عبدالكريم العلي: توعية الأبناء وتثقيفهم بيئياً يتصدر ان أهدافنا
فور انطلاق مركز البحوث البيئية عن «نادي تراث الإمارات» في منتصف تسعينيات القرن الماضي؛ سعت إدارته جاهدة إلى إنجاز الدراسات والأبحاث البيئية والاستفادة منها في إقامة المشاريع والبرامج، وتسخيرها لتعزيز ونشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع والتعاون مع الجهات المختصة في تحقيق ذلك، فضلاً عن إعداد كادر من الشباب المثقف بيئياً وتأهيل قادة بيئيين تلقى على عاتقهم قيادة المسيرة البيئية في الدولة مستقبلاً.
يتصدى مركز البحوث البيئية لمجموعة برامج ومشاريع هدفها الأعلى حماية البيئة والتوعية بشأنها.
ويدير المركز -بالإنابة- الأستاذ عبدالكريم حسن العلي، الذي عرّفنا في الحوار معه إلى مهام وأهداف ووحدات ومرافق المركز وتطلعاته المستقبلية.
يقول العلي بداية مشيراً إلى الوحدات التي يتألف منها المركز: «تنبثق عن المركز عدة وحدات، لكل منها مهام محددة. فوحدة «المشاريع والبرامج البيئية» تعنى بتنفيذ ومتابعة المشاريع البيئية في جزيرة السمالية والمواقع الأخرى مثل (بحيرات الفلامنجو، مزرعة الأسماك، مفاقس وأحواض الطيور، مزرعة النعام، مناحل العسل، استزراع القرم) كما نقوم بالإشراف على برنامج تنمية الحياة البرية في الجزيرة وغيرها بواسطة إطلاق الغزلان والطيور. ونشرف على برامج السياحة البيئية وتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع الهيئات والجهات البيئية المختلفة. والتنسيق مع الاستشاري في الجزيرة لتصميم المواقع البيئية المختلفة».
ولاينسى العلي الإشارة إلى أن «العمل على تنفيذ المشاريع البيئية يتم بعد دراستها المستفيضة من خلال قسم الدراسات والأبحاث البيئية».
توعية وتدريب
يتقدم أهداف المركز هدف توعية أبناء الدولة وتثقيفهم بيئياً، لذا يطلق المركز مجموعة أنشطة يشير إليها العلي ويقول: «نعمل على إعداد وتنفيذ محاضرات بيئية لطلبة المدارس والجامعات والهيئات المختلفة في إمارة أبوظبي، وتنظيم الدورات التدريبية للطلبة والفئات الأخرى من المجتمع، فضلاً عن إعداد وتنفيذ ونشر المطبوعات البيئية التوعوية وإنشاء مكتبة بيئية، وكذلك أفلام وبرامج تلفزيونية بيئية توعوية وتوزيعها على القنوات التلفزيونية المختلفة، إلى جانب إنشاء النوادي البيئية في المدارس والإشراف عليها. واستقبال وإعداد برنامج بيئي لضيوف الجزيرة».
ويتوقف العلي عند برامج التثقيف والإصدارات البيئية لمختلف الفئات العمرية الأطفال والناشئة والبالغين، فيقول: «هناك برامج بيئية لطلبة المدارس والجامعات تتمثل في محاضرات وورش عمل وبرنامج تعرف على السمالية. وإصدارات للأطفال كسلسلة قصة حياة (حياة قطرة، حياة سدرة، حياة نحلة)، وسلسلة سلوكيات (وطني بيئتي)، وملصقات (طوابع مدرسية)، وألعاب (تسلية بيئية) وإصدارات التربية البيئية- النبات والتلوث».
دراسات وتجارب
تضطلع وحدة الدراسات والأبحاث البيئية في المركز بعدة مهام، يشير إليها العلي، ويقول: «نختص هذه الوحدة بإجراء البحوث والدراسات والتجارب البيئية في جزيرة السمالية والمرافق الأخرى. كما يتم تنفيذ البرامج ذات الطابع البحثي مثل إعداد الأطلس البحري للإمارات. ونقوم بالإشراف العلمي على برامج التوعية البيئية من حيث صحة ودقة المعلومات البيئية فيها، وعلى المطبوعات البيئية من حيث دقة وصحة المعلومات فيها. وكذلك إعداد أوراق البحث العلمية للمشاركة بها في المؤتمرات الداخلية والخارجية. ودراسة وتقييم الأثر البيئي لأي مشروع ضمن مرافق النادي لضمان تنفيذه بالمعايير البيئية الصحيحة. فضلاً عن إشرافنا على المختبر البيئي، وشاطئ السلاحف، وتجارب البيت الزراعي».
ويضيف العلي مشيراً إلى الأطلس البحري: «أتممنا المرحلة الأولى من الأطلس البحري لإمارة أبوظبي، وكانت أهم نتائجه جعل المنطقة البحرية لجزيرة مروح منطقة محمية، وذلك من خلال تنظيم ورش عمل بيئية يشارك فيها عدد من الخبراء والعلماء المختصين في مجال البيئة البحرية، ويشارك فيها أبناء الدولة من أجل صقل مواهبهم البحثية وحثهم على ابتكار الجديد من أساليب البحث لدراسة البيئات البحرية والساحلية».
