البريطانيون يبخلون بجنيه واحد على المواقع الإخبارية الإلكترونية
مع تنامي اتجاه الصحف ووسائل الإعلام البريطانية والغربية عموماً إلى فرض رسوم اشتراك للدخول على مواقعها على الإنترنت نشطت الأبحاث المتخصصة لمعرفة نوايا القراء الإلكترونيين ومدى استعدادهم لدفع هذه الرسوم مقابل إتاحة محتويات المواقع مع محاولة معرفة مقدار هذه الرسوم التي يمكن أن يتحملها متصفحو الإنترنت.
غياب الرغبة في الدفع
أظهرت دراسة استطلاعية، حسب “بريس جازيت”، أن تسعة من بين كل عشرة بريطانيين من قراء الأخبار عبر الإنترنت أبدوا عدم رغبتهم في دفع جنيه استرليني واحد يومياً أو جنيهين اثنين أسبوعياً كرسم دخول إلى محتويات الموقع الجديد لصحيفة “التايمز” البريطانية وشقيتها التي تصدر في عطلة نهاية الأسبوع “الصنداي تايمز”.
وأوضحت الدراسة، المتخصصة في بحث عادات الاستهلاك الرقمي، أن معظم الذين يتصفحون الأخبار عبر الإنترنت غير راغبين بالدفع مقابل المحتوى أياً كان المصدر في حين أن 71% يعتقدون بأن هناك ما يكفي من الأخبار المتاحة مجاناً عبر «الويب».
وسأل “استطلاع الترفيه الرقمي” المشمولين في الدراسة عن أي المواقع يمكن أن يدفعوا جنيها أو اثنين من بين 12 موقعاً إلكترونيا تتبع الصحف ووسائل الإعلام البريطانية؛ فجاء موقع “بي بي سي” في المقدمة لكن 90% من المستجوبين استمروا في القول إنهم غير راغبين بالدفع مقابل الوصول إلى أي محتوى إخباري على الإنترنت.
أما أكثر المواقع التي قال المشمولون بالدراسة إنهم لن يدفعوا لها فهي مواقع صحيفتي “الإندبندت” و”الصن” حيث قال 93 % إن ليس لديهم أي رغبة لدفع رسم اشتراك للوصول إلى محتويات هاتين الصحيفتين.
وتنوي مجموعة “نيوز انترناشيونال” استحداث رسم جنيه يوميا أو جنيهين أسبوعيا للدخول إلى محتويات “التايمز” و” الصنداي تايمز” بدءا من هذا الشهر لكن مع إبقاء باب الوصول مجانيا للمسجلين حاليا. وأوضحت الدراسة أن 91 % سيكونون غير راغبين في دفع رسم دخول إلى موقع “التايمز”، وأن 92 % لن يكونوا مستعدين لذلك بالنسبة إلى “الصنداي تايمز”.
شروط الدفع
وضعت استمارة البحث خيارات عدة للدفع تتراوح ما بين 50 بينساً و10 جنيهات للوصل إلى المحتوى الكامل لجميع أيام الأسبوع لمنصات ومواقع الأخبار الصحفية. وتبين أن رسم الجنيه الواحد أسبوعياً يبدو الأكثر عقلانية برأي المشمولين بالدراسة، ولكن 48% منهم استمروا بالقول إن من غير المقبول تحملهم جنيها واحدا مقابل الوصول إلى محتويات الأخبار أسبوعيا، وقال 28% بأنهم سيكونون مهتمين بالأخبار المدفوعة إذا كانت ذات صلة بوظائفهم لكن شرط أن يتحمل مستخدموهم هذه الكلفة. وأبدا 9 من عشرة من المستجوبين استعدادهم لتحمل الكلفة مقابل محتويات مواقع الأخبار إذا كانت تزودهم بنصائح واستشارات ذات منفعة شخصية وأبدى عدد مماثل هذا الاستعداد إذا كانت مواقع الأخبار تزودهم بآراء خبراء. وقامت شركة “انترمنت ميديا ريتشرش” بتنفيذ دراسة “المسح الاستطلاعي للاستهلاك الرقمي 2010” لصالح شركة “واجين”، وشملت استجواب 1592 متصفح إنترنت بريطانيا.
في مقابل ذلك، سجل الإسبان مؤشراً مشجعاً من حيث الاشتراكات المدفوعة للمواقع المدفوعة على الرغم من ارتفاع قيمتها مقارنة بالإنجليزية. فقد أبدت صحيفة “اللموندو” الإسبانية الشهيرة رضاها عن النتائج الأولى للإقبال على منصة أخبارها المدفوعة عبر الإنترنت حيث وصل عدد المشتركين إلى عشرة آلاف مشترك في أقل من ثلاثة أشهر على إطلاقها هذه المنصة.
وقال مسؤول في الصحيفة لوكالة الصحافة الفرنسية مطلع هذا الشهر إن “النتائج هي أعلى من توقعاتها”. وكانت الصحيفة التي تمثل اليمين الوسط الإسباني دشنت في مارس الماضي خدمة أخبارها الرقمية المدفوعة بتعرفة شهرية قدرها 14.99 يورو (نحو 18 دولاراً أميركياً) أو 0,6 يورو يومياً وهي تسمح بالدخول إلى كافة محتويات الصحيفة وجميع مكونات أرشيفها. غير أن الصحيفة حافظت في موازاة ذلك على مجانية موقعها الآخر على شبكة الويب (www.elmundo.es ) الذي تحولت في السنوات القليلة الماضية إلى وسيلة الإعلام الأكثر جذباً لقراء اللغة الإسبانية على الشبكة العنكبوتية.
وتأمل “اللموندو” تسجيل رقم قياسي جديد قريباً مع إطلاق نسختها المطابقة للوحة “آيباد” للقراءة الإلكترونية التي بدأت تباع في إسبانيا منذ نحو أسبوعين حيث يتوقع المسؤولون في الصحيفة ازدياد عدد القراء الذين يشترون صحفهم من أكشاك الصحف الافتراضية كما يقول مديرها بدرو راميرز، الذي يضيف “إذا أخذنا بالاعتبار قوة انتشار اللغة الإسبانية فإن ذلك كله سيؤدي إلى زيادة عدد المشترين في الخارج من بيونس أيرس، في الأرجنتين إلى كاليفورنيا في الولايات المتحدة”.
المصدر: أبوظبي