جاء القرار بحجم الوطن، والفرحة به غمرت آلاف القلوب، من المعنيين به مباشرة، وهم 3354 من أبناء المواطنات ممن تنطبق عليهم معايير منح الجنسية وفقاً للأحكام القانونية، بحسب منطوق القرار.
جاء التوجيه الحكيم لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمنح الجنسية لمستحقيها، لكي يكلل الأيام الأواخر من شهر رمضان المبارك، وقرب الاحتفال بالعيد، بأن يشمل ما شاع من إمارات الخير، أبناء كانوا يتطلعون إلى مثل هذا اليوم.
ولعل الحيثيات التي أرفقت بإعلان منح الجنسية، خير دليل على أحقية الإجراء وعمقه وضرورته، إذ إن «صاحب السمو رئيس الدولة وجّه بسرعة إنجاز إجراءات منح الجنسية للمستحقين من أبناء المواطنات، بما يضمن تمتعهم بالمواطنة باعتبارهم أحد مكونات النسيج المجتمعي، وركناً من أركانه».
هذا الوطن، كان ولا يزال، وطن الإنسان أولاً، هو قاعدته، وهو بنيانه، وهو الهدف والغاية. هكذا أراد له الأب المؤسس أن يكون، وهكذا دأبت القيادة الحكيمة على مدى عقود، في تعزيز مكانة الإنسان، فتتعزز به مكانة الوطن. والإنسان الإماراتي، كما أثبتت التجارب، ليس فرداً منفصلاً، وإنما هو جزء من نسيج اجتماعي متكامل، يؤكد هويته بما كسب وبما يعطي. وهؤلاء الـ 3354 مواطناً، ومن سبقهم إلى نيل هذا الشرف، ينضوون في بوتقة نبع بشري معطاء، يتجدد باستمرار.
لا يضيف قرار منح الجنسية إلى مستحقيها من أبناء المواطنات، مجرد أرقام إلى التعداد العام، ولكنه يضيف معنى جديداً إلى المثال الإماراتي الذي تتشارك الأجيال في صياغته.

"الاتحاد"