كلينتون تؤكد متابعة انتخابات الرئاسة المصرية
في أول رد فعل أميركي على قرار جماعة الإخوان المسلمين في مصر تقديم مرشح للرئاسة، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إن الولايات المتحدة ستتابع الانتخابات المصرية عن كثب، داعية الأطراف السياسية المصرية إلى عدم التمييز ضد المرأة والأقليات أو الخصوم السياسيين. ولكن كلينتون التي كانت تتحدث بعد اجتماع في اسطنبول أمس لـ”أصدقاء سوريا”، لم تعلق بشكل مباشر على خطوة الإخوان المسلمين في مصر.
وفي القاهرة كشفت مصادر مطلعة بجماعة الإخوان المسلمين تفاصيل اجتماعات مجلس شورى الإخوان التي أسفرت في النهاية عن قرار ترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، حيث أوضحت المصادر أن مجلس شورى الجماعة عقد 3 اجتماعات طارئة خلال الأسابيع الأخيرة لبحث موقف الجماعة من الانتخابات الرئاسية تباينت خلالها النتائج بشكل ملحوظ.
ونقلت صحيفة “اليوم السابع” المصرية عن المصادر قولها إن الاجتماع الأول لمجلس شورى الإخوان الذي عقد بتاريخ الجمعة 16 مارس أسفر عن معارضة 81 عضوا لتراجع الجماعة عن موقفها السابق، بعدم الترشح لرئاسة الجمهورية وشددوا على ضرورة ثبات الجماعة على موقفها حفاظا على صورتها أمام الرأي العام.
وأكدت المصادر أن عدد المعترضين انخفض في الاجتماع الثاني الذي عقد بتاريخ الثلاثاء 27 مارس إلى 61 عضوا وهو الأمر الذي يشير إلى تحول واضح في مواقف نحو 20 عضوا بمجلس شورى الجماعة الذي يضم نحو 110 أعضاء. وأشارت المصادر إلى أن الموقف اختلف تماما في الاجتماع الأخير الذي عقد أمس حيث وصل عدد الموافقين على تراجع الجماعة عن موقفها والدفع بمرشح إخواني لرئاسة الجمهورية إلى 56 عضوا في حين اعترض 52 عضوا فقط مما رجح كفة ترشيح الشاطر لرئاسة الجمهورية.
وأوضحت المصادر أن أبرز الذين صوتوا بالرفض ضد قرار الدفع بمرشح من الإخوان لرئاسة الجمهورية هم الدكتور حلمي الجزار والحاج سيد نزيلي ومحمد مهدي عاكف المرشد السابق للإخوان ولفت المصدر إلى أن إجمالي عدد الذين حضروا الاجتماع الأخير 108 أعضاء ولم يتخلف سوى عضوين هما الدكتور عصام العريان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب والدكتور محمد سعد الكتاتني الذي لم يحضر أي اجتماع لمجلس شورى الجماعة بعد توليه منصب رئيس مجلس الشعب.
وأكدت المصادر أن الجماعة أصدرت تعميما داخليا على مستوى القواعد قبل الاجتماع الأخير أكدت فيه أن سبب تأخر الإعلان عن موقف الإخوان من الانتخابات الرئاسية يرجع إلى أنهم بدأوا في إجراء مشاورات مع المرشحين الإسلاميين الأربعة أبو إسماعيل وأبو الفتوح والعوا وباسم خفاجي بهدف الاستقرار على مرشح واحد.
وعلى صعيد ردود فعل القوى السياسية لاختيار الشاطر مرشحا للرئاسة، أكد نبيل زكي المتحدث الرسمي لحزب التجمع، أن اختيار جماعة الإخوان لخيرت الشاطر كمرشح لرئاسة الجمهورية خطوة لإعادة سيطرة رأس المال على الحكم في مصر والاتجاه نحو سيطرة إمبراطورية تجارية مالية وعودة زواج المال بالسلطة، فالشاطر نتيجة لاستثماراته وأنشطته الاقتصادية المتعددة سيكون إمبراطورية رأسمالية أكبر من إمبراطورية أحمد عز الأمين السابق للحزب الوطني المنحل.
وأضاف زكي في تصريحات أن الشاطر من اخطر رجال الأعمال في مصر فالقضايا التي اتهم فيها سلفا كانت قضايا غسل أموال وميلشيات، مشيرا إلى أن قرار الإخوان بترشيحه بمثابة الإعلان عن الانتحار السياسي، خاصة أنه جاء في وقت نفد فيه رصيد الجماعة لدى الرأي العام.
وأضاف زكي أن ترشيح الإخوان للشاطر خاصة بعد نفي العوا انسحابه واستمرار أبو الفتوح وأبو إسماعيل في طريقهم للترشح للرئاسة سيؤدي إلى تفتيت الأصوات، وبالتالي سيقلل فرص المرشح الإسلامي.
من جانبه، أكد أيمن نور، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، ورئيس حزب غد الثورة، أن بورصة الرئاسة انقلبت بترشيح جماعة الإخوان المسلمين للمهندس خيرت الشاطر للرئاسة، مؤكداً أن الكرة مازالت في منتصف الملعب. وأشار نور، في تصريحات له، إلى أن ترشح الشاطر يعيد حسابات المعركة مرة أخرى، في ضوء الأيام القليلة الباقية على انتهاء فترة تقديم الأوراق للجنة العليا للانتخابات الرئاسية.
وعن الانتقادات الموجهة لحزب الحرية والعدالة في مخالفته لوعوده المسبقة علق نور، بتوجيهه كلمة واحدة للإخوان: “أنت حر إلى أن تعد”.
وفي المقابل، وصف الدكتور حسن البرنس عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة، المهندس خيرت الشاطر بأنه “أردوغان” العرب، ومنقذ الاقتصاد المصري، مشيدا عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، بقرار جماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسي بالدفع بـ”الشاطر” في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتابع: “الحمد لله الذي وفقنا جميعا لاختيار المهندس خيرت الشاطر فهو أردوغان العرب ومنقذ الاقتصاد المصري.. ورجل دولة من الطراز الأول وفي عهده إن شاء الله سيرى شعبنا الحبيب الخير والعدالة وتتحقق باقي أهداف الثورة”.
المصدر: اسطنبول، القاهرة