عززت أبوظبي موقعها القيادي في قطاع الطاقة المتجددة عالمياً باستضافتها مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة بشكل دائم، بحسب وزراء ومسؤولين دوليين، اعتبروا أن العاصمة تملك نظرة شاملة لتطوير القطاع. وقال هؤلاء لـ “الاتحاد” على هامش مشاركتهم باجتماع الجمعية العمومية الأولى لـ”آيرينا” بأبوظبي الأسبوع الماضي، إن إعلان أبوظبي تركيزها على الطاقة المتجددة كان بمثابة خطوة تاريخية، لاسيما أنها جاءت من دولة نفطية وتعتمد بشكل رئيسي على موارد الطاقة الأحفورية. وقال بيل ريتشاردسون وزير الطاقة الأميركي الأسبق إن بلاده دعمت أبوظبي لاستضافة المقر الدائم للوكالة، معتبراً أنها “ستعود بالفائدة على قطاع الطاقة المتجددة في ظل اهتمام القيادة الإماراتية المتواصل بدعم وتطوير الابتكار بالقطاع”. ومن جانبها، قالت داتوك لو توك وزيرة الطاقة الماليزية إن أبوظبي “حققت أحلام الكثيرين حول العالم بإنجاز أول مدينة خالية من الكربون والانبعاثات، من خلال مدينة “مصدر”، موضحة أن هذه المدينة “كانت بمثابة الحلم الذي يصعب تحقيقه”. وقال أو . دافديسون وزير الطاقة والمياه في سيراليون إن بلاده قدمت الدعم لدولة الإمارات في استضافة مقر “ايرينا” نظرا لإدراك مسؤوليها لمدى الفائدة التي ستعود على العالم من قيادة أبوظبي لقطاع الطاقة المتجددة عالمياً. وتعد “ايرينا” المنظمة الحكومية الدولية المعنية بالتشجيع على اعتماد الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم. وتمثل الوكالة الدول المتقدمة والنامية التي تعمل على توسيع نطاق اعتماد واستخدام الطاقة المتجددة. وحتى تاريخه وقعت 148 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، على النظام الأساسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وهي موزعة على القارات بواقع 48 دولة من أفريقيا، و38 من أوروبا، و35 من آسيا، و17 من أميركا، و10 دول من منطقة أستراليا وأوسيانيا. وصادقت 64 دولة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، على النظام الأساسي للوكالة ضمن المهلة التي تتيح لهم المشاركة في الجمعية العامة كأعضاء فاعلين. إلى ذلك، قال ريتشاردسون “من حق الإماراتين الفخر باستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة من بين 149 دولة”. وأكد ريتشاردسون أن الإمارات قدمت نموذجاً يجب أن يحتذى به من باقي الدول في مجال الاهتمام بالطاقة المتجددة، مشيداً بخطة الإمارات لزيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي. يذكر أن الإمارات تبنت خطة طموحة تهدف لرفع مساهمة قطاع الطاقة المتجددة ليصل إلى 7% من إجمالي احتياجاتها للطاقة بحلول عام 2020. وشهد عام 2010 تقدماً ملحوظاً في مجال الطاقة المتجددة بالإمارات، حيث بدأ العمل على واحدة من أكبر محطات توليد الطاقة الشمسية في العالم، كما يتم العمل أيضا على تطوير منظومات للتبريد باستخدام الحرارة الأرضية في مدينة “مصدر”. وتوقع ريتشاردسون أن تسهم تسمية الإمارات رسميا مقراً دائماً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة في مزيد من التقدم بالقطاع، موضحاً أن توافد العديد من الخبراء والمسؤولين الدوليين في قطاع الطاقة المتجددة لأبوظبي يمثل فرصة متميزة لاستقطاب الاستثمارات العالمية في مجال الطاقة المتجددة. وتوقع أن تشهد السنوات المقبلة توافد العديد