أحمد النجار (دبي)

بعد أكثر من 30 عاماً في الحقل التعليمي والتربوي، نال أحمد مختار أحمد البلوشي عام 2015 جائزة أوائل الإمارات بصفته أول معلم كفيف في دولة الإمارات، وهو أيضاً مدرب تربية خاصة ومتخصص إعاقة بصرية، يعمل في حقل التدريس منذ 36 عاماً، ويحمل شهادة بكالوريوس لغة عربية وتربية خاصة، وهو من مواليد 1954.
وقال أحمد مختار إنه بدأ العمل في مركز المعاقين بدبي التابع لوزارة تنمية المجتمع عام 1982، وقام بتعليم الأطفال المكفوفين حيث واجه العديد من التحديات مثل عدم وجود متخصصين لتعليم المكفوفين أو مناهج بطريقة «برايل» فبدأ بطباعة معظم المناهج بوسائل بسيطة حيث لم تكن التقنيات الحديثة متوافرة في ذلك الوقت، فأصبح كل طالب يملك منهج وزارة التربية والتعليم مطبوع بطريقة «برايل»، وإلى جانب طباعة المناهج قام بتعليم الأطفال المكفوفين حتى تمكنوا من القراءة والكتابة. وهو أول معلم كفيف قام بتعليم المكفوفين في الدولة، وتدريب عدد من المعلمين والمعلمات على طريقة «برايل» لمعظم المواد الدراسية، وكان يتواصل بشكل مستمر مع أولياء أمور الطلاب أصحاب الهمم وتوجيههم وتدريبهم على كيفية التعامل مع أطفالهم المكفوفين ومساعدتهم في المذاكرة وحل الواجبات، وتخرج عدد كبير من الطلاب والطالبات، وحالياً يعملون في دوائر حكومية مختلفة بعد اتمامهم دراستهم الجامعية.

غياب الثقة
وأكبر تحدٍ واجهه أحمد في مشواره التعليمي والتربوي، يكمن في معارضة بعض أسر أصحاب الهمم في إرسال الأبناء إلى مراكز المعاقين، بسبب عدم وجود الثقة بين الأسرة والمعلم الكفيف إلى أن لاحظوا تغير مستوى أبنائهم العلمي والاجتماعي وظهور الأجهزة والتقنيات والمطابع فأصبحت أسر طلاب أصحاب الهمم تبادر في إرسالهم إلى ميادين التعليم خاصةً من بعد دمج أصحاب الهمم في المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم. ولفت أحمد إلى أن عمله التربوي استمر في هذا المجال، حيث كلف من وزارة التربية والتعليم لمتابعة الطلاب المكفوفين المدمجين في مدارس الدولة، ولا زال يعطي ورش عمل ومحاضرات في المدارس للمعلمين والمعلمات في مجال التعليم وكيفية التعامل مع الأطفال المكفوفين داخل الأسرة أو في ميدان التعليم، وتمكن خلال مسيرته التعليمية، من توفير عدد كبير من الوسائل والمجسمات التي تساعد المعلم في عملية تعليم الكفيف لجميع المواد العلمية مثل الرياضيات والعلوم وطريقة «برايل». وقال: «عند ظهور الأجهزة والتقنيات الحديثة للمكفوفين التي تعمل عن طريق برامج ناطقة أو أسطر «برايل» الإلكترونية بدأت بتدريب الطلاب والطالبات المدمجين في المدارس، وما زلت على رأس عملي في وزارة التربية والتعليم «قسم التربية الخاصة» وأقوم بجميع المهام الخاصة بتعليم المكفوفين ومتابعة أصحاب الهمم في المدارس.

واحة إيجابية
واستطاع أحمد أن يعكس خبراته في مناخ بيئته الأسرية، ليجعلها واحة إيجابية ملهمة، فلديه خمسة أبناء، أكبرهم في أول سنة جامعة وأصغرهم بالصف الخامس، وهو دائماً بجانبهم لمساعدتهم في التعليم، ويستمتع في الاستماع إلى الأمور العلمية التي يقرأها له أبناؤه عندما يساعدهم في دروسهم وخاصةً في مجال الكيمياء والفيزياء والأحياء، وذلك لأن مستوى المناهج في الستينيات والسبعينيات لم تكن بهذا المستوى، ودائماً يشجع أبناءه على القراءة واستغلال التقنيات في البحث عن المعرفة والإطلاع، أما بالنسبة لروتينه اليومي فجزء منه للعمل وجزء للجلوس مع الأسرة والأبناء، أما قضاء وقته خارج المنزل فهو قليل جداً، وأحياناً يذهب إلى جمعية الإمارات لرعاية المكفوفين للالتقاء بالأصدقاء ومساعدة بعض الأطفال المكفوفين.
وحول طقوسه الرمضانية التي يحرص على ممارستها في ليالي الشهر الكريم، ذكر أحمد بأنه يقض شهر رمضان موزعاً وقته بين التزاماته في العمل ومسؤوليات الأسرة، ويحرص على التواجد مع الأبناء كالعادة إلى جانب العبادة كالصلاة وقراءة القرآن الكريم من خلال سطر«برايل» الإلكتروني وزيارة بعض الأصدقاء المقربين والأقارب.