توقعت الإدارة الأميركية أمس استمرار الكارثة البيئية والاقتصادية الناجمة عن التلوث النفطي في خليج المكسيك قبالة جنوبي الولايات المتحدة حتى شهر أغسطس المقبل على الأقل. وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن سلطات بلاده ستستخدم كل الطرق “المسؤولة” لسد البئر المتسرب منها النفط بعد فشل آخر محاولات شركة “بريتش بتروليوم” لحقنها بالطمي وإغلاقها بغطاء اسمنتي. وقالت كبيرة مساعدي باراك أوباما لشؤون الطاقة وتغير المناخ كارول براونر في مقابلة مع شبكة “سي. بي. اس” التلفزيونية الأميركية “إن الحكومة الأميركية تستعد للأسوأ، إذ يمكن أن يستمر تدفق النفط حتى أغسطس عندما تكتمل آبار التصريف”. وأضافت أن أحدث جهود الشركة لجمع واحتواء النفط لن تقدم حلاً دائما أو تحول دون تسرب النفط إلى البحر حتى ولو نجحت. وتابعت “نحن كنا مستعدين للأسوأ منذ البداية”. وقال أوباما خلال بيان أصدره في شيكاجو، حيث تفقد التلوث النفطي للمرة الثانية، "في حين تلقينا تقارير متفائلة بشأن عملية سد البئر فقد اتضح الآن انها لم تنجح" وذكر أن المسؤولة في خفر السواحل الأميركية المشرفة على العملية الأميرال ماري لاندري وجهت "بريتش بتروليوم" لبدء إجراء جديد حيث سيتم قطع الانبوب الرأسي ووضع جهاز احتواء فوق التسرب". وأضاف أن المحاولة الجديدة لوقف تسرب النفط ستكون صعبة وتستغرق عدة ايام ولم يتم تفعيلها حتى الآن لأنها تشكل أخطاراً ولم تتم تجربتها من قبل على عمق مماثل لعمق البئر. وخلص إلى القول وتابع "إن كل يوم يمر مع استمرار هذا التسرب، يمثل تعدياً على أهالي منطقة خليج المكسيك وعلى سبل معيشتهم". وقال أوباما، مخاطباً سكان ساحل خليج المكسيك، من شاطئ جراند إيل "لن نتخلى عنكم ولن نترككم وراءنا، نحن معكم وسنراقب ذلك بأعيننا". وأضاف "يشكل هذا أكبر أولوياتنا ويستحق استجابة على قدر المهمة وجهودنا سوف تستمر بكل قوتها بغض النظر عن النتيجة". وقد أعلنت "بريتش بتروليوم" أنها تخلت عن محاولاتها الفاشلة لسد البئر وركزت على خطة لوضع سقف احتواء على رأسها. وقال كبير المسؤولين التنفيذيين في الشركة توني هايوارد إنها مستعدة لبذء العملية الجديدة فوراً. وأضاف "بناء على ما نعرفه الآن، نعتقد أن سقف الاحتواء هو أكثر الوسائل فاعلية لتقليل تأثير تسرب النفط على الحياة البيئة في الخليج وعلى أهالي المنطقة إلى الحد الأدنى". وقال كبير مسؤولي العمليات في الشركة دوج سوتليس خلال لقاء يومي مع خفر السواحل الاميركية في هيوستن "نعتقد أن السقف سيحتجز معظم النفط إذا نجح هذه العملية ستستغرق أربعة أيام أو أكثر قبل ظهور نتائج". وأضاف أن عملية سد البئر او ضخ سوائل ومواد ثقيلة داخل مانع منهار عند رأس البئر توقف تدفق النفط والغاز إلى الخليج. وقالت ماري لاندري خلال اللقاء نفسه ان الحل الوحيد المؤكد هو بئر تنفيس يجري حفرها لاعتراض وسد البئر وإن الامر يتطلب حسن التصرف مع توقعات واستياء الاهالي فيما كادت الكارثة البيئية والاقتصادية الناجمة عن التلوث النفطي تدخل اسبوعها السابع. وتعكف الشركة بالفعل على حفر بئر التنفيس لكنها لن تكون جاهزة قبل شهرين على اقل تقدير. وسادت الولايات المتحدة حالة من الإحباط الشديد عقب فشل عملية "بريتش بتروليوم". وتظاهر عدد من نشطاء حماية البيئة أمام محطة بنزين تابعة في لشركة "بريتش بتروليوم" في نيويورك، احتجاجاً عي فشل جهود وقف التسرب حتى الآن. كوبا في حالة ترقب بسبب التلوث النفطي هافانا (رويترز) - أغلقت كوبا شواطئ ساحلها الشمالي على خليج المكسيك أمام المصطافين هذا الأُسبوع وسط إشاعات بأن النفط المتسرب في الجزء الأميركي من خليج المكسيك أدى إلى لجوء أسماك القرش إلى المياه الإقليمية الكوبية. واستنكرت الصحف الرسمية الكوبية تلك الشائعات بوصفها كاذبة وأعيد فتح الشواطئ، ولكن الأمر عكس مخاوف من أن التلوث النفطي الضخم سيصل إلى كوبا ويلحق دمارا بجزيرة لم تمسها، نسبياً، المشكلات البيئية العصرية. وقال مسؤول في صندوق حماية البيئة الكوبي إن أكثر المناطق تعرضاً للخطر من التسرب النفطي منطقة الساحل الشمالي الغربي لكوبا، حيث توجد شعاب مرجانية وأعشاب بحرية توفر بيئة ملائمة لتربية أنواع كثيرة من الأسماك والكائنات البحرية بينها حيوانات مهاجرة معرضة لخطر الانقراض مثل السلاحف البحرية وأسماك القرش وخراف البحر. وقد يلحق التلوث النفطي كذلك ضرراً بصناعة السياحة الكوبية المتركزة في الشواطئ والتي درت أكثر من ملياري دولار أميركي العام الماضي بنسبة 20% المئة من دخل كوبا من العملات الأجنبية.