الْجَسَدُ الذِي تَلْتَقِطِينَ السُوسَ مِنْهُ
انطفاء شاشة إلكترونية
ما يُشْبِهُ أَنْ تَنامَ
وَتَتَأَخَرَ عَنْ الْعَمَلِ لِفَتْرَةٍ طَوِيْلة.
اسْتِغْراقُكَ فِيْ فِكْرَةٍ.
ما يُشْبِهُ انْطِفاءَ شاشَةٍ إلِكْتْرُونِية
لَمْ تَعْبَثْ بِها الرِياحُ.
ما يُشْبِهُ (م)
بَعْدَ أَنْ تَمْحُو أَسْمَاءَهَا الأَلْفَ التِيْ كَتَبْتَ.
ما يُشْبِهُ أَنْ يَخْتَفِي صَدِيْقُكَ فِي الزِحامِ
وَأنْتَ فِي بَلَدٍ غَرِيْبٍ.
الْبَلَدُ الْغَرِيبُ الذِي تُمَرِّرُ عَلَيهِ يَدَكَ
فَلا تَلْمَسْ مِنْهُ شَيئاً
حَيثُ صَدِيقُكَ الْوَحِيدُ
لَمْ يَعُدْ وُجُودُهُ ضَرُوْرِيّاً.
أطياف
يَا أُخْتاهُ:
الْجَسَدُ الذِي تَلْتَقِطِينَ السُوسَ مِنْهُ
بِيَدٍ مُدَرَّبَةٍ حَقّاً
لَنْ يَعْتَدِلَ.
إِنَّهَا أَطْيافُكِ فَحَسْبُ
هَذِهِ التِي تَرَينَ زاهِيَةً حَولِي.
أَطْيافُكِ
التِي تُنادِينَ بِاسْمِي،
تَأْخُذِينَها فِي ذِراعَيكِ
تُهاتِفِينَهَا،
وَتَتَقَبَّلِينَ بِفَرَحٍ لا يُتَوَقَعُ
هَدَايَاهَا
أَمَّا الجَسَدُ الذِي تَلْتَقِطِينَ مِنْهُ السُوسَ
بِيَدٍ مُدَرَّبَةٍ حَقّاً
فَإِنَّهُ لَنْ يَعْتَدِلَ.
إذا عرفنا ذلك
...أَي أَنَّهُ لَيسَتْ هُناكَ يَدٌ ثالِثَةٌ
تَمْلِكُ هَذَا الحُنُوَ
الذِي تُمَسِّدُ بِهِ شَعْرَكَ
وَأَنْتَ تُسَرِّبُ كَلِماتِكَ الصادِقَةُ لِرُوحِكَ.
إِنْ عَرَفْنا ذَلكَ
فَهَلْ فِي الأَمْرِ مَدْعاةٌ لِلرِثاءِ؟
دون كيشوت
كُلُّ لَيلَةٍ
كانَ صَوتٌ ما يَقُولُ لِـ (دُونْ كِيْشوت):
إِنْ لَمْ تَسْتَيْقِظْ هَذَا الصَباحَ
وَتَهْمِزُ (رُوثْينانْته) فِي الطُرُقاتِ..
وَكُلًّ مَرَّةٍ
كانَ (دُونْ كِيشوت) يَصْحُو
قَبْلَ أَنْ تَكْتَمِلَ الجُمْلَةُ.