المصر العُماني.. هوية وطنية تعتلي الرؤوس
يتميز العمانيون بأن زيهم الرسمي يختلف نوعياً ومظهرياً سواء في الدشداشة العمانية التي تسعى سلطنة عمان إلى الحفاظ على مكانتها بالهوية التي عرفت بها طوال السنين دون أن يطرأ عليها أي تدخل عصري في الخياطة والتطريز والشكل العام. ويعتبر المصر العماني الزي المكمل للزي الرسمي للرجل العماني، وهو ما يميز العماني عن باقي دول الخليج العربي ويلبس في المناسبات الخاصة وأيضاً في الدوام الرسمي ولكنه ليس اشتراطا في هذه المناسبات بقدر ما هو ميزة رسمية.
الطريقة التقليدية
حول إجراءات تمسك العمانيون بالمصر العماني وبالزي التقليدي، قال فيصل الجهضمي، مدير حماية المستهلك بوزارة التجارة والصناعة العمانية “حذرت وزارة التجارة والصناعة محال خياطة الملابس الرجالية من العبث بالزي الوطني العماني الدشداشة الرجالية، ودعتها إلى التقيد بالطريقة التقليدية لحياكة الزي”. ويأتي تحذير الوزارة بعد أن شهد الزي الرجالي قيام محال خياطة الملابس بإدخال تصاميم مبتدعة وبمسميات مختلفة غيرت من ملامحه.
وأضاف “جاء في إعلان تحذيري وجهته الوزارة لمحال خياطة الملابس أنه لوحظ قيام بعض المحال بمختلف مناطق السلطنة بتفصيل الزي الوطني العماني (الدشداشة الرجالية) بتصاميم مبتدعة وبمسيات مختلفة مقرونة وبصورة لا تعبر عن هوية هذا الزي وتاريخه وعراقته، ودعت الوزارة الجميع بالتعاون للحفاظ على الموروث العماني”.
ويعتبر المصر العماني أو العمامة من أبرز مميزات الزي العماني ليس فقط من حيث الشكل وإنما في نوعية المواد التي يصنع منها المصر العماني وكذلك طبيعة الألوان المتناسقة.
عن المصر وصناعته، قال محمد بن شيرصان، مورد “تعتبر صناعة المصر من الصناعات المتميزة والحرفية حيث يمر بمراحل وذلك بأن يحضر شعر صوف الغنم من كشمير وينظف جيداً ويتم تنعيمه بشكل جيد، ويخاط على شكل مربع وترسم النقوش على ورق وتنحت على الخشب وتوضع ماده تشبه الرصاص على الخشب ويتم طباعته على أطراف المصر وزواياه لتبدأ الخياطة على النقوش المطبوعة، ويغسل المصر حتى تخرج المادة المشابه للرصاص، ثم يوضع داخل أوراق ويكون جاهزاً للبيع”، لافتاً إلى أنها “ليست العملية سهلة إذ إنها تأخذ جهداً كبيراً وتتطلب إتقاناً منقطع النظير”.
وأضاف شيرصان “تتعدد أشكال المصر العماني وألوانه، كما تختلف أشكال النقوش الموجودة عليه ويتفاوت في الأسعار فمنه الباهظ الثمن ومنه الرخيص، وذلك بحسب ما تدخل عليه من مواد ترفع قيمته، وتكثر محال بيع المصر العماني في العديد من أسواق السلطنة خاصة في حواضر السلطنة ومراكزها كصلالة ومسقط وصحار وصور”. وقال “تبلغ قيمة المصر نحو ألف ريال أي ما يعادل 10 آلاف درهم إماراتي، وتنخفض أسعاره إلى 10 ريالات أي ما يعادل 100 درهم إماراتي وتختلف من مصر إلى آخر حسب نوعيته وجودته”.
المصدر: مسقط