كندة حنا.. الجرأة والتهور والدلع أدوات نجاحها
سندريلا الدراما السورية كندة حنا، تتألق في الموسم الرمضاني الجديد بثلاثة أعمال دفعة واحدة، لتكرّس نجوميتها التي توطدت في الموسم الماضي بستة مسلسلات، حيث سجلت الرقم القياسي بين الفنانات، وأصبح مجموع مشاركاتها منذ تخرجها في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2006 وحتى الآن أكثر من عشرين مسلسلاً وثلاثة أفلام سينمائية، عدا مشاركاتها المسرحية.
سباق مع الزمن
كندة تعيش في سباق مع الزمن، لا تضيّع فرصة ثمينة أو دوراً مهماً على مبدأ “إذا هبت رياحك فاغتنمها”، وهي تتواضع حين تعتبر أنها مازالت في أول الطريق، وأن جميع الأعمال التي تلعبها “تمرينات” تصقل مواهبها، وتشحذ أدواتها. وقد انتهت مؤخراً من تصوير دورها إلى جانب الفنان الكبير صلاح السعدني في أول مشاركة لها في الدراما المصرية من خلال مسلسل “بيت الباشا” إخراج هاني لاشين، حيث تلعب شخصية فتاة مصرية متزوجة من رجل غني يسيء معاملتها، ويعتدي عليها بالضرب، فتلجأ إلى والدها، ليخلصها من هذا الجحيم، وبالمصادفة تقابل صديقه “صلاح السعدني” الذي يقع في حبها، لأنها تشبه زوجته الراحلة، فيخلصها من الزوج العصابي المستبد، ثم يتزوجها لتصبح زوجته الرابعة. أما بقية تفاصيل الحكاية وكيف ستعيش “كندة” مع “صلاح” فنتركها للمسلسل حين عرضه في موسم رمضان المقبل.
كما انتهت كندة من تصوير دورها في مسلسل “أسعد الورّاق” للمخرجة الشابة رشا شربتجي، حيث تلعب دور “ليلى” التي تحب أسعد “تيم حسن”، لكن الأخير يدخل السجن، فيجبرها والدها على الزواج من شخص آخر، ليعود أسعد فيجد حبيبته وقد تزوجت، فيقبل بأختها الأكبر منيرة “أمل عرفة”. وهذا المسلسل مأخوذ عن رواية للكاتب الراحل صدقي إسماعيل، وقد سبق أن أنتج عنها مسلسل يحمل الاسم ذاته قبل أكثر من ثلاثين عاماً وأخرجه علاء الدين كوكش، وقد اعتبر حينها من أجمل المسلسلات السورية، ولعب أدوار البطولة فيه هاني الروماني ومنى واصف وملك سكر.
سميحة في “صبايا”
وتشارك كندة في الجزء الثاني من مسلسل “صبايا” مع المخرج فراس دهني، بذات الشخصية التي لعبتها في الجزء الأول وهي سميحة الطالبة الجامعية إلى جانب الفتيات الأربع الأخريات، حيث حقق المسلسل حضوراً جيداً في الموسم الماضي، ولاسيما أن البطولة المطلقة فيه كانت للفتيات الخمس، ونظراً لنجاح هذا العمل وشعبيته، فقد أصبح الناس ينادون كندة عندما يصادفونها في الشارع أو في أي محل عام باسم “سميحة”، وهو ما تعتبره دليلاً على نجاحها في لعب الشخصية وعلى نجاح العمل بشكل عام. أما شخصية سميحة في الجزء الثاني فستختلف قليلاً، وستصبح أكثر اتزاناً وعقلانية عما كانت عليه في الجزء الأول، مع محافظتها على الدلع وطابعها المرح الذي أحبه الجمهور.
وإلى هذه الأدوار الثلاثة التي تلعبها كندة، فهي ستشارك في مسلسل بدوي مع المخرج حاتم علي، كما سيكون لها حضور في مسلسل “بقعة ضوء” بنسخته الجديدة الجاري تصويرها حالياً.
