سعيد ياسين ( القاهرة)

اتهم العديد من المؤلفين والمخرجين والنقاد «ورش السيناريو» بإفساد الدراما المصرية، وتزايدت الاتهامات بصورة كبيرة خلال العام الحالي بعدما فشلت المسلسلات التي اعتمدت في كتابتها على هذه الورش في تحقيق النجاح المأمول، ومنها «فكرة بمليون جنيه» لعلي ربيع وصابرين، و«البرنسيسة بيسة» لمي عزالدين وبوسي وأمير المصري، و«لآخر نفس» لياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضي وأحمد صلاح حسني، و«بدل الحدوتة 3» لدنيا سمير غانم ومحمد سلام وبيومي فؤاد وشيماء سيف، و«الزوجة 18» لحسن الرداد وناهد السباعي، و«زي الشمس» لدينا الشربيني وريهام عبدالغفور وأحمد صلاح السعدني وأحمد داوود، و«سوبر ميرو» لإيمي سمير غانم وحمدي الميرغني ومحمد ثروت، و«الواد سيد الشحات» لأحمد فهمي وهنا الزاهد ومحمد عبدالرحمن.

جريمة درامية
وهاجم المؤلف محمد البجلاتي ورش السيناريو، وقال: خمسة شباب في العشرينيات من عمرهم، لا يعرف أي منهم الآخر، تقابلوا في شركة إنتاج في وجود أحد المخرجين المخضرمين وكان عن طريق إعلان على «فيسبوك» يطلب شباباً لديهم فكرة بكتابة السيناريو، مثلما يطلبون شباباً للعمل في توصيل الطلبات للمنازل «دليفري»، وطلب منهم أن يكتبوا عدداً من الحلقات في مشروع قائم بالفعل من دون خبرة أو دراية بطبيعة الدراما أو الأحداث، إنها جريمة درامية مكتملة الأركان.

أكل عيش
وقالت الناقدة ماجدة خيرالله إن ورش كتابه السيناريو أفسدت تماماً مستوى المسلسلات المصرية، حيث يكتب أكثر من شخص في عمل واحد، ويعتبر كل واحد منهم الأمر أكل عيش وفرصة ليجرب نفسه، ولن يكون مسؤولاً عن الفشل أو النجاح، وبالتأكيد من يقبل ذلك يكون مستواه متواضعاً، لأن صاحب الموهبة يكون لديه اعتزاز بموهبته ورغبة في التفرد، فالإبداع شيء خاص وذاتي، فلا يوجد أكثر من رسام يشترك في رسم لوحة واحدة، أو أكثر من موسيقي يشترك في تأليف قطعة موسيقية واحدة.

قتل الإبداع
وقال المؤلف أيمن عبدالرحمن: بعد ثورة 25 يناير تغيرت منظومة إنتاج الدراما في مصر، وكان الهدف قتل الإبداع الذي كان يميز الدراما المصرية والذي يتلخص في «فن كتابة السيناريو»، فبدأ أحد المنتجين يستسهل ويطلب نقل عمل أجنبي بالكامل، ثم انتشر المرض وأصبح سمة سائدة، وزال الحرج عن الجميع وأصبح المنتج وصناع العمل لا يخجلون من إعلان أنهم نقلوا مسلسلاً أو فيلماً بالتفصيل، ثم اقترح أحد المنتجين أن يحضر مجموعة شباب لا تزيد أعمارهم عن 25 أو 30 عاماً ليتحدثوا بلغة الشباب من خلال حوار جديد، فانتشر مرض ورش الكتابة كالنار في الهشيم وتم القضاء على كل المؤلفين ممن هم فوق سن الأربعين، إلا قليلاً من أصحاب العلاقات القوية، وأصبح كل شاب لا يزيد عمره عن 30 عاماً يمتلك ورشة من شباب في العشرينيات من أعمارهم تقدم أعمالاً مفككة لا يستطيعون حتى نقلها بحرفية، من هنا نرى قمة السطحية والسذاجة في معظم الأعمال.