المصور الفوتوغرافي ليس مجرد صاحب حرفة ولكنه في حقيقة الأمر فنان ينفعل بالأحداث ويتأثر بحسه المرهف، ويدرك المواقف ويقدرها تقديرًا اجتماعياً بحسه الصادق، لهذا فالصور الفوتوغرافية ليست مجرد صور لموضوعاتٍ أو أعمال أو أشخاص، بل هي تكشف عن القيم الجمالية للشخص الذي انتجها. هناء الحمادي ( أبوظبي) - مصورة مبدعة انفجرت ابداعاً بعدستها وبتأثرها بكل ما تقع عيناها عليه، فاستطاعت خلال فترة وجيزة أن تطور مهاراتها وتترك بصمة واضحة من خلال أعمالها الإبداعية. تتحدث المصورة شما إبراهيم جاسم عن بداياتها في عالم الصورة تقول:” أمي عاشقة للتصوير الفوتوغرافي تلتقط عيناها صوراً بحس فني مبدع، وهي السبب الأول لحبي التصوير، ممارسة أمي لهوايتها أمامي جعلتنى أتعمق أكثر في خوض مجال التصوير لتصبح كل المجالات التصويرية مفتوحة لي ، لأني لم أتخصص بتصوير موضوعاً معين بل أصور كل ما تقع عليه عيناي حتى لو كان في أعلى قمة جبلية” . عشقي الأول تتابع شما: أحمل كاميرتي معي في مختلف الظروف، لأن الممارسة الدائمة للتصوير تصقل مهارات المصور وتمنحه الخبرة التي تساعده على التميز في أعماله، وتعلمه أن يصبر على النتائج ويعيد المحاولات بعيدا دون الشعور بالإحباط فأولاً وأخيراً تبقى المسألة محاولة قد تنجح أو تفشل . اهتمت شما بتنمية مهاراتها في عالم التصوير، تقول :” الدورات التي تقام في مجال التصوير منوعة ومتعددة، وزيارات المعارض التصويرية لها تأثير كبير على المصور نفسه، كما إن مواقع الانترنت والكتب والمجلات التي تحتوي على صور مختلفة المستوى تنمي الهواية حيث يثقف المصور عينه بتلك اللقطات، لأن التصوير هو فن الرؤيا البصرية، لذا أحرص جدا على تنمية مهاراتي عبر الاشتراك في مواقع المصورين والانخراط في الدورات الممكنة، وحضور المعارض التي يقيمها كبار المصوريين”. إضاءة المشهد عن تأثير الاضاءة في الصورة ، تقول شما:” الاهتمام بالإضاءة مطلب ضروري للغاية لكل مصور خاصة عندما يحل الظلام، فاقتنـاء فلاش ضوئي خاص سيمنح المصور الكثير ليضـيفه على الصورة الملتقطة، وفي حال تعذر وجود هذا الفلاش ومالم تكـن قاصــداً التصوير في الظلام معتمداً على التعـرض الطويل من الأفضل بذل الجهد في توفير اضاءة بديلة وكافية أو يمكن التوقف فوراً عن التصوير”. وتتابع: يعتقد البعض من الهواة أن الظروف الجوية السيئة كالأمطار أو الغبار عائق أساسي في الحصول على صورة جميلة، ووفق المفهوم التقليدي لهؤلاء تمنع الظروف الجوية السيئة أحياناً أو دائماً تصوير مشاهد ساحرة تظهر السماء فيها بألوان زرقاء صافية إن هذا مفهوم غير دقيق، بل على العكس الصور التقليدية تكون مملة دوماً كما إنها مألوفة للعيون. وفي واقع الحال لا يوجد في التصوير ما يسمى بالظروف الجوية السيئة، وهذه الظروف والأحوال الجوية يمكن تسخيرها لخدمة الصورة والمشاهد الملتقطة، فالغبار مثلاً يمكنه أن يعطي صور مسحة من التباين اللوني لا تستطيع توفيره سوى بالتعديل الإلكتروني في الصورة”. مباخر تقليدية حول مشاركاتها الداخلية في المعارض تلفت شما إلى ذلك :” شاركت في مسابقة أبوظبي من خلال عيونكم عام 2009-2010 وقد تم اختيار صورة لي عن “ المباخر التقليدية” ضمن الفئة المتميزة من المصورين. ولي الشرف أن أكون ضمن هذه المجموعة المتميزة من المصورين الذين شاركوا في المسابقة، حيث من خلال تلك اللقطة حاولت أن أعطي انطباعاً رائعا عن تراث الإمارات الذي ما زال محفوراً ومحفوظاً لدى الكثير من آبائنا وأجدادنا.