ماجدة محيي الدين (القاهرة)
النعامة من أكبر الطيور، لا يمكنها الطيران، موطنها الأصلي أفريقيا والشرق الأوسط، تتعرض لعمليات صيد جائر، أتت على الأعداد التي كانت توجد في صحاري الشرق الأوسط، كما يوجد نوع من النعام في جنوب غرب آسيا.
يزن ذكر النعام نحو 100 - 150 كجم، كما يبلغ ارتفاعها نحو 2.4 متر، ويتميز النعام بقوة ساقيه المذهلة، حيث يستطيع العدو بسرعة تصل إلى 50 كلم/ ساعة، ويحافظ على سرعته تلك لمدة نصف ساعة، والنعام هو الطائر الوحيد الذي له إصبعان في كل قدم.
يتغذى النعام بالنباتات خاصة الحنظل، وأحياناً يأكل الزواحف والحشرات، ويتناول الكثير من الرمال لكي تساعده على هضم وطحن الطعام.
تنتج الأنثى من 60 - 100 بيضة في الموسم، وقد تصل إلى 120 بيضة، تزن الواحدة ما بين 1 كلجم و1.5 كلجم، وتتناوب مع الذكر على احتضان البيض، الأنثى نهاراً والذكر ليلاً، ويفقس البيض بعد خمسة أسابيع أو ستة. النعامة طائر شديد الذكاء وهي ليست جبانة، كما يشاع عنها، ولكنها تدرك بذكائها الفطري طبيعة قدراتها وإمكاناتها، فتقوم بحفر حفرة في الأرض لتضع داخلها بيضها، وتقوم بين الحين والآخر بإدخال رأسها في تلك الحفرة للاطمئنان عليه، وطيور النعام على الرغم من طول رقابها وارتفاع قامتها، إلا أنها تعاني قصر النظر، شديدة الحذر، ترهف سمعها للتنصت على وقع خطوات الحيوانات المفترسة، وتعلمت بفطرتها أن انتقال الصوت في المواد الصلبة أسرع كثيراً من انتقاله في الهواء، لذلك فهي تتقن التنصت على الذبذبات التي ينتشر صداها في الأرض من مسافات بعيدة لوقع خطوات الحيوانات الخطرة، ويمكنها أن تُميّز الاتجاه الذي تأتي من ناحيته تلك الأصوات، فتكون حافزاً لها على الهرب في الاتجاه الذي يضمن سلامتها.
ارتبطت صورة النعام خطأ بالجُبن والغفلة، حيث يقال إنه يخفي رأسه في الرمال عندما يشعر بالخطر، وليس هذا صحيحاً، وفي دراسة شملت 200.000 نعامة في العام 1980، لم تسجل حالة دفنت فيها نعامة رأسها في الرمل، أو حتى حاولت ذلك، بل تبين خلافاً لذلك أن النعامة إذا استشعرت الخطر تركل بساقيها الكبيرتين إذا ما اضطرت للدفاع عن عشها ويتحول أحد أصابعها إلى سلاح فتاك ضد كل من يحاول أن يهاجمها، ويصدر ذكر النعام صوتاً كزئير الأسد به همسة غريبة من أجل الدفاع عن جماعته.
يتم استئناس النعام وتربيته في مزارع خاصة، حيث إن العائد الاستثماري لها عال ومجز اقتصادياً، وتحتل الصين الآن المركز الخامس عالمياً في تربية النعام، حيث يوجد لديها نحو 20 ألف من النعام المدجن في مزارع، أعدت لهذا الغرض حيث تستخدم منتجات النعام من اللحوم وقشور البيض والريش والعظام والدهون والجلد في مجالات واسعة.
يوجد حالياً 3 سلالات من طائر النعام هي النعام ذو الرقبة الحمراء، أكبرها حجماً وأكثرها شراسة وأكثرها مقاومة للأمراض، ولكنها أقل في إنتاج البيض تنتج 8 إلى 12 بيضة سنوياً، والنعام ذو الرقبة الزرقاء، متوسط الحجم، بري الطباع، وينتج من 15 إلى 20 بيضة، والنعام الأسود الأفريقي، أصغرها حجماً، مستأنس وغزير في إنتاج البيض، فالأنثى تضع 40 إلى 60 بيضة سنوياً، وبعضها يضع أكثر من 100 بيضة.