«التربية» تنير درب 66 من الطلبة المكفوفين بأجهزة تعليمية متطورة
لم تسعف أحمد في البداية سماكة النظارة التي يضعها في فك شيفرة الحروف المطبوعة بالحبر الأسود على بطاقة محفوظة في مغلف شفاف يتدلى من رقبته.
يقلّب الورقة بين أنامله محاولاً قراءتها من كافة الاتجاهات، فلا يفلح في ترجمة تلك الظلال السوداء إلى أشكال معينة يألفها عقله. يمسك البطاقة بكلتي يديه ويُدنيها من عينه اليمنى لدرجة الالتصاق ليطلق بعدها ضحكة تعبّر عن فرحة تمكّنه من قراءة اسمه الموجود على البطاقة من دون مساعدة والده الجالس بقربه. لا يبدو أحمد مبالياً بالفعاليات التي تجري في قاعة محاضرات وزارة التربية والتعليم بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء الخاص بذوي الإعاقات البصرية، فهو بانتظار «مسك الختام» التي سيتم فيها توزيع أجهزة خاصة على الطلبة الحاضرين الذين يعانون من إعاقات بصرية.
وسلم معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم أمس 66 طالباً وطالبة من ذوي الإعاقة البصرية أحدث المستلزمات والأجهزة الخاصة بتعليم هذه الفئة، بحضور حارب العميمي رئيس ديوان المحاسبة، وعلي ميحد السويدي مدير عام الوزارة بالإنابة، ونورة المري مديرة إدارة التربية الخاصة ومحمد راشد مدير مكتب معالي الوزير وعدد كبير من المتخصصين وأولياء أمور الطلبة. وضمت الأجهزة والمستلزمات التي سلّمها معاليه للطلبة أجهزة الكتابة بطريقة برايل، وحواسيب محمولة ناطقة، وشاشات عرض خاصة، إلى جانب مستلزمات أخرى غير تعليمية تخص حياة الطالب وتعاملاته وأنشطته الحياتية.
وقالت نورة المري ان مجمل الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة البصرية قد بلغ عددهم خلال العام الفائت 225 موزعين على عدد من المدارس الحكومية في الدولة مقابل 270 في العام الدراسي 2007-2008، لافتة إلى أن لائحة الطلبة للعام الدراسي 2009-2010 سوف تكتمل خلال الشهر المقبل والتي ستبيّن عدد الطلبة الذين تمّ دمجهم في المدارس العادية خلال العام الجاري.
وأشارت المري إلى أن وزارة التربية تعمل الآن على إحداث نقلة نوعية على مستوى تعليم ذوي الاحتياجات، إذ تسعى إلى توفير المناهج والمقررات الدراسية على أقراص مدمجة لتعليم ذوي الإعاقة البصرية على وجه التحديد عن طريق السمع.
كما تسعى الى الوصول بعملية تقييم الطلبة إلى مستوى أكثر تطوراً يعتمد تحويل ورقة الامتحان العادية لكي تكون مكتوبة بطريقة برايل، كما تسعى الوزارة إلى توفير متخصصين في هذا المجال بالتنسيق والتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية.
وأكد معاليه خلال الاحتفال التزام الوزارة ببرنامج دمج طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس والفصول الدراسية العادية، منوهاً إلى حرص التربية على تأهيل الكوادر البشرية العاملة في المدارس على الأساليب المثلى للتعامل مع هذه الفئة من الطلبة، والارتقاء بمستوى المجتمع المدرسي ليكون أكثر فاعلية في حياة ذوي الاحتياجات.
وأشاد معاليه بإدارة التربية الخاصة لخروجها بالاحتفال بيوم العصا البيضاء عن الصورة التقليدية لمثل هذه الاحتفالات، وذلك بتوفير الوزارة لأفضل وأحدث تقنيات تعليم ذوي الإعاقة البصرية وتقديمها كهدايا رمزية للطلبة، فيما أكد أن الأجهزة ذاتها هي جزء من برنامج ترعاه وتنفذه وزارة التربية لتوفير كل مستلزمات التعليم المناسبة لذوي الاحتياجات. وقال إن دولة الإمارات ترجمت شعار التعليم للجميع الذي يعدّ الشعار العام دولياً إلى واقع عملي ملموس في ضوء الاهتمام البالغ من القيادة الرشيدة بالتعليم وتطويره. إذ كفل الدستور والقوانين المتخصصة حق التعليم للجميع، وحرصت الدولة على توفير البيئة الدراسية الجاذبة ولاسيما التي تناسب الظروف الصحية للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة. وأشار معاليه إلى أن تفضل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، باعتماد القانون الاتحادي رقم 29 لسنة 2006 في شأن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، أسس لمرحلة جديدة وانطلاقة مهمة نحو حياة أفضل لذوي الاحتياجات، لافتاً الى أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بضرورة دمج ذوي الاحتياجات في المجتمع قد أثمرت عن الرعاية الكاملة لهذه الفئة التي تقدرها قيادة الدولة.
المصدر: دبي