أصبحت الكمبيوترات اللوحية في وقتنا الحالي، على مختلف أشكالها وأنواعها، من أشهر الأجهزة التكنولوجية التي يرغب في اقتنائها الصغير قبل الكبير، وأصبحت اليوم هي بمثابة الجهاز المفضل للمئات من الزبائن الراغبين في شراء كمبيوتر شخصي جديد، حيث باتت البديل الرئيسي عن الكمبيوترات المكتبية والخيار الأول قبل الكمبيوترات المحمولة «اللاب توب». ومع هذه الشهرة ومع ازدياد الطلب على مثل هذه الكمبيوترات اللوحية، بدأت الشركات التكنولوجية بتركيز طاقاتها وتوجيه قدراتها وتقنياتها إلى خطوط إنتاج مثل هذه الأجهزة، وبدأت في نفس الوقت معظم هذه الشركات بدراسة ذوق ورغبات المستهلكين لتأتيهم بالأجهزة اللوحية التي ترقى إلى متطلباتهم وحاجاتهم ورغباتهم الكثيرة والمتعددة في مثل هذه الأجهزة والكمبيوترات اللوحية. اليوم بات علينا نحن محبي التكنولوجيا والمهتمين بصغيرها قبل كبيرها، أن نساير ما تأتينا به هذه التكنولوجيا من حلوٍ ومرٍ، وبات علينا في الوقت نفسه أن نعترف ولو ضمنياً أن هذه التكنولوجيا أصبحت تسيطر علينا تماماً، مع الاعتذار للزملاء والقراء الأعزاء الذين يظنون أن بمقدورهم اليوم السيطرة على هذه التكنولوجيا، وأنهم هم من يسيرونها وليست هي التي تسيرهم، وإن كان هذا صحيحاً فهو كذلك، كان بالأمس القريب، الذي لم يعد منه سوى ذكري فقط، أما اليوم وبعد الطفرة تلو الطفرة التي نراها يومياً من شركات نعرف أسماءها وقد لا نعرف، باتت هذه التكنولوجيا وغيرها... هي صاحبة الكلمة وهي بمثابة الآمر الناهي، وأصبحت تقودنا حيث وأينما تشاء، والمستهلك بدون حول ولا قوة، فكل ما تأتيه به هذه التكنولوجيا من إمكانيات وميزات، تسيطر عليه، وتجعله مسيرا وليس مخيرا في أغلب وأكثر الأحيان. طفرة الكمبيوتر اللوحي لم يكن ظهور الأجهزة اللوحية «غير الذكية»، والتي كانت تسمى بكمبيوترات الـ «تابليت»، والتي شهدنا بداياتها مطلع عام 2000، وبالتحديد عام 2002 عندما أعلنت شركة مايكروسوفت الأميركية برئاسة بيل جيتس، أنها ستطلق أول كمبيوتر «تابليت» يعمل بقلم خاص وذلك ضمن نظام التشغيل ويندوز، هي بمثابة شرارة انطلاق تكنولوجيا الكمبيوترات اللوحية فحسب، بكل كانت فكرة هذه الكمبيوترات هي «الدينامو» والمحرك للعشرات من الشركات التكنولوجية التي حاولت أن تأتي بكمبيوترات «تابليت» أو «لوحية ذكية»، تمتاز بالذكاء الصناعي والميزات والمواصفات الكثيرة والمتعددة التي لم يأت بها كمبيوتر «التابليت» الخاص بشركة مايكروسوفت، جنباً إلى جنب الشكل الأنيق، النحيف والخفيف الذي جاءت عليه الكمبيوترات اللوحية التي شهدنا انطلاقها عام 2010، عندما أعلنت شركة آبل، برئاسة الراحال ستيف جوبز، عن إطلاق أو كمبيوتر لوحي ذكي في العالم، والذي تغير مع إطلاقه عصراً كاملاً، وجاء بجيل جديد من التكنولوجيا المحمولة، باتت اليوم وفي عصرنا الحالي، الحل الأمثل والخيار الأسهل لملايين الأشخاص الباحثين عن شراء كمبيوتر شخصي أو محمول جديد. تقرير التحليلات الاستراتيجية يُظهر تقرير التحليلات الاستراتيجية اللاسلكية للمؤسسات WES» «Strategy Analytics Wireless Enterprise، من خلال تقرير المبيعات العالمية للأجهزة اللوحية لفئة الأعمال (Global Business Tablet Sales, 2010-2015)، والصادر من الولايات المتحدة الأميركية، مدى النمو الهائل في توزيع الأجهزة اللوحية، وذلك بمعدل أربعة أضعاف ليصل إلى 30 مليون وحدة في 2011، ومن المتوقع أن ينمو لما يزيد على 40 مليون وحدة في 2012. ووفقاً لهذا التقرير، ستندفع عجلة نمو توزيع الأجهزة اللوحية بفضل مجموعة من العوامل، منها الطلب الواسع على هذه الأجهزة وأسعار الجملة المنخفضة وقنوات التوزيع الآخذة