ماجدة محيي الدين (القاهرة)

الفراشة من الحشرات، أجملها على الإطلاق، حباها الله بطبيعةٍ رقيقةٍ وساحرة، وألوانٍ زاهية، وقد قيل فيها العديد من قصائد الشعر والخواطر، ودار حولها الكثير من الأساطير، وذكرها مرتبطٌ بالورود والزهور، تكثر جداً في فصل الربيع، وتعيش في جميع أنحاء العالم، وتناسبها كل البيئات، وتنتشر في الغابات والبساتين، والحقول، وفي المرتفعات الجبلية الباردة، والمناطق الصحراوية الحارة.
يصل عدد أنواع الفراشات المعروفة إلى أكثر من عشرين ألف نوع، وأكبر أنواعها «ذكر فراشة الملكة إلكسندرا»، في غينيا الجديدة، وفي مناطق بابوا، طول جناحيها يصل نحو ثمانية وعشرين سنتيمتراً، أما أصغر فراشة معروفة في العالم، فهي «القزمة الزرقاء»، وتوجد بكثرة في أميركا الشمالية، يبلغ أطول مدى لجناحيها سنتيمتراً واحداً. أعداء الفراشة تتمثل في الطيور والحشرات، وتستخدم الفراشات أسلحتها للدفاع عن نفسها، ومن بينها أنها تلجأ للحماية بالألوان، كأن تحتمي بأوراق الأشجار، وبين الزهور، كما أنها تمتلك عدة دفاعات كيميائية، بإطلاق رائحة منفرة تنزعج منها الحشرات التي تهاجمها، وهناك أيضاً فراشات سامة.
الغذاء الرئيس للفراشة هو رحيق الأزهار، وسوائل النباتات، وتتمتع بحواس خمس، وهي اللمس، والسمع، والشم، والنظر، والتذوق وهذه قوية جداً ومدهشة، وتوجد في أقدامها، وتتنفس عن طريق ثقوب صغيرة موجودة على جانبي جسمها. ويعدّ الفراش من الحشرات المفضلة للإنسان، فهي لا تسبب له الأذي، ولا تلدغ مما يجعل معظم الناس يستمتعون برؤيتها، ولا يفكرون بقتلها، كما تعدّ هذه الحشرة مفيدةً لعالم النبات، إذ تحمل حبوب اللقاح، مما يُساعد الخضروات والفواكه والزهور على إنتاج البذور.
وتعدّ أجنحة الفراشات أهم الأجزاء فيها، إذ تمكّنها من الحركة للبحث عن الطعام والسكن، والتزاوج، وكافة الاحتياجات الأخرى، وهذه الأجنحة قوية جداً، يعدّ الفراش مكوناً مهماً من مكونات التنوع البيولوجي الطبيعي.
ويشكّل الفراش غذاءً للطيور، والخفافيش، والحيوانات الأخرى، وتبلغ مدة حياة الفراش البالغ أسبوعاً أو أسبوعين فقط، كما قد تعيش بعض الأنواع التي لها سبات شتوي عدّة أشهر، ولا تتناول الفراشات الطعام وإنّما تشرب فقط، حيث تستخدم فمها وهو خرطوم كأنبوب من أجل رشف الطعام، بالإضافة إلى أنّها في الأوقات التي لا تتناول طعامها، لا تمتلك أنوفاً، ولكن تستطيع الشم عن طريق الهوائيات، ولها جلد من العظام، وسبب حركتها امتلاكها عضلات كالإنسان.