أبوظبي، المنامة (الاتحاد، وكالات)
انتقدت المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين أمس ما أعلنته قطر عن تحفظها على بنود في البيانين الختاميين للقمتين الخليجية والعربية الطارئتين في مكة المكرمة بعد 4 أيام من صدورهما بذريعة الزعم أن «البيانين كانا جاهزين مسبقاً، وأدانا إيران دون الإشارة إلى سياسة وسطية للتحدث معها، وأن القضايا المهمة كفلسطين وليبيا واليمن كانت غائبة».
وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير: «الدول التي تملك قرارها عندما تشارك في المؤتمرات والاجتماعات تعلن مواقفها وتحفظاتها في إطار الاجتماعات ووفق الأعراف المتبعة، وليس بعد انتهاء الاجتماعات!». وأضاف في تغريدات على «تويتر»: «قطر تتحفظ على بيانين يرفضان التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة، وبيان القمة العربية أكد مركزية القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية. الجميع يعلم بأن تحريف قطر للحقائق ليس مستغرباً».
من جانبه، أبدى وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، استغرابه من تحفظ قطر على البيان الصادر عن قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي أكد المبادئ التي تضمنتها اتفاقية الدفاع المشترك من أن أمن دول المجلس وحدة لا تتجزأ، مشدداً على أن تعزيز التعاون الخليجي ليس ضمن أولويات قطر.
وأشار إلى أن مشاركة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في القمتين الطارئتين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقادة الدول العربية، وأعمال الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامية والتي انعقدت مؤخراً في مكة المكرمة بدعوة ورعاية كريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، جاءت تجسيداً للعلاقات الأخوية الوثيقة والراسخة بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة ولإيمان الملك حمد بأهمية الدور الاستراتيجي والمحوري لخادم الحرمين الشريفين في قيادة العمل الجماعي على مختلف مستوياته العربية والإسلامية لما فيه خير وازدهار هذه الدول وبما يمكن هذه الدول من تجنب الكثير من الأخطار وتحقيق ما تصبو إليه من تطلعات، بما هو معروف عنه من حكمة ورؤية صائبة لكافة المعطيات، وبما للمملكة العربية السعودية من مكانة وثقل إقليمي ودولي كبيرين وما تلتزم به طوال تاريخها من دعم لأشقائها في كافة الظروف.
وأضاف، أن هذه القمم قد حققت أهدافها وخرجت بنتائج بناءة تعبر عن مواقف الدول العربية والإسلامية وتعكس إرادتها المشتركة في مواصلة جهودها لأجل التغلب على كافة التحديات المحيطة بها والتصدي لكل المحاولات والمساعي التي تقوم بها دول وجهات دأبت على التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة دون أي احترام للاتفاقيات والقوانين أو اكتراث بمبادئ حسن الجوار، وتهدف للنيل من الأمن القومي وعرقلة جهودنا نحو المزيد من التنمية والرخاء لشعوبنا.
وبالنسبة لمشاركة دولة قطر في هذه القمم، أشار وزير خارجية البحرين إلى أن مشاركة قطر كانت ضعيفة وغير فاعلة ولا تتناسب بأي حال من الأحوال مع أهمية هذه القمم وخطورة الظرف الذي انعقدت فيه والغايات المنشودة منها، في الحفاظ على الأمن القومي المشترك ومواجهة التحديات التي تهدد الدول العربية والإسلامية وتقوية سبل ودعائم العمل المشترك بما يحفظ للمنطقة أمنها واستقرارها ويرسخ السلم فيها.
وأبدى الشيخ خالد بن أحمد استغرابه من تحفظ دولة قطر على البيان الصادر عن قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي أكد على المبادئ التي تضمنتها اتفاقية الدفاع المشترك من أن أمن دول المجلس وحدة لا تتجزأ، كما أكد أيضاً على قوة وتماسك مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة، وهو ما يعكس مدى تراجع هدف تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون في أولويات سياسة دولة قطر، ويؤكد أن ارتباطها بأشقائها أصبح ضعيفاً جداً في الوقت الذي أصبحت فيه مديونة وتستنجد بالوسطاء لإنقاذها من أزمتها.
وأوضح أن عدم تجاوب قطر مع المطالب العادلة التي تقدمت بها دولنا أدى إلى استمرار أزمتها وإطالة أمدها، فنحن لا مصلحة لنا في إطالة أزمة قطر، لكنها ليست راغبة في الحل بعد أن وضعت نفسها في الخط المخالف لأشقائها، وهو أمر لا يصب مطلقاً في مصلحة الشعب القطري الشقيق الذي سيظل جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الخليجي الذي تربط دوله وشعوبه وحدة الأهداف والمصير المشترك.
قرقاش: 3 أسباب للتراجع القطري
قال معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «يبدو لي أن الحضور والاتفاق في الاجتماعات، ومن ثم التراجع عن ما تم الاتفاق عليه، يعود إما إلى الضغوط على الضعاف فاقدي السيادة أو النوايا غير الصافية أو غياب المصداقية، وقد تكون العوامل هذه مجتمعة».