كمال الشناوي: أهل الفن غير أوفياء ولا يسألون عني
يعاني الفنان كمال الشناوي الذي أمتعنا بأعماله المهمة في السينما والتلفزيون، حالة من الإحباط والحزن، بسبب عدم سؤال أحد من أهل الفن عنه، باستثناء زميله الفنان عمر الحريري الحريص على الاتصال به بصفة منتظمة والسؤال عن صحته، والحديث معه عن ذكرياتهما.
وقال الشناوي إن الوسط الفني يفتقد الوفاء وأنه حزين للجحود والنكران حتى أن أشرف زكي نقيب الممثلين لا يسأل عنه رغم أن الشناوي ــ من أوائل الفنانين الذين ساندوا النقابة ووقفوا بجوار أعضائها منذ كانت في عمارة «قوت القلوب» في وسط القاهرة، وجاهد مع مجموعة من الفنانين مثل يوسف وهبي وزكي طليمات حتى أصبح للنقابة اسمها المشرف. وأكد أنه اعتزل الفن رغم بعض العروض التي يتلقاها ومنها مسلسل «شيخ العرب همام» بطولة يحيى الفخراني وصابرين.
«سكر هانم»
وأشار إلى أنه سعيد بإعادة فيلمه الشهير «سكر هانم» الذي قدمه عام 1960 مع الراحل عبدالمنعم إبراهيم وصديقه عمر الحريري، من خلال مسرحية جديدة.
وقال: علمت من عمر الحريري الذي يلعب في المسرحية دور والد البطل الذي لعبه في الفيلم حسن فايق وأن المسرحية تلقى نجاحا كبيرا، وهذا يؤكد أن الفن الذي كنا نقدمه في الماضي خالد بدليل أن فيلم «سكر هانم» الذي قدمناه من 50 عاما مازال في أذهان ووجدان الناس حتى الآن وعندما يعاد بممثلين جدد يلقى النجاح.
ويضيف: في الماضي كان الفن ونجومه رمزاً للجمال، حتى هوليوود الأميركية كان نجومها ونجماتها تعبيراً واقعياً عن ذلك ووقتها كان يتم التركيز من قبل المنتجين على التيمات الاجتماعية والموضوعات الحقيقية التي برعت في التعبير عن الرومانسية، والدليل أن تلك الأعمال مازالت تعيش في وجداننا حتى اليوم، وعبر الفيلم الرومانسي كانت تزدهر صناعة الحب من خلال أغان ترسخ وتؤكد معانيه السامية، وكان عبد الوهاب، وأم كلثوم وفريد الأطرش، يغنون للحب بصدق، وكانت كلمات الأغاني تتحدث عن الجمال عند المرأة بشكل لا يجرح الحياء، ومن بعدهم جاء عبد الحليم حافظ ليغني للشعر الحرير، ولأن الجمال كان مسيطراً على لوحة الغناء كان لابد أن تكون الشاشة أجمل، من خلال قصص الحب الجميلة التي كتبها إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي ومحمد عبدالحليم عبدالله وغيرهم.
ابتذال وسب
وأكد كمال الشناوي رفضه مشاهدة أفلام الزمن الحالي وسماع أغانيه خاصة العاطفية لانحدار المستوى الفني، فلم نعد نسمع كلمة «حب» إلا وترتبط بالابتذال أو بالسب مثل بحبك يابنت الإيه ، وبحبك ياحمار.
وقال: أرفض أن أسمع أغاني الحب من « شوية عيال» ليس العيب في الحب، ولكن لأن كلماتهم وألحانهم وأداءهم تخلو من الإحساس والمشاعر الدافئة ورنين الصدق الذي يخطف القلوب العاشقة، وكذلك الأمر بالنسبة للسينما فكل الذين يقدمون أفلاما حالياً أو غالبيتهم - حتى لا أتجنى - لا يشبعون ذائقتي التي اعتادت الفن الجميل، وفي الغناء مثلا يصعب أن تجد من بينهم واحدا أو واحدة تحدث حالة من التطريب، فالغالبية العظمي من نجوم هذا الزمان لايغنون بصدق ولا يتمتعون بصوت عذب ولا يملكون القدرة على تحريك المشاعر، كما كان يحدث في زماننا من سلاطين الطرب، ونفس الحال ينطبق على السينما فأين الفيلم الرومانسي الذي يمس مشاعر الجمهور؟ مثل «بين الأطلال ونهر الحب وعاشت للحب ورد قلبي»، وغيرها واختفى أيضا الفيلم الاجتماعي، فلم نعد نشاهد أفلاما مثل «لاأنام وأم العروسة وعريس لأختي»، وغيرها والسينما الآن تركز على أفلام «الأكشن» والعشوائيات، وخلقت جيلا يميل للعنف، ولا تستغرب أن تقرأ كل يوم حوادث غريبة وجديدة على مجتمعنا.
هيفاء ونانسي
وحول ظروف غنائه في بعض الأفلام القديمة قال: في صباي المبكر التحقت بمعهد الموسيقى العربية، لكنني تركته بعد فترة لأن تعليمي الجامعي حال دون إتمام دراستي للموسيقى، فقد تضاربت المواعيد، وكنت أتأخر دائماً عن دروس الموسيقى ، واضطررت للاعتذار، لكني ندمت فيما بعد لأنني كنت ومازلت متذوقا للموسيقى وبداخلي مطرب.
وحول أهم أغنيات المطربات في أفلامه قال: كثيرة وجميلة مثل «البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلي» لرجاء عبده في فيلم «حبايبي كتير»، و»القلب يحب مرة مايحبش مرتين» لشادية في فيلم «إرحم حبي» و»متع شبابك بالأمل والدنيا إيه من غير أمل» لهدى سلطان في فيلم «لمين هواك»، وكانت هناك ألوان من الطرب الرومانسي الخفيف مثل «سوق على مهلك ودور عليه» لشادية وغيرهما.
وعن رأيه في مطربات هذا الزمن قال :أحياناً أقلب بالريموت على قنوات الأغاني، وألاحظ حالة من الصحب والضجيج الذي لا تحتمله أذني، لكن هيفاء وهبي ونانسي عجرم وإليسا لذيذات ويصلحن للسينما الغنائية، وأخص منهن هيفاء التي تتمتع بمواصفات جيدة جداً للعب أدوار الحب، والإغراء بشكل عصري يلفت النظر أكثر من الغناء ، ويمكن توظيف نانسي في الأفلام التي تتطلب شقاوة وخفة دم وبراءة، أما إليسا فتأخذ الأدوار التي تعتمد على الرومانسية.
المصدر: القاهرة