الفجيرة (الاتحاد)- بدأت المصورة المواطنة خلود الشحي مصورة هاوية للتصوير الفوتوغرافي، تلفت انتباهها الطبيعة وبراءة الأطفال، خاصة حين تجد أمواج البحر وزرقته دافعاً قوياً لالتقاط صوراً، وصفها مختصون بأنها ذات أبعاد جمالية، نالت عنها العديد من الجوائز التقديرية. وقالت خلود الشحي إنها تدرس في السنة الأخيرة في كلية الإعلام تخصص علاقات عامة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا فرع الفجيرة، موضحة أنه أثناء قيامها بالتصوير تعطي خصوصية كبيرة للقطة، حتى تمنحها بعداً إنسانياً ويروي الكثير من التفاصيل. عن بداية الانطلاقة في عالم التصوير تسرد الشحي حكايتها مع الكاميرا: التصوير الفوتوغرافي ليس لغة إنما هو فن وذوق رفيع، بملامح لا تكتب فيها كلمات أو مشاعر، إنما مجرد صورة تعبر عما في نفس ملتقطها، يمكن أن يفهم معاني هذه الصورة أي إنسان مهما اختلفت ثقافته ولغته، باعتبارها لغة توحد الجميع، لأنها بلا تعقيد. وأضافت: كثيراً ما تشدني اللقطات الطبيعية التي حبانا الله بها من مناظر تسلب الأنظار لروعتها، ومن أجل الوصول لمستوى عال في عالم التصوير كان لابد من السعي إلى تطوير قدراتي وهوايتي من خلال الإطلاع على كل ما يتعلق عن عالم التصوير. وأشارت إلى أنها تعلمت في المرحلة الثانوية أسس التصوير الفوتوغرافي من كيفية إمساك الكاميرا، حتى التقاط الصورة إلى اختيار الزوايا والمناظر الجميلة التي تدفعها لالتقاطها، وكان الانترنت مصدر ثقافتها، عبر تصفح الكثير من المواقع العربية والأجنبية عن عالم التصوير بمختلف أنواعه، بالإضافة إلى حبها وشغفها لمعرفة مستجدات هذا المجال، مما جعلها تطلع وتبحث عن الكتب المتخصصة بالتصوير الفوتوغرافي المليئة بالمعلومات الكافية والوافية عن التقاط الصور. وتعبر الشحي عن لحظة التقاط الصور: أتخيل الصورة في شكلها النهائي، وقبل أن أضغط على الكاميـرا لابد أن أكون متيقنة بأني سيطرت وجهّزت وأعددت كل هذه الاختيارات بنجاح، لأن السيطرة على جميع مراحل التصوير هو السبيل لتحقيق الهدف والنجاح في الصورة التي أود التقاطها بوضوح وبأبعاد معينة وصفاء ونقاء، مبينة في ظروف أخرى تعتمد على تلك النظرة التي يجب أن تكون دائماً مستعدة وسريعة لالتقاط الصورة تلقائياً. وتضيف: هذا الشيء ينبع من الشخص عندما يفكر ويعشق ويستنشق التصويـر الفوتوغرافي لتسجيل صنع الله بألوانها الطبيعية الخلابة، مؤكدة أنها من خلال ممارستها للتصوير أن هناك لقطات لا تتسع الا لثوان قليلة فتحتاج إلى سرعة بديهة حيث هناك يجب أن يتمتع المصور بصفات القناص غير المتردد وأن يكون متوقد الذهن وسهل التأقلم مع المحيط الذي يكون فيه. وتقول عن عالم البراءة والطفولة: يُعد فن تصوير بورتريهات الأطفال واحداً من أجمل وأصعب فنون التصوير لأن على المصور أن يجمع فيه بين عفوية الطفل وبراءته من جهة، وبين القواعد والأساسيات المدروسة والثابتة لتصوير البورتريهات من جهة أخرى. موضحة أن البورتريه هو تجسيد للملامح الشخصية من خلال المصور ورؤية المصور لتلك الشخصية، وهنا يأتي دور الإبداع لحظة التقاط اللقطة التصويرية. وتصف الشحي الأشياء الضرورية لتصوير البورترية: أن تكون حدة الصورة في العينين، ولا تشوش الخلفية على الصورة، ولتجنب هذا الخلل يفضل استخدام فتحة عدسة كبيرة، ويكون الشخص في مركز الصورة، مع أن ترسم الإضاءة الملامح الشخصية، أي أن لا تكون الإضاءة مسطحة خالية من التأثيرات. كما يجب أن يسقط مركز الضوء على الجزء المهم من هيئة الشخص، ولا يكون وضع الشخص مبالغاً في التكلف والتصنع. بدورها تؤكد الشحي من خلال خبرتها في عالم التصوير الفوتوغرافي أن كل من يملك موهبة التصوير لابد أن تكون لديه ثقافة فنية وسرعة البديهة والقدرة على اختيار واقتناص اللحظة المناسبة بشكل سريع ودقيق لالتقاط الصور بالتمرين المستمر. لافتة إن هناك عنصرا هاما وهو القدرة على معرفة النواحي الجمالية في اختيار موضوع الصورة بشكل دقيق، فالمصور على حد تعبيرها يستشف تفاصيل صغيرة من الممكن أن تغير المشهد في الصورة، وهذا ما يحاول المصور البارع تجسيد التفاصيل الصغيرة.