دبي (الاتحاد)

تمكن أطباء هيئة الصحة بدبي، من إنقاذ حياة مريض نيجيري في العقد السادس من العمر كان يعاني ورماً سرطانياً في الحنجرة، تسبب في انسداد مجرى التنفس، وصعوبة في البلع، حيث تم استئصال كامل الحنجرة وأجزاء من البلعوم والغدة الدرقية، وعضلات الرقبة في عملية كبرى استغرقت (4) ساعات متواصلة تكللت بالنجاح التام.
وكان المريض القادم إلى دبي للسياحة الصحية قد راجع العديد من المستشفيات الخاصة في الدولة لإجراء العملية، ولكنها اعتذرت عن عدم إجرائها لدقتها وخطورتها على حياة المريض، فلجأ لمستشفى دبي الذي باشر بإجراء الفحوص اللازمة من خلال أطباء وحدة جراحة الرأس والعنق بقسم الأنف والأذن والحنجرة، والتي أظهرت وجود ورم سرطاني غير قابل للعلاج الإشعاعي أو الكيماوي، ما تطلب التدخل الجراحي واستئصال كامل الحنجرة مع أجزاء من الغدة الدرقية والبلعوم وعضلات الرقبة المحيطة بالحنجرة في عملية دقيقة شارك بها فريق طبي متخصص في هذا المجال.
وتعد العملية التي تم إجراؤها تحت التخدير العام من العمليات الكبرى التي تتطلب الكثير من الخبرة والمهارة الطبية، لتفادي المضاعفات المحتملة لها، حيث يتم إجراؤها عادة في المراكز الطبية المتقدمة لخطورتها على الحياة، وحاجة المريض للعلاج الشعاعي، وللمتابعة الدورية بعد العملية لمدة خمس سنوات للتأكد من عدم رجوع الورم مرة أخرى.
وأكد أطباء وحدة جراحة الرأس والعنق بمستشفى دبي على النجاح التام الذي تكللت به العملية، وعودة المريض إلى تناول الطعام والشراب، بعد عشرة أيام فقط من إجراء العملية التي قام بها فريق طبي متكامل ومتخصص في هذا المجال، بالتعاون مع الأقسام الأخرى في المستشفى، كقسم التخدير والتمريض والأشعة، مشيرين إلى أن هذه العملية تعد الثانية من نوعها التي يقوم المستشفى بإجرائها بعد العملية الأولى التي كانت قبل عامين لمريض مواطن يعاني سرطان الحنجرة.
وأكد الأطباء أن إجراء مثل هذا النوع من العمليات يعكس القدرة التنافسية لهيئة الصحة بدبي، ومدى التقدم الذي وصلت إليه إمارة دبي في هذا المجال، وجهودها المستمرة للارتقاء بمستوى ونوعية الخدمات الطبية المقدمة، والتي عززت من سمعة ومكانة دبي على خارطة السياحة الصحية، حيث أصبحت وجهة مثالية لطالبي العلاج والاستشفاء من مختلف دول العالم.
وأشار الأطباء إلى الأعراض المتعددة التي قد يظهر بعضها أو جميعها على مرضى هذا النوع من السرطانات كحدوث تغيّر في الصوت، وظهور كتلة في الرقبة، والشعور بألم في الحلق، والمعاناة من مشاكل التنفّس، وصعوبة في البلع، وفقدان الوزن بشكلٍ غير مبرر.
وأوضح الأطباء أن سرطان الحنجرة يحدث بسبب تكوّن طفرة جينيّة في خلايا الحلق، مّا يؤدي إلى انقسام هذه الخلايا بشكلٍ غير طبيعي، حيث يعد التدخين السبب الرئيس لحدوث هذه الطفرات، إضافة إلى العديد من العوامل الأخرى مثل تناول الكحول ووجود مشاكل في الجهاز المناعي.
ومن جانبه، عبر المريض عن بالغ شكره وتقديره للفريق الطبي ولإدارة مستشفى دبي على ما حظي به من اهتمام ورعاية طبية متميزة، مثمناً الجهود المستمرة التي تقوم بها هيئة الصحة بدبي لمواكبة التطور الطبي المتسارع على مستوى العالم، والاستفادة منه لخدمة المرضى بمستشفياتها.