أفادت بيانات الناقلات ومصدران في قطاع النفط، بأن صادرات إيران من الخام هبطت كثيراً في مايو، إلى نحو 400 ألف برميل يومياً، بعدما شددت الولايات المتحدة القيود على مصدر الدخل الرئيسي لطهران.

وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران في نوفمبر، بعدما انسحبت من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين طهران وست قوى عالمية. وبهدف وقف مبيعات إيران من النفط بالكامل، أنهت واشنطن هذا الشهر، إعفاءات من العقوبات كانت منحتها لبعض مستوردي الخام الإيراني.

ورغم ذلك، صدّرت إيران نحو 400 ألف برميل يومياً منذ بداية الشهر الحالي، وفقاً لبيانات من "رفينيتيف أيكون"، ومصدران بالقطاع يتتبعان التدفقات، وهو ما يقل عن نصف وتيرة أبريل. ومعظم هذا الخام يتجه إلى آسيا، ومن المرجح أن تكون الصين حازت على غالبيته.

وأدى هبوط الصادرات إلى تقلّص المعروض في السوق وتعزيز الأسعار، فضلاً عن الانخفاض الشديد في إيرادات إيران.

وتمثل قلة المعلومات حول معدل تدفق الشحنات بالضبط، مشكلة لأعضاء "منظمة الدول المصدرة للنفط" (أوبك) وحلفائها، المقرر أن يجتمعوا في يونيو لتحديد سياسة إنتاج النفط.

وهبطت صادرات إيران النفطية بأكثر من النصف منذ أبريل، عندما شحنت طهران ما يقل من مليون برميل يومياً. وهي أيضاً أقل من 20% من الشحنات التي أرسلتها في أبريل 2018 والتي بلغت أكثر من 2.5 مليون برميل يومياً.

اقرأ أيضاً: مع تهاوي الصادرات.. تكدس المخزونات النفطية الإيرانية في البر والبحر

وفي سياق متصل، حذّرت الولايات المتحدة هونج كونج، من أن سفينة تحمل نفطاً إيرانياً قد تسعى للتوقف في المركز المالي الآسيوي، وقالت إن أي كيان يقدم خدمات للسفينة سينتهك العقوبات الأميركية.

وتشير بيانات الشحن في "ريفينيتيف آيكون" إلى أن السفينة "باسيفيك برافو" المحمّلة بالكامل، غيّرت مسارها فجأة يوم الإثنين لتتجه نحو سريلانكا.

وكانت السفينة قد حددت في وقت سابق إندونيسيا وجهة لها، وفقاً لبيانات تتبع السفن، لكن مصادر في الصناعة قالت إنها ستذهب إلى الصين على الأرجح.

وأظهرت بيانات تتبع السفن، أن شركة "باسيفيك برافو" غيّرت يوم الإثنين، وجهة نظام التعرف الآلي إلى سريلانكا، حيث تعثرت قبالة الساحل الجنوبي لأكثر من يوم بقليل.

وفي وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، أبحرت الناقلة من سريلانكا باتجاه الممرات المائية المزدحمة بمضيق ملقا، وهو ممر ملاحي رئيسي باتجاه شرق آسيا، على الرغم من أن وجهتها على نظام التعرف الآلي لا تزال سريلانكا.

ويقوم طاقم السفينة بإدخال إعدادات وجهة نظام التعرف الآلي يدوياً، وقد يكون هناك تأخير في التحديث أثناء وجود السفينة في عرض البحر.

وقال مسؤول أميركي كبير طلب عدم نشر اسمه، إن "أي شخص يتعامل مع هذه السفينة، باسيفيك برافو، سيعرض نفسه للعقوبات الأميركية".

وأضاف المسؤول أن السفينة مملوكة لـ "بنك كونلون" الصيني.

وكان البنك هو القناة الرسمية الرئيسية لتدفقات الأموال بين الصين وإيران منذ ما قبل بدء تطبيق الجولة الأخيرة من العقوبات في عام 2012. وتملك شركة "سي.إن.بي.سي كابيتال"، الذراع المالية المدرجة في البورصة لشركة "البترول الوطنية" الصينية، حصة أغلبية في البنك.

والصين هي أكبر مشتر للنفط الإيراني، وجميع مدفوعاتها النفطية تقريباً تمر عبر "بنك كونلون" الذي تأسس عام 2006 كبنك تجاري في مدينة كاراماي، وهي مركز لإنتاج النفط في إقليم شينجيانغ في أقصى غرب الصين. ولم يتسن بعد الوصول إلى بنك كونلون للتعليق.

وفي وقت سابق من هذا الشهر ، ذكرت "رويترز"، أن ناقلة تحمل زيت وقود إيرانياً أفرغت الشحنة في صهاريج للتخزين بالقرب من مدينة تشوشان الصينية، منتهكة بذلك عقوبات أميركية.

وأعرب المسؤول الأميركي عن اعتقاده "بأن من المهم لهيئة هونج كونج البحرية التأكد من الجهات التي تدخل إلى مياهها الإقليمية، والجهات التي تقدم الهيئة خدماتها لها. وأضاف: "سنفرض عقوباتنا على إيران بكل قوة وحزم".