حسن الورفلي (بنغازي)

تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش الليبي مع قوات حكومة الوفاق الوطني قرب مطار طرابلس الدولي، تزامناً مع غارات جوية لطائرات تتبع حكومة الوفاق في محيط المطار، على نقيض التوقعات بهدوء محاور القتال في طرابلس خلال عيد الفطر السعيد.
وقالت مصادر عسكرية ليبية لـ«الاتحاد»، إن قوات الجيش الليبي تمكنت من صد هجوم نفذته قوات حكومة الوفاق الوطني في محور الرملة بضواحي طرابلس، لافتة إلى أن قوات الجيش تمشط محاور العاصمة طرابلس لصد أي تقدم لقوات حكومة الوفاق.
وأكد اللواء عبدالسلام الحاسي، آمر «قائد» غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الليبي، أن هدف العمليات تخليص ليبيا ممن وصفهم بـ «الشراذم الإرهابية» حتى يعود إليها الأمن والاستقرار.
إلى ذلك، اتهم المركز الإعلامي التابع لغرفة عمليات الكرامة لقيادي الإخواني خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة بتجنيد الأطفال للقتال مع الميليشيات المسلحة في طرابلس.
وأشار المركز الإعلامي في بيان إلى تجنيد خالد المشري 20 طفلاً لم يصلوا للسن القانونية للتجنيد وهي الثامنة عشرة، للقتال مع المليشيات مقابل مبالغ مالية من منطقة الحرارات.
وأوضح أن وزارة الخارجية في حكومة الوفاق طلبت من وزارة الخارجية المالطية السماح بعبور رحلات جوية قادمة من مطار صبيحه التركي بدءاً من الأربعاء حتى يوم 25 من الشهر نفسه، مرجحاً أن تكون هذه الرحلات عبارة عن شحنات من الأسلحة والذخائر والمرتزقة القادمة من ليبيا.
وأكد البيان أن الجيش الليبي لا يود أن تصبح مالطا طرفاً في صراع داخلي في ليبيا، مضيفاً «تعلم مالطا أن مصلحتها مع الشعب الليبي وقواته المسلحة وليس حكومة الوفاق التي تقاتل بالتنظيمات والعصابات الإرهابية».
واستمراراً للعمليات الإرهابية في درنة، استهدف تفجير إرهابي مركز للشرطة في منطقة الساحل الشرقي بمدينة درنة بواسطة عبوة ناسفة.
وأكد شهود عيان في مدينة درنة وقوع انفجار بالقرب من مركز شرطة الساحل الشرقي بمدينة درنة، مرجحين أن يكون الانفجار بواسطة عبوة ناسفة وضعت داخل السور، ولا توجد أضرار بشرية.
بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجى لافروف، للمبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، أهمية إنهاء النزاع المسلح في البلاد وتشكيل أجهزة موحدة للسلطة قادرة على مكافحة الإرهاب.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان صحفي، أن لافروف أجرى لقاء في موسكو مع سلامة، موضحة أن المحادثات بين الطرفين شملت «تبادلا مفصلا للآراء حول الأوضاع فى ليبيا، بالتركيز على أهمية وقف المواجهة المسلحة وإقامة حوار وطني واسع ومستدام لإخراج البلاد من الأزمة المستمرة في أسرع وقت ممكن».
وأفادت الخارجية الروسية بأن «الجانب الروسي أكد تصميمه الثابت على الإسهام النشط في دفع العملية السياسية في ليبيا قدماً نحو الأمام مع السعي إلى تحقيق الهدف النهائي المتمثل بتشكيل أجهزة موحدة للسلطة قادرة على التنفيذ الفعال للمهمات الحيوية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وإيديولوجية التطرف».
كما أعرب وزير الخارجية الروسي عن دعم بلاده المبدئي لجهود الوساطة التي يبذلها المبعوث الأممي لحلحلة التوتر في ليبيا.
ويجري المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة مشاورات مع الدول الكبرى الفاعلة في الأزمة الليبية، وذلك أملاً في ضغط هذه الدول على كافة الأطراف الليبية للعودة إلى طاولة المفاوضات ووقف المواجهات المسلحة في ضواحي طرابلس.