاعلا في الاجتماع، واضاف ''لقد طلبنا انعقاد مجلس الأمن في اسرع وقت لإصدار قرار يلزم اسرائيل بالوقف الفوري لعدوانها الوحشي على قطاع غزة''· واكد سموه وجود رغبة عربية حقيقية ودعم دولي لوقف المجزرة التي ترتكبها اسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة· وقال انه لا يمكن قبول ادعاءات اسرائيل بأن عدوانها دفاع عن النفس· وقرر المجلس الوزاري في ضوء دعوة قطر وسوريا واليمن لعقد قمة عربية طارئة للنظر في وقف العدوان الاسرائيلي على غزة ''التواصل مع هذه الدول بشأن عقد القمة في حالة عدم استجابة مجلس الامن للتحرك العربي الهادف لوقف العدوان وذلك للنظر في الاجراءات الكفيلة بوضع حد للعدوان الاسرائيلي ووضع استراتيجية للتعامل مع الوضع الفلسطيني بكافة جوانبه''· وأدان ''الوزاري العربي'' بشدة العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة الذي اوقع المئات من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، واحدث دمارا هائلا ورفض ادعاءاتها بأن هذا العدوان يُشكل دفاعا عن النفس· وطالب اسرائيل بالوقف الفوري وغير المشروط لهذا العدوان الغاشم والتوقف عن جميع العمليات العسكرية في قطاع غزة· كما أدان المجلس الحصار الاسرائيلي المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والذي أدى إلى تدهور حاد في الاوضاع الانسانية· وحمل اسرائيل المسؤولية الكاملة في هذا التدهور واكدوا ضرورة رفعه بشكل فوري· وأكد المجلس أهمية استمرار قيام الدول العربية بتقديم المساعدات الانسانية العاجلة إلى قطاع غزة· ورحب بما قدمته الدول للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتثمين الجهود التي تقوم بها مصر في ايصال المساعدات عبر معبر رفح، والتعهد بالاستمرار في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني· ورحب بقيام مصر بفتح معبر رفح للاغراض الانسانية وكذلك بما اكدته حول استعدادها بذل الجهود والعمل مع الاطراف المعنية لاتخاذ الخطوات اللازمة بما يسمح بفتح معبر رفح بشكل مستمر وفقا للقواعد التي سبق الاتفاق عليها في اكتوبر 2005 لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني· وأكد ان المصالحة الوطنية الفلسطينية تشكل الضمانة الحقيقية الوحيدة في سبيل استرجاع الحقوق الفلسطينية المشروعة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والحفاظ على وحدة الاراضي الفلسطينية وتفويت الفرصة على أي طرف يسعى الى أو يستفيد من شق تلك الوحدة تحت اي مسميات او اعتبارات، وضرورة توجيه الطاقات الفلسطينية لإنهاء الاحتلال وانجاز المشروع الوطني الفلسطيني· وطالب المجلس جميع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية بالبدء فورا في العمل الجاد من أجل استعادة الوحدة الفلسطينية والانخراط المباشر في جهود تحقيق المصالحة التي تقودها مصر· وأكد دعم السلطة الفلسطينية لتمكينها من مواجهة اثار العدوان ومساعدتها على سرعة تلافي تداعياته، وعلى دعم مؤسسات الاغاثة الدولية وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ''الاونروا'' للاستمرار في الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه المواطنين الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة في ظل الانتهاكات الاسرائيلية للقانون الدولي الانساني· وحمل المجلس اسرائيل ''القوة القائمة بالاحتلال'' مسؤولية الاضرار التي ألحقتها بالبنية التحتية وكذلك بالافراد بما في ذلك تعويض الشعب الفلسطيني عن كافة هذه الخسائر· وطالب المجتمع الدولي خاصة فرنسا راعية مؤتمر الدول المانحة للشعب الفلسطيني اتخاذ الاجراءات اللازمة لعقد اجتماع حتى يتسنى اعادة بناء ما دمرته قوات الاحتلال الاسرائيلية· ودعا الاطراف المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة، لعقد مؤتمر الدول المتعاقدة لتنفيذ ما ورد في الاعلان بضرورة تطبيق الاتفاقية على الاراضي الفلسطينية المحتلة وحث الدول المتعاقدة على الزام اسرائيل بالتقيد الكامل باحكامها· وقرر ابقاء اجتماعه مفتوحا لمتابعة تطورات العدوان الاسرائيلي الغاشم على الاراضي الفلسطينية· وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي ترأس الاجتماع والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وجها في كلمتي الافتتاح دعوة الى مصالحة وطنية فلسطينية عاجلة· وقال الفيصل ''آن الاوان لانعقاد الفصائل الفلسطينية كافة في اجتماع حاسم تنبثق منه حكومة وطنية واحدة تمثل الشعب الفلسطيني بأكمله''· مشيرا الى ان التنظيمات زائلة والشعارات لا تدوم· واضاف الفيصل ''ان بقاء هذا الانقسام سيقدم للعدو الاسرائيلي انتصارا بعد انتصار وسيمنع الامة العربية من الحركة الفعالة لنجدة شعب فلسطين''· واعتبر ان هذه المجزرة الرهيبة ما كانت لتقع لو كان الشعب الفلسطيني يقف موحدا خلف قيادة واحدة وينطق بصوت واحد· واضاف ''ان امتكم العربية لا يهمها توزيع التهم او اللوم على هذا الجانب او ذاك ولكن يهمها ان ينتهي كابوس الفرقة المرعب''· وكرر موسى في كلمته الدعوة نفسها وطالب الفصائل الفلسطينية بالاجتماع ''فورا فورا'' للتوصل الى اتفاق مصالحة وطنية· وقال ''اننا نطالب القادة الفلسطينيين من كافة المشارب والاتجاهات ان يرتفعوا الى مستوى الاحداث وان يشكلوا فورا··فورا صفا واحدا يقفون فيه امام عدوهم فيقاومون او يتفاوضون من منطلق قوة الوحدة''· ودعا موسى كذلك الرئيس الفلسطيني الى طلب اجتماع لمجلس الامن· وقال ''اتوجه الى الرئيس ابو مازن كرئيس لكل الفلسطينيين ان يعلن من خلال موقعه النضالي ومنصبه القيادي التحرك الفوري والقوي من اجل وقف العدوان''· وشارك في الاجتماع وزراء خارجية 20 دولة عربية، وهو رقم قياسي في هذه الاجتماعات اذ تمثل دولتان فقط على مستوى السفراء هما الصومال وجزر القمر· وسبق الاجتماع مشاورات ثنائية اجراها كل من وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط مع ستة من نظرائه وكذلك مباحثات ثنائية بين موسى وعدد من الوزراء العرب·