«الأولاد» يحترمون الجميع لكن لا يهابون أحداً
لم يكن كارلوس ألبرتو باريرا راضياً فقط عن أسلوب لعب منتخب جنوب أفريقيا، بل هو واثق كذلك أن ممثل بلاد قوس قزح استطاع أن ينقش صورة خاصة به تميزه عن باقي المنتخبات، وذلك قبل خوض غمار مهمة طموح، تتمثل في إرضاء 47 مليون جنوب أفريقي، عندما يواجه المنتخب المكسيكي في المباراة الافتتاحية لنهائيات كأس العالم على ملعب سوكر سيتي.
وفي تصريح عقب المباراة التي جمعت السبت بين منتخب البافانا بافانا ونظيره الدنماركي بملعب سوبر ستاديوم في بريتوريا، والتي فاز بها الأول بهدف دون مقابل، قال باريرا: نحن نحترم جميع المنتخبات الأخرى، لكننا لا نهاب أياً منها. لو أنكم سألتموني قبل خمسة أشهر إذا ما كنا مستعدين، لكنت أجبت بالنفي، وبأنه ما زال أمامنا وقت طويل قبل بلوغ الهدف المنشود. أما اليوم، فأنا سعيد للتطور الذي وصلنا إليه ونحن الآن على أتم الاستعداد للمهمة التي تنتظرنا. ما زال أمامنا بعض الوقت كي نعمل على معالجة أمر أو اثنين. لكن على العموم، أنا أشعر بالرضا.”
وما زال أمام باريرا الذي استعان به المنتخب الجنوب أفريقي قبل عام من اليوم ليقوده في البطولة 3 أيام فقط كي يضع اللمسات الأخيرة على كتيبة البافانا بافانا، قبل أن يتمكن العالم بأسره من الوقوف على مستوى تطورها. وفي هذا السياق، يقول الداهية البرازيلي، الذي توج برفقة منتخب السامبا بكأس العالم الولايات المتحدة الأميركية 1994: “الآن أصبح لدينا هوية وأسلوب يميزاننا. فنحن نلعب بكثير من الثقة. والأمر الأكثر أهمية بالنسبة لنا هو أن هذا الفريق يلعب بكل قوته.”
وأردف باريرا قائلاً: “عندما تسلمت مهامي كمدرب للمنتخب، قلت إن أولى أولوياتي هي أن أمنحه هوية خاصة به، وقد تمكنت من إقناع اللاعبين بهذه الفكرة. واليوم، عندما أتابعهم وهم يلعبون بهذه الطريقة، أشعر بالسعادة لأنهم استطاعوا بلورة هذه الفكرة على أرض الواقع. لقد أصبح اللاعبون يتعاملون بارتياح مع الكرة. فنحن نحب الاحتفاظ بها وتمريرها بين اللاعبين. هذا بالضبط ما نقوم به، وهذا ما يجعلني سعيداً.”
وبابتسامة عريضة على محياه، بدا هذا البرازيلي المحنك مرتاحاً وواثقاً أن لاعبيه أصبحوا مستعدين كي “يشعروا كل أبناء جنوب أفريقيا بالفخر” بعد الأداء المتألق الذي قدموه أمام منتخبٍ مثل الدنمارك. وقد صرح بهذا الخصوص قائلاً: “هدفنا هو الفوز. وقد كانت النتيجة التي حققناها أمام المنتخب الدنماركي مهمة جداً بالنسبة لنا. فقد لعبنا ضد منتخب جيد جداً ويتمتع بخبرة كبيرة. لكن، كما قلت في السابق، فقد لعبنا بكل ثقة. كما أننا خضنا عدداً من المباريات خلال المرحلة الإعدادية. غير أني كنت أعلم رغم ذلك أن مباراتنا أمام المنتخب الدنماركي ستكون تحدياً كبيراً بالنسبة لنا.”
وكان باريرا قد حط الرحال بجنوب أفريقيا العام الماضي في وقت كان خلاله منتخب البافانا بافانا يعيش مرحلة عصيبة تحت قيادة المدير التقني السابق، جويل سانتانا. وكانت أول مهمة جسيمة تواجه باريرا تتمثل في إحياء الأمل في اللاعبين وإعادة الثقة للمنتخب. وقد قال في هذا الصدد: “أذكر أني عندما عدت مجدداً لتدريب المنتخب، كان الناس العاديون يستوقفونني في الشارع ويقولون لي: ‘أيها المدرب، اجعلنا فخورين، من فضلك اجعلنا فخورين.’ لم يكونوا يقولون لي ‘من فضلك اجعلنا نفوز بكأس العالم’، لكنهم كانوا يطلبون شيئاً يشعرهم بالفخر. لقد نقلت هذه الرسالة إلى اللاعبين وقلت لهم إن من واجبهم أن يجعلوا هذا البلد يشعر بالفخر. وهم الآن مستعدون لذلك.”
موكوينا: فوز مهم في توقيت مناسب
عند تقييمه للفوز الذي حققه منتخب بلاده السبت الماضي، صرح قائد البافانا بافانا آرون موكوينا أنه كان مهماً بالنسبة للمنتخب أن يستمد بعض الثقة قبل خوض المباراة الافتتاحية. وقد قال في هذا السياق: “إننا نلعب في انسجام تام كفريق. وقد واجهنا منتخباً متمرساً يضم لاعبين من العيار الثقيل. غير أن الأولاد أثبتوا أن لديهم من القدرات والمهارات ما يجعلهم يقدمون أداء من المستوى الرفيع في العرس الكروي العالمي. ولم يعد علينا الآن إلا أن نحافظ على ما اكتسبناه بعد هذه المباراة المهمة.
المصدر: دبي