بالاتساع. ومن الأمثلة المناسبة لهذه الأجهزة اللوحية، والتي تمكنت وخلال فترة بسيطة جداً من لفت نظر الزبائن على مختلف مستوياتهم، وتوجيه انتباههم إليها، هو الكمبيوتر اللوحي الغني عن التعريف، آي باد من شركة آبل الأميركية، والذي يعتبر اليوم هو صاحب نصيب الأسد من حصة السوق الإجمالية من مبيعات الأجهزة اللوحية، يليه في المرتبة الثانية جهاز شركة أمازون الأميركية أيضاً كيندل فاير، والذي تمكن وفي زمن قياسي من حجز اسم له في هذا السوق التكنولوجي الكبير، يليه أجهزة شركة سامسونج الكورية من نوع جالاكسي تاب، والتي تعتبر هي والأجهزة اللوحية من شركة أسوس التايوانية، من أهم وأكثر المنافسين شراسة لشركة آبل في عالم وسوق الكمبيوترات اللوحية. السحابة الإلكترونية وهي التي ستشهد طفرة كبيرة عما قريب، وذلك حسب رأي العديد من الخبراء والمختصين في مجال الكمبيوترات اللوحية، والتي أصبحت هذه الأخيرة تعتبر مثل هذه السحابات الإلكترونية، البديل الرئيسي والأساسي لها اليوم وفي المستقبل القريب جداً، عن التخزين على الأقراص الصلبة أو الذاكرة الخارجية، ولعل السبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى ازدياد الاعتماد على الكمبيوترات اللوحية والأجهزة الذكية، ما جعل الكثيرين يستخدمونها في جميع مناحي الحياة، وأصبحت مثل هذه الأجهزة هي بمثابة خزنة الأسرار للعديد من المستخدمين. وأصبحت في نفس الوقت هي الوسيلة الرئيسية التي يعتمد عليها مثل هؤلاء لتخزين وحفظ ملفاتهم الخاصة والمهمة. ما يجعل هذه المواد والملفات الخاصة عرضة للتلف أو الضياع «بضياع أو سرقة الكمبيوتر اللوحي»، ولهذا بات البحث عن بديل حقيقي وأساسي لحماية هذه الملفات والمواد الخاصة، أحد أهم الضروريات التي تأتي مع الكمبيوترات اللوحية والأجهزة الذكية، ولم تعد تعتبر من الكماليات، ومن هنا جاءت السحابة الإلكترونية، كوسيلة لحفظ وتخزين المواد والملفات الخاصة والمهمة والحساسة، بدلاً من تخزينها على الأقراص الصلبة أو الذاكرة الخارجية التي تأتي بالأجهزة اللوحية. سهولة التعامل تعتبر الأجهزة اللوحية وسيلة فعالة للاستفادة القصوى من وسائل الإعلام الاجتماعية، أو الخاصة، وبفضل سهولة حملها، فلا يتعين عليك الانتظار حتى تتمكن من العمل على كمبيوترك للاستجابة لعملائك عبر مواقع «فيسبوك» و»تويتر» وغيرها، ويمكنك وأنت في أي مكان أن تتواصل مع الأهل والأصدقاء، بسهولة ويسر، دون الحاجة إلى التعقيدات التي تأتيك بها الكمبيوترات الشخصية. ونظراً لطول عمر بطاريتها التي تتجاوز في أغلب الأحيان 8 ساعات عمل، فهذا يجعل من الأجهزة اللوحية، الخيار المناسب للعديد من الأشخاص، وخصوصاً في الرحلات أو السفر، واعتبارها البديل الرئيسي عن الكمبيوترات المحمولة، لأن كمبيوترات اليوم اللوحية أصبحت توازي إن لم تكن تتفوق على العديد من الكمبيوترات الشخصية والمحمولة، في العديد من المزايا والمواصفات والخصائص. عالم جديد قد لا يعتبر العديد من الزبائن أن الكمبيوترات اللوحية التي تطرح بشكل مستمر في الأسواق في أيامنا هذه، هي البديل المباشر والرئيسي عن الكمبيوترات الشخصية المكتبية أو المحمولة، لعجزها عن أداء بعض المهام التي تقوم هذه الأخيرة بها، ولكن! ومن المؤكد إذا كانت مثل هذه الكمبيوترات اللوحية عاجزة عن تلبية بعض الوظائف والمهام التي تقوم بها الأجهزة الشخصية، فمن المؤكد أن الكمبيوترات اللوحية الجديدة والتي سنشهد ظهور وطرح بعضها خلال هذا العام، ستأتينا بتقنيات وتكنولوجيا ستكون قادرة على جعل زبائن الكمبيوترات الشخصية، يتحولون إليها ويغضون النظر عن الكمبيوترات التقليدية القديمة بنوعيها، المحمول والمكتبي.