ماجدة محيي الدين (القاهرة)

القرود من الحيوانات خفيفة الظل والمحببة للإنسان والتي يمكن رؤيتها بسهولة في مناطق مختلفة من العالم على الرغم من أن أنواعها متنوعة، وقد تم تصنيفها بحسب صفاتها الجسدية المتفاوتة، تشتهر بحركتها الكثيرة، وتعرف بالذكاء والفهم، وأنها تشبه الإنسان في كثير من الصفات الخِلقية والخُلقية.
وقد جاء الحديث عن القردة في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع، كلها تتحدث عن غرض واحد، وهو كيف عاقب الله قوماً من بني إسرائيل فمسخهم قردة وخنازير، عندما عتوا عن أمر ربهم، وخالفوا شرعه، الموضع الأول في سورة البقرة قال تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ)، «سورة البقرة: الآية 65»، والموضع الثاني، قال تعالى: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَائِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ)، «سورة المائدة: الآية 60»، والثالث قوله تعالى: (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)، «سورة الأعراف: الآية 163».
والقرود من الحيوانات المزعجة ولكنها تشعر بالحب والعاطفة تجاه الأشخاص الذين يعتنون بها، ومجموعة القرود تسمى «الكتيبة»، من الحيوانات العاشبة التي تتغذى على الفواكه المختلفة، أصغر أنواعها يتغذى على المكسرات والفواكة والتوت والحشرات، في حين أن الأنواع الضخمة تقدم على صيد الطيور والثدييات الصغيرة.
وأنواع القرود مجموعتان رئيستان، الأولى تعيش في أميركا الجنوبية على قمم الأشجار، وهي من الحيوانات المتسلقة، وكثير منها تستخدم ذيلها بالإمساك أو التعلق والتأرجح على الأغصان مثل يد إضافية، والمجموعة الأخرى في أفريقيا والأجزاء الدافئة من آسيا، وهي أكثر تنوعاً في أنماط حياتها، البعض منهم مثل قرود البابون يعيش أساساً على الأرض، ويمكنه العيش في الأشجار.
والقرود العنكبوتية عادة أكبر في الحجم، وذيلها يمكن أن يحمل جسمها كله، ولذلك يمكن أن تتأرجح في الهواء بالذيل فقط، وتتنقل من شجرة إلى أخرى برشاقة، وترغب في قضاء معظم وقتها في الأشجار، حيث من السهل الوصول إلى الفواكه والبذور، وتأكل النباتات، ويوجد معظمها في أميركا الوسطى والجنوبية من جنوب المكسيك إلى البرازيل، ومتوسط عمر القرود حوالي 22 عاماً في البرية.
وقرد الميمون من القرود الاجتماعية ويعيش في مجموعات كبيرة تشمل في المقام الأول الإناث وصغار القرود التي يقودها قرد الميمون المسيطر.
القرود تخدم الإنسان بطرق مختلفة، تستجيب بشكل جيد للأوامر البشرية، ويتم تدريبها على غسل الأطباق، وفتح الزجاج.