نظَّم بيت الشعر التابع لمركز زايد للبحوث والدراسات أمس الأول في مقره بأبوظبي، أمسية شعرية للشاعر الفلسطيني يوسف عبدالعزيز قرأ فيها منتخبات من شعره، وحضر الأمسية عدد من الشعراء والكتاب والصحفيين. وفي تقديمه للشاعر يوسف عبدالعزيز قال الشاعر الفلسطيني عبدالله أبو بكر “إن عبدالعزيز تجربة مهمة في القصيدة، يلتقط الضوء من فم العتمة، وهو يسير مع الكلام إلى حيث يريد الشعر”. وأشاد أبو بكر بالسيرة الإبداعية للشاعر يوسف عبدالعزيز الذي ولد عند عتبات القدس وتخرج في جامعة بيروت العربية ليعمل مدرساً للعربية وهو عضو في هيئات إدارية للكتاب في الأردن. وأضاف أبو بكر “أصدر يوسف عبدالعزيز” الخروج من مدينة الرماد” و”حيفا تطير إلى الشقيف” و”نشيد الحجر” و”وطن في المخيم” و”ودفاتر الغيم” و”قناع الوردة” و”ذئب الأربعين” و”دفاتر الغيم”. ثم استهل الشاعر يوسف عبدالعزيز الأمسية فقرأ عدداً من القصائد التي تناولت الوطن والأرض والغياب والعودة، وقد ابتدأ بنص شعري عنوانه “بانوراما البيت”، قال عنها “إنها قصيدة تحمل من الذكريات الكثير عن البيت الأول على كتف القدس” واعقبها بقصيدة “سيرة ذاتية” ثم “اجتياح” و”أرق” و”كالاتيا” و”الحضيرة” و”تدريبات” و”ذئب الأربعين” و”امرأة تسبب الهستيريا” و”عين الحيوان” و”الخواتم” و”البرونز” و” القسطل” و”روح بدائية” و”شجر” و”حب” و”فتوحات” و”ضحك أسود” واختتمها بقراءة قصيدة “ليكن موته أغنية”. ونلمس من خلال قصيدة “بانوراما البيت” قوة الرؤيا التي حاول تقديمها يوسف عبدالعزيز عبر الذاكرة، فيقول: شمس صفراء في قدح البيت الطينيّ فراء غيوم فوق السرو، وحقل من قمحٍ يتطاير حين تهب عليه الريحُ فيسقط في أرض نائية في هذه القصيدة اجتمع الوصف والسرد والذكريات لتؤسس عالماً شعرياً في القصيدة على أنقاض عالم قديم تبدو ملامحه بعيدة في الذاكرة. بالقرب من البيت هنالك بئر ليس لها قاع ثمة ليل شرس محبوسٌ فيها وفي هذا التوصيف تجذير للأرض عبر البئر التي ليست لها قاع، وهجاء لليل الشرس الذي قبع في جذر الأرض في سواد معتم. ويقرأ يوسف عبدالعزيز قصيدة “ذئب الأربعين” وهي عنوان لديوانه الأخير يقول فيها: في سفوح الأربعين جسدي زوبعة حمراء والمرأة طين في سفوح الأربعين السماوات التي كنت قبلتها اشرد كالنشر استحالت ورقاً أصفر في قبو السنين وتبدو القصيدة هذه رثاء للزمن، حيث تسقط قنطرة الحلم، ولم يترك يوسف عبدالعزيز المرأة بعيداً عن شعره، ولهذا قرأ قصيدة بعنوان “امرأة تسبب الهستيريا”، وهي من قصائده النثرية. وقرأ الشاعر قصيدة “كالاتيا” وهي كما أشار عبدالعزيز إلى أنها ذات علاقة بفن الإلقاء المسرحي استلهمها بوصفها قناعاً حيث تروي الأسطورة الأغريقية أن “بجماليون” بدأ ينحت نساءً جميلات من خياله إلا أنه كان يهشم كل التماثيل حتى نحت تمثالاً لامرأة خارقة الجمال هي “كالاتيا” وحينها تحول التمثال إلى امرأة. في مرايا الكلام أقمت سنة كاملة ونحتُ ثلاثة أشياء مهراً وسيفاً وسيدة مذهلة وتعددت إهداءات الشاعر لقصائده، إذ أهدى تلك القصائد إلى الشاعر محمد القيسي والمناضل عبدالقادر الحسيني والنحات الإسباني سلفادور دالي وإلى آخرين ارتبطت بهم القصائد، حيث يقول في قصيدته “ضحك أسود” وهي إلى سلفادور دالي: الليلة الماضية وبعد حوار قصير المرأة الغريبة التي دلفت إلى حجرتي والتي أخبرتني أن سلفادور دالي كان قد رسمها مرّة كانت أمسية يوسف عبدالعزيز حافلة بالشعر والشجن وبقراءة ذات حس متفرد خاص بالشاعر وبطريقة إلقائه الممسرحة.