تراجعت أسعار الإيجارات السكنية في إمارة رأس الخيمة بما يتراوح بين 10 و20% خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفقا لمتعاملين ومسؤولين بشركات عقارية. وأشار هؤلاء إلى أن هذا الانخفاض في الأسعار جاء نتيجة لاستمرار تراجع الطلب على العقارات المؤجرة، فيما يتركز الطلب الحالي على الوحدات الصغيرة وفي مناطق معينة من الإمارة. وقال محمد فتحي في مكتب ديسكفري للعقارات إن الإيجارات السكنية بمختلف مناطق إمارة رأس الخيمة شهدت خلال الربع الأول من العام الحالي تراجعاً ضمت كافة الوحدات المعروضة من الجديد والقديم مما أثر على الأسعار التي هبطت بنسبة 10% و20%. وتشهد أسعار الإيجارات انخفاضا منذ العام 2008 حين بلغت ذروتها نتيجة قوة الطلب، قبل أن تبدأ بالتراجع نتيجة تداعيات الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على القطاع العقاري بصورة عامة. وأشار فتحي إلى ان هذا التراجع جاء نتيجة قلة أعداد المستأجرين واستمرار تأثير الأزمة الاقتصادية التي نتج عنها تسريح عدد من العمال وقللت من حجم الطلب. وأوضح أن الطلب في الوقت الراهن يتركز على بعض المناطق منها خزام والظيت، وخاصة من قبل العوائل على اعتبارها من المناطق المناسبة للسكن. وذكر ان قطاع العقارات يشهد حالة من التغير بين اليوم والآخر، مشيرا إلى أن أحد الملاك قام بعرض وحدة سكنية مؤلفة من 3 غرف وصالة بسعر 50 ألف درهم، إلا أنه اضطر بشكل سريع إلى تخفيض سعرها إلى 20 ألف درهم لتأجيرها، مشددا على أن قلة عدد المستأجرين يسهم في تخفيض الأسعار إلى مستويات قياسية. وافقه في الرأي سمير محمد من مكتب نسائم للعقارات الذي أكد بدوره تراجع الطلب على الإيجارات والوحدات السكنية في الإمارة، مشيراً إلى أن قطاع العقارات في تراجع مستمر مع وجود بعض الوحدات السكنية التي لم تؤجر إلى الآن على الرغم من قيمتها التي تعتبر في متناول الجميع. وأشار سمير إلى ان الطلب يتركز في عدة مناطق لذا يحرص المكتب على توفير الوحدات في المناطق المطلوبة من أجل تسيير العمل والحصول على الإيرادات المادية التي تخدم الطرفين من الملاك والمكتب. وذكر أن من الأسباب التي أسهمت في هذا الانخفاض استمرار تداعيات الأزمة الى جانب رحيل عدد من العمال ممن كانوا يشغلون نسبة جيدة من الوحدات السكنية بالإمارة، وكذلك توجه المستأجرين الى البحث عن الوحدات والبيوت قليلة السعر التي تتناسب مع قدراتهم المادية. أما محمد فرحان من مكتب الأبراج للعقارات فقد ذكر ان المساكن والفلل كبيرة الحجم تعاني من ضعف الطلب عليها بصورة أكبر، نظرا إلى أسعارها الذي تكون مرتفعة بالنسبة للمستأجر، موضحا أن التركيز ينصب على البيوت الصغيرة ولو كانت قديمة حيث تعتبر أسعارها مقبولة للكثير من المستأجرين، خصوصا الذين يبحثون عن مساكن لفترات طويلة بأسعار متدنية. كما أكد تراجع الطلب على نشاط تداول العقارات في إمارة رأس الخيمة خلال الفترة الماضية، متوقعا استمرار هذا الوضع خلال الأيام القادمة. نديم بونجم من شركة وربة للعقارات برأس الخيمة أشار بدوره إلى ان الطلب موجود على مختلف الوحدات، ولكنه يعتبر متدنيا مقارنة بالأعوام السابقة، وقال ان الأسعار تشهد نزولا مستمرا نتيجة لضعف الطلب، وأنه يتعين على الملاك تخفيض الأسعار للحصول على مستأجرين. وعن المناطق التي تطلب من قبل المستأجرين كما ذكر بو نجم فهي منطقة الكورنيش وخزام وبالتحديد التى تتوافر بها الغرف ذات المساحات الجيدة.