تامر عبد الحميد (أبوظبي)

صرحت الفنانة الإماراتية ميثاء محمد، بأنها عرفت معنى التمثيل الحقيقي في مسلسلها الجديد «ص.ب 1003» الذي يعرض في رمضان حالياً على شاشة قناة «الإمارات»، والذي تولت إنتاجه «أبوظبي للإعلام»، خصوصاً أنها تلعب دور البطولة للمرة الأولى منذ أن دخلت عالم التمثيل، وكان دور «عليا» الذي لعبته في المسلسل مليء بالانفعالات والأداء التمثيلي العالي، ورغم صعوبة التجربة، إلا أنها رأت أن «ص.ب 1003» تجربة فنية أصقلت لديها خبرات كثيرة.

تجربة صعبة
اعترفت ميثاء في حوارها مع «الاتحاد»، أنها فكرت في الاعتذار عن المشاركة في بطولة المسلسل بعد أول أسبوع من التصوير، وانتابها هذا التفكير لأن التجربة بالنسبة لها كانت جديدة ومختلفة وصعبة للغاية، خصوصاً مع الدور الذي يمزج بين التراثي في المشاهد التي تم تصويرها بالإمارات والعصرية بالمشاهد التي تم تصويرها في لندن، إلى جانب صعوبة التصوير، فكانت تنام وفريق العمل ساعتين في اليوم الواحد، لإمكانية الانتهاء من تصوير مشاهد المسلسل واللحاق بالموسم الرمضاني لهذا العام، لافتة إلى أنها تعلمت واستفادت الكثير من دورها في هذا المسلسل، من ناحية الأداء التمثيلي، فهي لم تكن تعرف الأداء التراجيدي، والبكاء أمام الكاميرا، لاسيما وأن دورها الدرامي يتطلب ذلك في أكثر من مشهد خلال الحلقات، إذ إنها لعبت دور «عليا» الشابة الإماراتية التي انتقلت إلى لندن لاستكمال دراستها، وبالمصادفة تعثر في صفحة المراسلة والتعارف على صورة شخص اسمه «عيسى» - جار الطفولة -، فيثير فيها الحنين إلى طفولتها، هذا الشعور المفاجئ يوقظ لدى «عليا» حافزاً لمراسلة «عيسى» الذي يهوى التعارف والمراسلة وجمع الطوابع البريدية، كما ذكر في إحدى المجلات، وهكذا تنشأ علاقة بين الاثنين، لكنها لا تتجاوز حدود الرسائل المكتوبة، مشيرة إلى أنه وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات التي واجهتها إلا أنها سعدت كثيراً بهذه التجربة التي تفتخر بها، خصوصاً أن فريق العمل بأكمله يقطف ثمار النجاح بعد أن حقق المسلسل صدىً كبيراً، ونال إشادات من صناع الدراما والمتابعين عبر مواقع التواصل.
ووجهت ميثاء محمد شكرها لـ«أبوظبي للإعلام» التي وثقت فيها ورشحتها لدور البطولة في العمل الثاني لها مع الشركة بعد مسلسل «البشارة» الذي عرض العام الماضي، كما أشادت بالشركة المنفذة للعمل «ظبيان للإنتاج الفني» لصاحبها سلطان النيادي، على الإشراف المميز، والمتابعة لكل الممثلين على إنجاز العمل بأفضل صورة.

تغيير السائد
وأوضحت ميثاء أن تجربتها في مسلسل «البشارة» الذي عرض في رمضان العام الماضي على شاشة «أبوظبي»، مع جابر نغموش وأحمد صالح، مختلفة تماماً عن «ص.ب 1003»، لاسيما أن تجربتها في المسلسل الأول كان عملاً كوميدياً، ودورها فيه كان «لايت»، أما في «ص.ب1003» فكان دورها رئيساً في الأحداث ومليء بالتفاصيل، وقالت: «هذا المسلسل أتى في الوقت المناسب ليغير من طبيعة الأعمال المحلية السائدة التي كانت تعتمد أغلبها على الكوميديا في الطرح»، لافتة إلى أنها كانت متفائلة بالعمل وتراهن على نجاحه، خصوصاً أن المسلسل مأخوذ في الأساس من رواية حققت نجاحاً في الساحة الثقافية وحملت العنوان نفسه «ص.ب 1003» للكاتب المبدع سلطان العميمي، والتي فازت أيضاً في مسابقة «أرى روايتي» الفكرة المبتكرة التي أطلقتها «أبوظبي للإعلام» لفتح أبوابها للطاقات الإبداعية ودعمها الكتاب الروائيين من المواطنين والعرب المقيمين، وتحويل إبداعاتهم إلى أعمال تلفزيونية لتدخل عالم الدراما التلفزيونية وبقوة.

سر النجاح
وعبرت ميثاء عن سعادتها الكبيرة للوقوف أمام نخبة من نجوم الدراما الإماراتيين المخضرمين والشباب، أمثال هدى الغانم وجاسم الخراز وأمل محمد وخالد البناي وياسر النيادي، فكان الفريق الواحد عنوانهم، والتعاون فيما بينهم سر نجاحهم، لذلك فهذه الكيمياء والحب بين الممثلين ظهرت على الشاشة، ونالت رضا المشاهدين، مشيرة إلى أن أكثر ما يميز «ص.ب 1003» هو أنه واكب فترة ما بعد التسعينيات والتحول والتطور الكبير الذي وصلت إليه الإمارات، خصوصاً أن فترة الثمانينيات والتسعينيات لا تزال تحمل طابعاً خاصاً لأهل الإمارات، وتشكل مرحلة انتقالية من عصر البساطة إلى عالم الانفتاح.

صراع فكري
«ص.ب 1003» سيناريو وحوار محمد حسن أحمد، وإخراج باسم شعبو، ومن بطولة جاسم الخراز وميثاء محمد وأمل محمد وخالد البناي وياسر النيادي وهدى الغانم وريم حمدان وبسمة مصطفى وخديجة سليمان وعبدالله حيدر وعبدالرحمن الزرعوني وعبدالله مسعود ومحمد جمال وخالد النعيمي وفاطمة الحوسني وسارة العلي، وتتركز قصته في حقبة ثمانينيات القرن الماضي حيث يجري تصويره بين دولة الإمارات ولندن، وتبدأ أحداث المسلسل الذي يحكي قصة صراع فكري تتمازج فيه القيم التي سادت الفترة الممتدة بين 1986 و1987، في مركز بريد الذيد، حيث يتم تعيين «يوسف» مسؤولاً عن صناديق البريد، وتكون مهمته الأولى إنهاء اشتراك صندوق بريد رقم 1003 للمدعو «عيسى» بسبب الوفاة، وتسليم ما بداخله من رسائل لوالده بطريقة يراعي فيها مشاعره.

شريرة ومتسلطة
صرحت الفنانة الإماراتية الشابة ميثاء محمد أنها تعشق التغيير والتنويع في أدوارها، ولا تفضل حبس نفسها في شخصية بعينها، لذلك فهي تتمنى في المستقبل أن تجسد في الدراما شخصية شريرة ومتسلطة وقوية، فهي تعتقد أن هذه الشخصية سوف تستفزها وتخرج منها طاقات إبداعية جديدة.