جريئة ومتهورة
تعتبر كندة نفسها فنانة مندفعة إلى حد التهور، وهي سريعة في اتخاذ القرارات، وقد أدت جرأتها الفنية إلى الإسراع في انضاج نجوميتها، فقد لعبت أدواراً جريئة جداً، وقدمت شخصية الفتاة المعاصرة والمنفتحة في أكثر من شخصية. ففي مسلسل “قلوب صغيرة” جسدت دوراً درامياً صعباً، بشخصية فتاة صغيرة تتعرض للاغتصاب وتدخل السجن، وفي مسلسل “زمن العار” لعبت شخصية “رانيا” الطالبة الجامعية التي تبهرها المدينة ومغرياتها وتعيش بلا مسؤولية، فتندفع في علاقة مع تاجر أمي، رغم معارضة أهلها الشديدة، ما ينعكس سلباً على حياتها ومصيرها. وكذلك لعبت دوراً مشابهاً وحاداً في مسلسل “قاع المدينة” لسمير حسين، وهي تتبنى هذه الأعمال الجريئة التي تكشف المستور، وترى أنها أعمال جادة تسلط الضوء على مشكلات حقيقية في المجتمع مسكوت عنها، وهي ضرورية لتوعية الفتيات، حتى لو كانت صادمة، فالحقيقة عندما تعلن وتشهر تفيد في التوعية، وفي محاربة السلوك المنحرف ووقف الممارسات الخاطئة لبعض الفتيات.
حلم الأكشن!
قبل تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية اختارها المخرج المصري يسري نصر الله للمشاركة في فيلمه “باب الشمس”، وبعد التخرج قامت بدور بطولة في فيلم “حسيبة” للمخرج ريمون بطرس، حيث جسدت شخصية زينب ببراعة، ولاسيما أن هذه الشخصية صعبة ومركبة، وذات حالات انفعالية شديدة. وهي تعتز بهذا الدور كثيراً، فشخصية زينب التي لعبتها في الفيلم، مثال لفتاة شامية محكومة بالعادات والتقاليد، تتفتح أنوثتها في ظل وجود شاب غريب في بيتها هو فياض، فتحبه في وقت كانت الأم مغرمة به أيضاً!. مما يثير صراعاً بين الأم “حسيبة” والبنت “زينب” التي تفوز في نهاية المطاف، وتتزوج من فياض، لكنه يهاجر إلى فلسطين، مما يجعلها تصاب بحالة من الإحباط والهستيريا، حتى تبدو وكأنها مجنونة.
وتعتبر كندة أن هذه الشخصية كانت بمثابة اختبار لقدراتها وأدواتها الفنية، إذ أن الشخصية مركبة وغنية جداً، وقد نجحت في الاختبار بدرجة امتياز، مما فتح أمامها أبواب السينما. فقد شاركت في فيلم “حراس الصمت” عن رواية “فسيفساء دمشقية” لغادة السمان وإخراج سمير ذكرى، وسبق لها أن لعبت الدور الرئيسي في فيلم “دمشق يا بسمة الحزن” عن رواية ألفت الإدلبي وإخراج ماهر كدو. ولأنها تعشق السينما، فإنها تطمح إلى أدوار سينمائية جديدة ـ ربما تكون في الطريق ـ وإن كانت تفضل أفلام الإثارة والأكشن، على الطريقة الأميركية !.
هكذا تحققت شهرتها
تعتبر كندة حنا أن شخصية “بيسان” التي لعبتها في مسلسل “رياح الخماسين” قدمت لها الكثير على صعيد الشهرة والانتشار. وإذا كانت الأدوار الجريئة والمعاصرة قد كرستها كنجمة في الدراما السورية، فإن “دلعها” على الشاشة قد جعلها قريبة من قلوب المشاهدين، وهي سعيدة بمحبة الجمهور لها، وتنفي أن تكون الشخصيات التي تلعبها مشابهة لها، وإن كان بعضها يتقاطع معها نفسياً، واللافت أنها لا تزال تعتبر نفسها جديدة في الوسط الفني، وفي بداية مسيرتها الفنية، رغم أنها حققت أعلى رقم من المسلسلات والأفلام في سنوات قصيرة.
المصدر: دمشق