توقع بنك التنمية الآسيوي أن تواصل الاقتصادات الآسيوية، نموها القوي خلال العامين الحالي والمقبل لكنه طالب بضرورة اتخاذ خطوات وقائية لتفادي مشكلات التضخم المرتفع. وقال البنك في تقريره السنوي المعروف باسم “آفاق التنمية الآسيوية” أمس إن اقتصادات المنطقة ستحقق نموا خلال العام الحالي بمعدل 7,8% ثم بمعدل 7,7% من إجمالي الناتج المحلي العام المقبل. ورغم أن هذه المعدلات أقل من المعدل المسجل خلال 2010 وكان 9%، فإنها تشير إلى استمرار تعافي الاقتصادات الآسيوية من تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية التي ضربت العالم عامي 2008 و2009، بحسب شانج يونج ريهي كبير المحللين الاقتصاديين في بنك التنمية الآسيوي. وأضاف أن “الدول النامية في آسيا أظهرت مرونة خلال الركود العالمي والآن تعزز تعافيها وسوف يواصل النمو السريع لعملاقي المنطقة وهما الصين والهند قيادة النمو الإقليمي والعالمي”. ولكن بنك التنمية الآسيوي حذر من تداعيات ارتفاع أسعار المواد الغذائية والنفط، بسبب الاضطرابات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إحدى أهم مناطق إنتاج النفط في العالم. كما أشار إلى تداعيات الكارثة التي ضربت اليابان بسبب الزلزال وأمواج المد العاتية “تسونامي” يوم 11 مارس الماضي. وقال التقرير إن “التضخم يحتاج إلى المعاملة بحذر باستخدام مزيج من الإجراءات الكلية بما في ذلك مرونة في إدارة أسعار الصرف وتنسيق حركة رؤوس الأموال وليس مجرد الاعتماد علي تشديد السياسة النقدية”. وتوقع التقرير ارتفاع أسعار المستهلك في المنطقة بمتوسط قدره 5,3% خلال العام الحالي قبل أن تتراجع وتيرة الارتفاع قليلاً إلى 4,6%عام 2012. كان معدل التضخم في المنطقة العام الماضي 4,4%. كما حث التقرير الاقتصادات الآسيوية على صياغة روابط قوية مع الأسواق غير التقليدية لها من أجل الحفاظ على وتيرة النمو القوي، مشيراً إلى أن الدول الصناعية الكبرى لن تعود قاطرة للنمو في وقت قريب. وقال التقرير إن اقتصادات الجنوب وهي الدول النامية في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط سوف تقود مسيرة النمو. ومن المتوقع استمرار دول شرق آسيا في قيادة قطار النمو في المنطقة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية حيث تشير التوقعات إلى نمو اقتصادات هذه الدول بمعدل 8,4% خلال العام الحالي ثم بمعدل 8,1% خلال 2012. ومن المتوقع نمو الاقتصاد الصيني بمعدل 9,6% العام الحالي ثم 10,3% العام المقبل. وستنمو اقتصادات جنوب شرق آسيا بوتيرة معتدلة بعد النمو القوي الاستثنائي خلال العام الماضي. ومن المتوقع نمو المنطقة بمعدل 5,5% خلال العام الحالي ثم بمعدل 5,7% عام 2012. في المقابل ستحافظ اقتصادات جنوب آسيا على نموها القوي حيث تشير التوقعات إلى نموها بمعدل 7,5% خلال العام الحالي ثم بمعدل 8,1% العام المقبل. وذكر البنك أن اقتصاد الهند سيحقق نمواً قوياً بمعدل 8,2% خلال العام الحالي ثم بمعدل 8,8% خلال 2012. ويتوقع البنك نمو اقتصادات آسيا الوسطى بمعدل 6,7% خلال العام الحالي ثم بمعدل 6,9% العام المقبل مستفيدة من ارتفاع الأسعار العالمية للعديد من السلع مثل النفط والمعادن والقطن والذهب. وستقود الدول الغنية بالموارد الطبيعية مثل غينيا الجديدة وتيمور الشرقية وجزر سولومون النمو في منطقة المحيط الهادي حيث يتوقع التقرير نمو هذه المنطقة بمعدل 6,3% العام الحالي ثم بمعدل 5,4% العام المقبل.