فاطمة المزروعي: الكتابة القصصية للطفل امتزاج الواقع بالمتخيل
سلمان كاصد (أبوظبي) - تعد الباحثة والقاصة الدكتورة فاطمة حمد المزروعي إحدى المبدعات القلائل، التي يبدو عليها التنوع ما بين النتاج القصصي والأكاديمي، إلى الكتابة القصصية للطفل، وهي بذلك تنوع في خطابها المعرفي، أديبة وأستاذة جامعية صدر لها كتابان في النقد الأدبي، وهما “تمثيلات الآخر في أدب قبل الإسلام” عام 2007، ثم “المنافرات في أدب قبل الإسلام” 2009، كما صدر لها في القصة القصيرة مجموعة قصصية بعنوان “نهار الظباء” 2010، وصدر لها خلال معرض أبوظبي للكتاب في دورته الثانية والعشرين قصتان للطفل هما :”هند تضيع قصصها” و”مغامرات القرد الصغير”.
وبمناسبة صدور هاتين القصتين التقتها “الاتحاد” فتحاورت معها حول طبيعة كتابتها، وفي مستهل الحديث معها، قالت عن اهتمامها بقصة الطفل بعد تجربتها في النقد الأدبي: “لم يكن جديداً أن أهتم بهذا الحقل الإبداعي المهم، كوني كتبت القصة القصيرة، وقد جئت من أردانها، هذا بالإضافة إلى أنني عندما كنت طفلة تفتحت على رواية وسرد الأحداث والقصص المدهشة، بعكس ما كان أبناء جيلي من الصغار الذين كانوا يمارسون ألعابهم الطفولية، إذ كنت أروي لهم الحكايات التراثية العربية القديمة والحكايات الإماراتية، ولكن بشكل مناسب ومبسط يتوافق مع ما كنا فيه من أعمار”.
وعن قصتيها “هند.. تضيع قصصها” و”مغامرات القرد الصغير” وهما جديدا المزروعي في هذا الحقل الأدبي الموجه إلى الطفل، قالت “بداية اتصلت بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كي أستأذنهم بطباعة هاتين القصتين، باعتبار أن كتبي السابقة جميعها قد صدرت من هذه المؤسسة الثقافية المهمة، والتي دعمت نتاجاتي منذ بداية نشرها، لكني فوجئت برغبتهم أن يتولوا طباعة القصتين وكان هذا مصدر سعادتي”.
وأضافت: “أتناول في قصة “هند تضيع قصصها” حكاية طفلة اسمها هند، تفقد قصصها في المطار وهي تنوي السفر، وتظل حائرة تبكي على قصصها، وتسأل جميع الركاب في الطائرة كي يحكي لها كل واحد منهم حكاية، من أجل أن تسلي نفسها، فتسمع عن شغف الجاحظ “الكاتب العربي البصري” في القراءة وما روي عن سقوط كتبه عليه، مما أدى به إلى الموت، فتحمد ربها على ما توافر لها الآن من أسباب التكنولوجيا لكي تحفظ نصوصها، وكان حوارها مع مضيفة الطائرة يبين أن الكتب لا تغني أيضاً عن الحياة، ولكن علينا أن نقرأ ونتأمل”.
وعن حكايتها الثانية “مغامرات القرد الصغير” قالت: “تدور الحكاية عن ولد صغير كثير الحركة اسمه “جاسم” يتعرض للانتقاد الدائم من قبل أخيه الأكبر بسبب نشاطه المفرط، فيقترح الكبير أن يعاقب جاسم، فيلجأ الأخير إلى غرفته، ويبدأ بقراءة كتاب عن عالم القرود وهو يحتضن لعبته القرد، هنا تمتزج القصة لدى بين حالتي الواقع والخيال، حيث تتحول الدمية إلى قرد حقيقي يسحب جاسم إلى داخل الكتاب، فيطل البطل على عالم القرود العليا، فيلاحظ ما في الحياة الاجتماعية التي يعيشها القرود، فيتعرف على الثواب والعقاب داخل هذه الحياة”.
وعن كتابها الثالث وهو مجموعة قصصية بعنوان “نهار الظباء” والذي صدر عن مشروع (قلم) قالت المزروعي: “ضمت المجموعة عدداً من القصص القصيرة وهي “وجه الشبه” و”جمعة المغني” و”الشرخ” و”الصوت الخشن” و”القمر المخطوف” و”ضحكة الديك” و”في ظهيرة أغسطس” و”الأريكة” و”أم صنقور” و”المشهد” و”الغزالة والتمساح” و”ميم.. مريم”.
وعن الفرق الذي تجده الدكتورة فاطمة حمد المزروعي في إصدار هذه القصص الموجهة للطفل عما هو مطروح في ساحة الكتابة للطفولة قالت: “إنني أجد محاولاتي للمزج بين الخيال والواقع هي التجربة المهمة في كتابتي، إضافة إلى أنني لا أقدم قصصاً تراثية وليست حديثة تماماً، وإنما أمزج بين الحكاية القديمة والجديدة مثل حكاية الجاحظ بأسلوب سلس، وبطريقة محببة للأطفال دون أن تشعر بغرابتها ولا واقعيتها، أيضاً في هذه القصص أثيرت بعض التساؤلات للأطفال دون تقديم إجابة عنها مثل قصة “مغامرات القرد الصغير”، حيث نفاجأ في نهاية القصة أن الطفل بعد أن يعود إلى واقعه يجد في يده ورقة خضراء من الغابة، فكيف أتى بها إذا كان هو قد دخل في عالم خيالي وأصبح هنا شيئاً مادياً.. ذلك هو التساؤل الذي يحفز ذهن الطفل على الغرابة في القصة”.