محمد حامد (دبي)
يحتل إقليم فالنسيا المركز الثالث من حيث المساحة والتأثير الاقتصادي في المملكة الإسبانية بعد مدريد وبرشلونة، كما أن ميناء فالنسيا هو الأكثر نشاطاً في إسبانيا، بل في جميع بلدان ومدن البحر الأبيض المتوسط، أما فريق فالنسيا الكروي الملقب بـ «الخفافيش»، فإنه يحلم بأن يكون ثالث كيان كروي في إسبانيا بعد الريال والبارسا، حيث لا يتفوق عليه في هذه المكانة سوى أتلتيكو مدريد، وأتلتيك بلباو بما حققاه من بطولات محلية سواء في «الليجا» أو كأس الملك.
فالنسيا فاز بلقب الليجا 6 مرات آخرها عام 2004، وتربع على قمة كأس الملك 8 مرات، كما سبق له الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي، وبلوغ نهائي دوري الأبطال عامي 2000 و2001، وانتزاع سوبر «القارة العجوز» عامي 1980 و2004، وهو الكيان الكروي الذي تألق في صفوفه أسطورة الأرجنتين ماريو كيمبس، وقدم للكرة الإسبانية الهداف دافيد فيا، وأهدى العالم كناري مان سيتي دافيد سيلفا، وغيرهم من النجوم مما يؤشر إلى أن فالنسيا لم يكن يوماً كياناً كروياً صغيراً في مملكة يسيطر عليها الريال والبارسا.
فريق الخفافيش نجح في انتزاع كأس الملك للمرة الثامنة في تاريخه، وهذه المرة فعلها على حساب ليونيل ميسي ورفاقه، بعد أن تفوق على البارسا بثنائية لهدف، وسجل للخفافيش جاميرو ومورينو، والمفارقة التي تجعل فريق فالنسيا وجماهيره أكثر فرحاً وفخراً بالإنجاز أنه تحقق في الذكرى الـ 100 لتأسيس النادي، أي أنه عام المئوية، فقد تأسس فالنسيا في مارس 1919، وها هو يعود إلى منصات الفرح في الذكرى الـ100 لتأسيسه. على الجانب الآخر دفع برشلونة ثمناً باهظاً لعودته المتأخرة للمباراة، فقد سمح للخفافيش بالتقدم بهدفين في الشوط الأول، وهي المرة الأولى التي تحدث للبارسا في نهائي كأس الملك منذ عام 1952، والمفارقة أن المنافس في المباراة التي أقيمت قبل 67 عاماً كان فالنسيا أيضاً، ولم يكن هدف ميسي كافياً لإعادة البارسا لمنصة التتويج، ليهدر الفريق الكتالوني على نفسه فرصة إنهاء الموسم بطريقة جيدة بالتتويج بالثنائية، فقد اكتفى بلقب الليجا، بعد أن كان الحلم ثلاثية تاريخية ثالثة.