السيد حسن (الفجيرة)

أكد عدد من المسرحيين في الدولة، أن المسرح في الإمارات بحاجة إلى استلهام البدايات الأولى الناجحة له، وعمل جميع الفرق المسرحية بروح الفريق الواحد، ومواجهة كل التحديات التي تتسبب في عرقلة مسيرة هذا المسرح الواعد على مختلف الصعد.
جاء ذلك خلال الأمسية التي نظمها مسرح الفجيرة الوطني، مساء أمس الأول، تحت عنوان «المسرح الإماراتي.. تحديات وتطلعات» والتي حضرها الشيخ أحمد بن حمد بن سيف الشرقي، وشريف العوضي رئيس مجلس الإدارة، وسلطان بن مليح مدير مكتب وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالفجيرة.
وشارك في الأمسية الدكتور سليمان جاسم، وعمر غباش، وفيصل جواد المدير التنفيذي لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام.
وتساءل عمر غباش: هل ما زال المسرح يلقى ذات الأهمية كما كان في السابق مع دخول قنوات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا؟ وقال: «لا أعتقد أن المسرح تراجع في أوروبا وأميركا بفعل انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، فهو لا يزال موجوداً بقوة كما كان في السابق، ولكن توجد مشكلة حقيقية بالفعل تواجه مسرح الإمارات، ونحن لا نريد أن نهدم كل منجزات الأجيال السابقة التي بدأت الحركة المسرحية في الإمارات، ولكن هؤلاء جميعاً- كتاباً وفنانين ومخرجين - كان لهم مجهود بارز وعلامات مضيئة هي علامات لنا على الطريق، والمسرح الآن لا شك أنه يمر بكبوة، وعلينا أن نستنهض قوتنا الروحية والمعنوية لإعادة مسرحنا إلى ما كان عليه من تقدم كبير في جميع الإمارات».
من جانبه قال الدكتور سليمان موسى الجاسم: «علينا أن نعيد تجاربنا الأولى ولكن في طرح يواكب العصر الحاضر، كما أنه مطلوب من المسرحيين طرح قضايانا التي يعيشها الناس بطريقة إبداعية ومبتكرة، تتماشى مع الروح الجديدة للعصر».
وتطرق الجاسم إلى فترة البدايات الأولى والدعم الذي قدمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وتوجيهاته بتأسيس مسرح أبوظبي وبداية استقطاب المسرحيين العرب مثل زكي طليمات وسعدالله ونوس، والاتفاق مع عبدالله النويس وزير الإعلام وقتها بضرورة إرسال أي فرقة مسرحية عربية يتم استقدامها في أبوظبي إلى الفجيرة لتعم الفائدة، ثم عرج على بدايات الفجيرة ودور صاحب السمو حاكم الفجيرة في دعم الحركة المسرحية في الفجيرة، وقد كانت تجربة الكاتب محمد الماغوط في عمله «كاسك يا وطن» هي البداية نحو تقديم مسرح حقيقي.
وقال الكاتب والمخرج المسرحي فيصل جواد: «من أين سنبدأ؟ هل يبدأ المسرح بتطوير نفسه متناسياً جمهوره الذي هو الدعامة الأساسية لتقدمه؟ أم من الجمهور أولاً؟ وهذه إشكالية لا بد لها من حل، وينبغي أن يكون الحل بطرفي المعادلة دون انفصال إحداها عن الأخرى».
ورأى المسرحي الدكتور سعيد الحداد، رئيس مسرح كلباء الشعبي سابقاً، أن المشكلة الحالية التي نعيشها في الوقت الراهن هي تباعد المسرحيين عن بعضهم ووجود ما يسمى بـ«الشللية» في طرح وتقديم الأعمال.
وعقب شريف العوضي، رئيس مسرح الفجيرة القومي، أن هذه الأمسية هي بداية لتقريب وجهات النظر بين جميع المسرحيين في الدولة بشكلٍ عام، والفجيرة والمنطقة الشرقية بشكلٍ خاص.