من الشركات الأميركية بهدف الاستثمار في أبوظبي بمجال الطاقة المتجددة، وذلك في إطار التعاون المستمر بين البلدين. وأكد ريتشاردسون أن الإمارات اخذت على عاتقها مهمة جريئة إزاء تسريع اعتماد ونشر الطاقة المتجددة. وزاد “في ظل حالة عدم الاستقرار التي تلقي بظلالها على المنطقة حالياً، تمثل الإمارات خريطة طريق اقتصادية ونموذجاً ناجحاً يمكن للمجتمع الاستثماري أن يقتدي به في بناء مستقبل أكثر استقراراً واستدامة على المدى البعيد”. وأكدت لوتوك أن إقدام أبوظبي على هذه الخطوة كان بمثابة المفاجأة، لاسيما في ظل توافر الموارد النفطية بالدولة، إلا أن إدراك قيادات العاصمة الإماراتية بأن الموارد النفطية مصيرها النضوب، جعلهم ينظرون لطاقة المستقبل. وأكدت لوتوك أن اهتمام أبوظبي بمجال الطاقة المتجددة يثبت اقتناع قيادات العاصمة بتنويع مصادر الطاقة، موضحة أن أبوظبي قدمت خدمة جليلة للبشرية من خلال مساعدتها دول العالم عبر دعم الطاقة الجديدة عالميا. وقالت لوتوك إن تركيز أبوظبي على الأهداف المتحققة من هذه الرؤية على المدى الطويل في وقت ترتفع فيه أسعار النفط بشكل كبير، يمثل نقطة انطلاق قوية ترتكز عليها أبوظبي، مشيرة إلى أن الإمارات كأحد أهم الدول المنتجة للنفط تعد نموذجاً مثالياً يحتذى به في التحول إلى “الاستدامة” واستغلال الطاقة المتجددة عن طريق الاستفادة من توليد الطاقة من الطاقة الشمسية. ومن جانبه، قال دافديسون إن أبوظبي قدمت مثالاً جيداً في الاعتماد على الطاقة المتجددة، بما يشجع باقي دول العالم على اتخاذ خطوات إيجابية في هذا الشأن. وأكد دافديسون أن تقدير العالم لأبوظبي كان وراء اختيار العاصمة الإماراتية كمقر للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، موضحاً أنها ترسخ مكانة أبوظبي على الصعيد العالمي باعتبارها من المدن المميزة التي تستضيف المنظمات العالمية كجنيف وفيينا ونيويورك. وذكر أن الإمارات وقعت عدة اتفاقيات مع سيراليون في إطار توجه القيادة الإماراتية لدعم مشاريع الطاقة المتجددة في أفريقيا. وأكد دافديسون أن “الإمارات تصنع تاريخاً جديداً حالياً بالتحول لقطاع الطاقة المتجددة”. نائب رئيس شل : أبوظبي عاصمة عالمية للطاقة النظيفة أبوظبي (وام) - أكد الدكتور سويني جرايم نائب الرئيس التنفيذي لشركة شل العالمية لشؤون غاز ثاني أكسيد الكربون أن أبوظبي نجحت في التحول إقليميا وعالميا إلى عاصمة للطاقة النظيفة. وقال على هامش مشاركته في أعمال الاجتماع الوزاري للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «أيرينا» الذي اختتم أعماله مؤخراً إن أكبر دليل علي هذا النجاح، قرار الجمعية العامة لـ «أيرينا» تسمية عاصمة دولة الإمارات رسمياً مقراً دائماً للوكالة. وأشاد بنجاح الجلسة التاريخية الأولى للجمعية العامة للوكالة في أبوظبي، وقال إنها لفتت أنظار العالم إلى الجهود التي تبذلها قيادة دولة الإمارات لتوفير بدائل للطاقة النظيفة. وأشاد جرايم بالجهود الكبيرة التي بذلها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في التحضير لاجتماعات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبوظبي ودعم رسالتها الهادفة لإيجاد حلول لتحديات تغير المناخ وضمان أمن الطاقة. وأكد أن مبادرة أبوظبي للطاقة المتجددة تشكل مثالا رائعا للحكومات الأخرى لكي تحذو حذو أبوظبي في هذا المجال.