سامي عبد الرؤوف (دبي)

الطفلة ماهينا من طاجكستان، ولدت مع معاناة من تشوهات خلقية مركبة في القلب، استلزمت علاجها في عامها الأول، أو على أقصى تقدير، في عامها الثاني، لضمان تخلصها من تلك التشوهات، إلا أن الفقر والعوز منع أسرتها من علاجها، حتى أدى ذلك إلى عدم قدرتها على اللعب مع صديقاتها وممارسة طفولتها مثلها مثل قريناتها، مما جعلها تشعر أنها مختلفة بسبب مرضها.
سمع أهلها في مكان إقامتهم بإحدى قرى طاجيكستان، عن تواجد فريق مبادرة «نبضات» لعلاج تشوهات قلوب الأطفال، التابعة لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، فتواصلوا مع الفريق الطبي، وطلبوا المساعدة في علاج ابنتهم التي تجاوزت سن الخامسة، حيث إن مزيداً من التأخير في إجراء العملية الجراحية لها يزيد من صعوبة نجاحها.
الفريق الطبي أجرى الفحوصات اللازمة للطفلة ماهينا، وقرر أن يجري لها الجراحة اللازمة ضمن 67 طفلاً وطفلة من عموم دولة طاجيكستان، حيث أجريت لهم العملية الجراحية قبل أكثر من عام ونصف العام من الآن، وتكللت العملية بالنجاح، فعادت الطفلة تمارس طفولتها كاملة مثل غيرها تلعب وتذهب إلى المدرسة وتشعر أنها ليست أقل من زميلاتها.
الطفلة ماهينا، كانت الضيف الأبرز في حفل الإعلان عن نتائج تقرير 2018 لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مساء أمس في أوبرا دبي، حيث جسدت قصة هذه الطفلة خير الإمارات الممتد إلى كل مكان في العالم، لا يحده عرق ولا جنس ولا لون، فالعطاء يكون للإنسان؛ لأنه إنسان دون النظر إلى أي شيء آخر.
هذه الطفلة صعدت بتلقائية على منصة الحدث، وبتلقائية حكت ما كانت تعاني وما قام به فريق نبضات لعلاجها، ثم شكرت دولة الإمارات، وشكرت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي أمر بالإتيان بالطفلة ماهينا للاطمئنان عليها، فإذا بها ترتمي في حضنه، ليضمها بأبوة حانية، قابلتها الطفلة بالاستمرار بين يديه، وسط اندهاش وإعجاب الحضور وممثلي الجهات الإنسانية والخيرية المحلية والعالمية الحاضرة للحدث.
من جانبه، قال الدكتور عبيد الجاسم، رئيس الفريق الطبي لمبادرة «نبضات» العالمية لعلاج قلوب الأطفال، واستشاري أمرض القلب: إن «عملية الطفلة ماهينا، استمرت نحو 4 ساعات وما يزيد على 3 ساعات للتحضير للعملية والإفاقة في العناية المركزة بعد الجراحة، وقد تكللت بالنجاح، وأصبحت تمارس حياتها بشكل طبيعي جداً».