مبيعات شركات الإسمنت تتراجع 34% في الربع الأول
تراجعت مبيعات شركات الإسمنت بمتوسط 34% خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالربع الأخير من 2009، وسط تراجع ملحوظ في الطلب، بحسب البيانات المالية للشركات.
وقال مسؤولون بشركات الإسمنت لـ “الاتحاد” إن هناك تراجعاً ملحوظاً بالطلب خلال الفترة الحالية، على عتبة فترة الركود الصيفي التي تشهدها سوق البناء والتشييد عادة، نتيجة خفض ساعات العمل وقت الظهيرة خلال أشهر الصيف، واقتراب حلول شهر رمضان المبارك.
وأشار هؤلاء إلى استقرار أسعار الإسمنت دون 14 درهماً للكيس، وهو السعر المحدد من قبل وزارة الاقتصاد للبيع، مستبعدين حدوث مزيد من انخفاض الأسعار نتيجة تراجع الطلب.
وبحسب إحصاءات شركات الإسمنت، تقدر كمية إنتاج مصانع الإسمنت العاملة بالدولة بنحو 30 مليون طن سنوياً، فيما يتوقع عدم زيادة المبيعات عن 12 مليون طن خلال العام الجاري، مما يخلق فجوة بين العرض والطلب تقدر بنحو 18 مليون طن.
وأشار تقرير حديث لمركز الإحصاء - أبوظبي إلى انخفاض الرقم القياسي لأسعار الإسمنت بنسبة 0.8 % خلال شهر أبريل الماضي مقارنة بمارس، وجاء هذا الانخفاض نتيجة لتراجع أسعار الإسمنت المقاوم للأملاح والعادي البورتلاند.
ويرجع هذا الانخفاض إلى ما تشهده سوق مواد البناء من وتيرة متزايدة من الارتفاع في حجم المعروض من الإسمنت سواء المحلي أو المستورد منها، بحسب التقرير.
وفيما ارتفعت أرباح 11 شركة إسمنت مدرجة بسوقي أبوظبي ودبي الماليتين إلى 252.8 مليون درهم خلال الربع الأول من العام الجاري، مقابل خسائر 76.8 مليون درهم في الربع الأخير من 2009، انخفضت إيرادات الشركات من المبيعات بنسبة 34% إلى 1.48 مليار درهم، مقابل 2.27 مليار درهم بالربع الأخير من العام الماضي.
وقالت مها كنز مدير الأبحاث بشركة الفجر للأوراق المالية إنه “رغم ذلك الانخفاض، إلا أن تحسناً نسبياً ظهر في هامش مجمل الربح للقطاع، فبلغ 18.3% بالربع الأول مقارنة بـ 17.5% بالربع الأخير من العام الماضي نتيجة انخفاض التكاليف المباشرة بنسبة أكبر من انخفاض إيرادات المبيعات، بلغت 34.7%”.
وأوضحت كنز أن انخفاض مبيعات القطاع بالربع الأول من هذا العام أسهم فيه الانخفاض الكبير في مبيعات شركة سيراميك رأس الخيمة والتي لها وزن نسبي كبير في مبيعات القطاع، حيث تمثل النصف.
وانخفضت مبيعات شركة سيراميك رأس الخيمة بنسبة 52% في الربع الأول من هذا العام مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي.
وذكرت كنز أن شركات القطاع نجحت في تقليص المصروفات العمومية والإدارية ومصاريف البيع والتسويق، لتسجل انخفاضاً بنسبة 44% بالربع الأول من هذا العام، بقيمة 202.7 مليون درهم مقابل 362.8 مليون درهم بالربع الأخير من العام الماضي. وانعكست تلك الكفاءة التشغيلية على تحسن هامش دخل العمليات للقطاع فبلغ 7.04% بالربع الأول من 2010 مقارنة بنسبة 4.17% بالربع الأخير من العام الماضي.
وأشارت كنز إلى أن جملة موجودات القطاع بنهاية مارس الماضي بلغت 19.4 مليار درهم بارتفاع بنسبة 1% عن موجوداته بنهاية العام السابق، ووصل إجمالي حقوق المساهمين للقطاع إلى 12.84 مليار درهم بانخفاض بنسبة 1.45% عن قيمتها في نهاية العام الماضي، وبلغت جملة المطلوبات لشركات القطاع 6.59 مليار درهم بارتفاع بنسبة 6% عن جملة المطلوبات في نهاية عام 2009.
تباطؤ البناء
وقال صلاح سليمان مدير المبيعات والتسويق في شركة الإسمنت الوطنية، إن مبيعات الإسمنت تراجعت بمتوسط 30 إلى 35% خلال الفترة الأخيرة، وذلك نتيجة انخفاض الطلب.
وأوضح سليمان أن الفترة الحالية تشهد مزيداً من انخفاض الطلب نتيجة تباطؤ أعمال البناء مع اقتراب حلول أشهر الصيف التي تشهد انخفاضاً في ساعات العمل، فضلاً عن اقتراب شهر رمضان المبارك، وموسم الإجازات السنوية.
وبين سليمان أنه “رغم انخفاض الطلب والمبيعات، إلا أن مصانع الإسمنت لم تقدم على خفض الإنتاج إلا في الضرورة القصوى، حيث يصعب على المصانع تخفيض الإنتاج لما يتطلبه ذلك من إجراءات معقدة تتعلق بتشغيل المصانع”.
واستبعد سليمان أن يؤدي انخفاض الطلب إلى تراجع أكبر في الأسعار، موضحاً أن الأسعار تشهد استقراراً ملحوظاً عند 12 درهماً للكيس، ونحو 200 إلى 220 درهماً للطن السائب.
وكانت وزارة الاقتصاد وقعت اتفاقاً مع منتجي الإسمنت خلال شهر مايو من العام الماضي، يقضي بتخفيض سعر كيس الإسمنت زنة 50 كيلوجراماً من 16 إلى 14 درهماً، على أن تباع العبوة نفسها للمستهلك بسعر 16 درهماً بدلا من 18 درهماً، علماً بأن الطن يعادل 20 كيساً.
خسائر
إلى ذلك، أكد أشرف سلامة مدير المبيعات بإحدى شركات الإسمنت أن حجم مبيعات مصانع الإسمنت تراجع لمتوسط 35 ألف طن يومياً خلال الربع الأول، مقابل نحو 65 ألف طن يومياً خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وتراجع متوسط المبيعات الشهري لشركات الإسمنت لنحو 900 ألف طن خلال شهر مايو المنصرم، مقابل متوسط مليون طن في شهر أبريل. وأوضح سلامة أن تراجع الطلب مستمر منذ أكثر من عام، وهو ما أدى لتحمل الشركات مزيداً من الخسائر.
وذكر سلامة أن أسعار الإسمنت تشهد استقراراً ملحوظاً، حيث يتراوح سعر الكيس بين 12 و 12.5 درهم، والطن السائب بين 205 و 215 درهماً، وذلك في الإمارات الشمالية، فيما ترتفع الأسعار لنحو 14 درهماً للكيس في أبوظبي.
المصدر: أبوظبي