مسابقات متنوعة
يطلق المركز 3 مسابقات سنوياً تعنى بمجالات البيئة، تهدف جميعها إلى إبراز قدرات طلبة المدارس وحشد طاقاتهم الفكرية، إضافة إلى تثقيفهم وتشجيعهم حيال البيئة المحلية. يشير العلي إلى تلك المسابقات، ويقول: «ينظم المركز عبر نادي التراث عدة مسابقات (إبداع من النفايات- البيئية بعدسة الكاميرا، إماراتنا والبيئة). وتهدف مسابقة إبداع من النفايات إلى إبراز قدرات الطلبة في عمل أشياء مفيدة من بقابا النفايات الزجاجية أو المعدنية أو الكرتونية أو البلاستيكية، وتجسيدها في عمل بيئي متكامل يساهم في توعية الطلبة بكيفية إعادة إستعمال النفايات. ومن شروط هذه المسابقة: أن تكون جميع المواد المستخدمة من النفايات ومشتقاتها، وأن يلتزم العمل بمعايير المسابقة من حيث الجودة والإتقان. وأن ينفذه طلبة الحلقة الثانية من التعليم الأساسي. ويكون متكاملاً له هدف معين، وجماعياً يتراوح عدد الطلبة فيه (2-5) طلاب. حيث يحق لكل مدرسة أو مركز تقديم 3 أعمال».
يسترسل العلي مشيراً إلى المسابقة الثانية ويقول: «ننظم كذلك مسابقة بيئتنا بعدسة الكاميرا. بهدف استثمار مواهب ومهارات التصوير الضوئي في معالجة القضايا البيئية، وتنمية الذوق الجمالي لدى فئة الشباب وعموم أفراد المجتمع، وتعزيز الاهتمام بالتصوير البيئي. فضلاً عن الارتقاء بمستوى الوعي بالقضايا البيئية للدولة. وثمة معايير تتصل بالجودة والصيغة والقرص المدمج والطباعة وتقنيات أخرى».
وينوه العلي إلى أن «أهداف مسابقة إماراتنا والبيئة لا تخرج عن أهداف سابقتيها وتخضع هي الأخرى إلى شروط معينة يحددها المركز وينشرها في الموقع الإلكتروني للنادي».
جديد X جديد
يواصل المركز حالياً إقامة التجارب والدراسات التي يقوم بها الباحثون بهدف معرفة تأثير التلوث على البيئات والكائنات الحية، وهناك أنشطة وفعاليات يعد لها، يقول العلي في ذلك: «سينظم المركز دورات بيئية متنوعة بعد انتهاء امتحانات العام الدراسي، إضافة إلى دورات وورش عمل لطلبة المراكز المنتسبين للنادي (تشمل دورات المناحل والقرم ومزارع الأسماك والطيور) وسننظم رحلات علمية بيئية. كما نتابع حالياً التعاون -القائم أصلاً- مع الهيئات البيئية والجامعية والعلمية داخل الدولة لوضع استراتيجية عمل بيئي موحد وخطة منظمة للأنشطة والفعاليات. أما فيما يخص المكتبة البيئية فيتم تحديثها بشكل مستمر وإضافة الكتب إليها (العلمية الحديثة والمجلات والدوريات) وهي مفتوحة للباحثين والطلبة للإطلاع والتزود بالمعلومات البيئية الحديثة، كما تم توصيل المكتبة بشبكة الإنترنت لتكون رافدا لتحديث المعلومات».
يسترسل مضيفاً: «فيما يخص الخطط الجديدة التي نتتبعها في جزيرتي السمالية ومصنوعة، فإننا نستمدها من توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس النادي، حيث تمثل لنا المسار الذي ننتهجه في أعمال المركز، وهناك كثير من الخطط منها تحويل الجزيرتين إلى محميتين بيئيتين تحتويان على كافة أنواع الحياة النباتية والحيوانية إضافة إلى الإكثار من زراعة القرم على السواحل وزيادة الرقعة الخضراء وغيرها من المشاريع».
باقة من بطاقة
? أنشئ مر كز البحوث البيئية بناء على توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس «نادي تراث الإمارات» بتاريخ 26 أغسطس عام 1996.
? أولى أهداف المركز الاهتمام بدراسة الأنظمة البيئية والمحافظة على الحياة الفطرية النباتية والحيوانية وتنميتها والاسـتفادة منها، والمحافظة على التوازن البيئي.
? يقع مقر إدارة المركز في جزيرة السمالية (شمال شرق أبوظبي) تبلغ مساحتها 13.45 كيلومتر مربع، ومحيطها 22 كيلو متراً، والتي تتمتع بتنوع بيولوجي وتعد محمية كبرى.
المصدر: أبوظبي