لم يكن غريباً أو مفاجئاً استيقاظ قطر بعد 4 أيام على انتهاء القمتين الطارئتين الخليجية والعربية في مكة المكرمة لتسجل ما وصفته بـ«تحفظها» على ما ورد في بعض البنود بذريعة «التعارض مع سياستها الخارجية».
طبعاً، لم تذكر الدوحة التي كان تمثيلها أساساً في القمتين مثار شك، البنود التي تحفظت عليها، وإنما اكتفت بالزعم بـ «أن البيانين كانا جاهزين مسبقاً، وأدانا إيران دون الإشارة إلى سياسة وسطية للتحدث معها، وأن القضايا المهمة كفلسطين وليبيا واليمن كانت غائبة».
أقل ما يقال عن «التحفظ» القطري إنه بمثابة حجج واهية، لأن البيانين الختاميين للقمتين لم يصدرا بشكل سري، بل كانا واضحين في التطرق إلى جميع القضايا التي تهم أمن العرب والخليج العربي، بل وحتى في الإجماع إزاء القضية الأساسية المرتبطة برفض التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة، والإرهاب المصاحب لهذه التدخلات من أذرع سامة للحوثيين وغيرهم من «مرتزقة الدم».
الحضور القطري للقمتين كان بحسب تقارير إعلامية بسبب ضغوط أميركية. لكن ما يبدو أن مفعول الحبوب المنومة لهذا الحضور انتهى بعد 4 أيام بمياه باردة إيرانية على وجه الحليف القطري شريك الإرهاب، ليخرج هذا «التحفظ» ضائعاً وضعيفاً وغير منطقي، بل ويعكس فعلياً سطوة النظام الإيراني المتضرر الوحيد من إجماع القمتين، على دولة فاقدة للسيادة والمصداقية، لم يعد وجودها مؤثراً سواء خليجياً أو عربياً.

"الاتحاد"