القاهرة (الاتحاد)
شهدت مصر في العصر الفاطمي اضطرابات نتيجة نشوب الصراع بين الخلفاء الفاطميين، وانتهى الأمر إلى ترك مصر، فاختار الخليفة العاضد لدين الله، صلاح الدين الأيوبي لتولي منصب الوزارة خلفاً لعمه شيركوه، فقام بتأسيس الدولة الأيوبية وقضى على ما تبقى من الدولة الفاطمية في العام 569 ه.
استطاع الأيوبيون بسط سيطرتهم على مصر وامتدت نشأة بلادهم لتشمل مناطق ودول الشرق الأدنى الإسلامي أهمها بلاد الشام واليمن والنوبة، إضافة إلى إقليم الجزيرة وبعض مناطق المغرب العربي.
أخذت الدولة الأيوبية بأسباب القوة، وعملت على استثمار الإمكانات المتاحة لها لتنمية ثرواتها، فامتلكت ما تركه الفاطميون عقب سقوط دولتهم، ونظمت الخراج والجزية، بالإضافة إلى غنائم حروبها وفدية الأسرى، واستخدمتها لصالح البلاد الإسلامية، وقامت بالإصلاحات الداخلية في الدولة، كما قضت على استقلال أمراء الإقطاعات وعملت على تقوية الحكومة المركزية، مما كان له الأثر الكبير في ازدهار الحالة الاقتصادية.
لعب الجيش في الدولة الأيوبية دوراً كبيراً خلال تلك الحقبة من التاريخ الإسلامي، حيث اهتم الأيوبيون لتكون دولتهم قوية ذات سيادة لفرض احترامها على الأصدقاء والأعداء، فلم يألُ جهداً في سبيل تنظيم الجيش وعنايتهم بأمره، فأنفقوا الكثير من موارد الدولة على تسليحه بالآلات الحربية وتزويده بالمؤن والفرسان والمشاة، إلى جانب بناء ما يلزم من الحصون والقلاع، وخاض به الأيوبيون الفتوحات التي حررت بلاد المسلمين، ومن أبرزها استرداد بيت المقدس بعد انتصارهم في معركة حطين، عقب ذلك سقطت كل موانئ الشام.
استخدم الصليبيون سلاح البحرية في الهجوم على البلاد الإسلامية، فاهتمت الدولة الأيوبية بتأسيس أسطول إسلامي هائل.
اعتنت الدولة الأيوبية بالإنشاءات التي كانت شاهدا على عظمة الدولة.
أخذت الدولة الأيوبية بالتداعي بعد سلسلة من الحروب ونشوب الاختلافات الوراثية بين أبناء البيت الأيوبي على الحكم، مما شجع المماليك على المناوشات، وسرعان ما أصبح لهم النفوذ، مما دفعهم إلى التدخل في الشؤون الداخلية للأمراء الأيوبيين وتبوأ زعماؤهم سدة الحكم، وأنهوا الحكم الأيوبي، في الثامن والعشرين من محرم للعام ست مئة وثمانية وأربعين للهجرة.