أعلنت السلطات السودانية أمس سقوط قتيلين في غارة جوية شنتها اسرائيل مساء أمس الأول في بورتسودان الميناء الرئيسي الواقع على البحر الأحمر في شرق البلاد. وقال علي احمد كرتي وزير الخارجية السوداني في الخرطوم “لدينا أدلة تشير إلى أن الهجوم شنته إسرائيل. نحن متأكدون بالكامل من هذا، إلا أننا لا نعرف السبب”. وردا على سؤال حول هوية الضحيتين، أجاب “لا نعلم من كانوا هؤلاء الناس. كانوا مجرد مواطنين سودانيين عائدين من المطار”. وأضاف أن أحد القتيلين مواطن سوداني ليس له علاقة بالإسلاميين أو الحكومة. وقال كرتي إن الخرطوم تحتفظ بحقها في الرد على هذا العدوان. وفيما رفض إيجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق على الاتهام، اتهمت صحف إسرائيلية أمس الجيش الإسرائيلي بالوقوف وراء هذا القصف. وعنونت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار “الجيش الإسرائيلي شن هجوما على السودان”. وأوضحت نقلا عن وسائل إعلام أجنبية “الطائرات الآتية من البحر الأحمر قامت بتصفية رجال ملاحقين في افريقيا”. أما صحيفة “إسرائيل اليوم” المجانية المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فكان عنوانها “تصفية في السودان”. بدورها عنونت صحيفة معاريف عددها بـ”هجوم غامض الليلة (قبل) الماضية في السودان”، مشيرة إلى أن مسؤولين إسرائيليين رفضوا التعليق على الموضوع. وتضاربت روايات المسؤولين السودانيين عن كيفية وقوع الهجوم. وكانت الشرطة السودانية قالت إن صاروخا أصاب السيارة قرب المدينة أمس الأول ولكن مسؤولا حكوميا ذكر أن الهجوم نفذته طائرة أجنبية قادمة من البحر الأحمر. وقال مصدر في ميناء بورسودان لـ(رويترز) “سمعنا ثلاثة انفجارات مدوية فخرجنا لنرى ما حدث وابلغنا شهود العيان انهم رأوا طائرتي هليكوبتر تبدوان مثل طائرات الاباتشي تطيران في المنطقة”. ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية، المقرب من الدوائر الأمنية، عن صلاح سر الختم كنه والي ولاية البحر الأحمر بالإنابة أن صاروخا مجهول المصدر استهدف سيارة صغيرة ما أدى إلى مقتل شخصين كانا بداخلها حيث تفحمت جثتيهما. ورجحت مصادر أمنية سودانية أن يكون الصاروخ قادما من اتجاه البحر. وأوضح المركز السوداني للخدمات الصحفية أن الدفاعات الجوية ردت على الطائرة بنيران كثيفة اضطرتها للهروب من الأجواء السودانية غير أنها لم تحدد هويتها لكنها أكدت أنها طائرة أجنبية. وقال المسؤول الأمني مصطفى مندر إن الطائرة ظلت تتابع العربة حتى قصفتها، موضحا أن شهودا عيان كانوا يتابعون الطائرة حتى قصفت السيارة. وقال إن المنطقة معرضة للاستهداف، مستشهدا بالحادثة التي حدثت في المنطقة قبل ذلك والتي راح ضحيتها الكثيرون من أبناء تلك المناطق. ونفى مندر بشدة أن تكون المنطقة معبرا للسلاح وطالب جهات الاختصاص بالتحري والتقصي لمعرفة مصدر الاستهداف. واعلن مسؤول في الخرطوم أن “هجوما استهدف سيارة صغيرة متجهة من مطار بورتسودان باتجاه المدينة. كان هناك شخصان في السيارة وقد قتلا”. و أضاف المسؤول “أتت طائرة مجهولة الهوية من البحر الأحمر وعادت بعد الضربة التي شنت الثلاثاء قرابة الساعة 22,00 (19,00 تغ) من دون أن يحدد هدف الضربة أو هوية القتيلين. وقال احمد التهامي المتحدث باسم الشرطة لـ(رويترز) “أصاب صاروخ مجهول المصدر السيارة على الأرجح.” وكان قد قال في وقت سابق لمحطة اذاعة محلية ان الصاروخ أطلق على الأرجح من البحر الأحمر. وليست هذه المرة الأولى التي يحيط فيها الغموض بهجوم في ولاية البحر الأحمر الواقعة في شرق السودان. وتقول السلطات السودانية ان قافلة لمهربي السلاح تعرضت لقصف طائرات مجهولة في ولاية بورتسودان في يناير عام 2009 وهو هجوم أشارت بعض التقارير إلى احتمال أن تكون إسرائيل هي التي نفذته لمنع وصول أسلحة إلى قطاع غزة. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن 119 شخصا على وجه الإجمال قتلوا في ذلك الهجوم الذي وقع قرب حدود السودان مع مصر مع أن الهجوم لم يكشف عنه إلا بعد مرور شهرين على وقوعه. والسودان مدرج على القائمة الاميركية للدول راعية الإرهاب لكن واشنطن بدأت هذا العام خطوات لرفعه من تلك القائمة بعد استفتاء سلمي في يناير اختار فيه أهالي جنوب البلاد الانفصال. وتوجد قاعدة عسكرية أميركية في جيبوتي تنشط في ملاحقة عناصر القاعدة المشتبه بهم في جانبي البحر الأحمر لكن المعروف أنها تستخدم طائرات بلا طيار لضرب أهدافها. وكانت لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة قاعدة خلفية في السودان وكانت إسرائيل أعربت عن قلقها من تهريب أسلحة عبر السودان إلى القطاع.