عمار العطار: اللقطة الجميلة تبقى سجينة الذاكرة
عمار العطار مصور أحكم قبضته على الذكريات، حاصرها من مختلف السبل، مؤكداً أنها تحمل معنى تئن الكلمات تحت وطأته، لذا قرر أن يخاطب العقل والقلب والعين بلغة تفوقت على اللغات جميعها، وتجاوزت اللهجات كافة.
التقيناه لننظر بعدسته إلى عالم التصوير الفوتوغرافي، ومن خلال السطور التالية سنعكس ما شاهدناه. يقص علينا عمار الرواية من بدايتها فيقول: «كانت لقطة جميلة تلك التي قادتني لعالم التصوير، ولا أنسى ذلك المنظر الذي اصطفت فيه القوارب على شاطئ أم القيوين، فجذبني ذلك المشهد وأيقظ في نفسي مكامن الإبداع، وبالفعل كانت صورة مؤثرة لكل من شاهدها، حيث جمعت بين نجاح التكوين وجمالية اللون، وكانت هذه بمثابة القطرة التي تسبق الغيث عندها هجرت التصوير للتوثيق، وبدأت مشوار البحث عن اللقطة الجميلة المعبرة». ويوضح لنا العطار كيف أن هوايته تنمو كبرعم صغير بدأ بالتفتح، وها هو يثمر، «فبعد خمس سنوات أمضيتها في هذا المجال، أرى التغيير الواضح في أعمالي، فعندما أقوم بالمقارنة بين صوري القديمة ولقطاتي الحديثة، ألمس مدى التطور الذي طرأ على صوري، وكيف أننا بالقراءة والاطلاع نصعد السلم درجة درجة، لنرتقي أفق التصوير الفوتوغرافي الذي ليس له نهاية».
وضوح الهدف
يشير عمار إلى أن الجهد والتركيز عاملان أساسيان للوصول إلى الاحتراف في هذا المضمار، كما «يجب عليك أن تضع أهدافاً وطموحات، وتتحصن بالسعي الحثيث للوصول إلى الهدف، ولا ننسى أن نصقل المهارة بالتعلم المستمر، والجميل في عالم التصوير أنه يكافئك سريعاً على جهدك، وأنا أشعر بهذه المكافأة عندما أستطيع من خلال صوري أن أنقل رسالة للمشاهد لأنني أؤمن بأن نجاح الصورة يعتمد على موضوعيتها، والتميز في إخراجها». فجأة ينتقل عمار للحديث عن المشهد الذي يلفت انتباهه، ويثير اهتمامه ليقول: «مشهد الحياة اليومية كثيراً ما يستهويني، أحب تجسيد نبض الشارع، تصوير أفراح الناس وأحزانهم ومعاناتهم، أنقل حياتهم بتفاصيلها وكما هي بلا رتوش». ويشير عمار العطار إلى أن التصوير فن راق، «بحر واسع يتميز عن غيره من الفنون الأخرى بالدقة في اســــتنساخ الحدث، والســـرعة في إيصال الرسالة التي تتأبط ذراع المعنى، والقدرة على شرح الكثير بلقطة». إلا أن ما لا يعجبه في هذا المجـــال هو لجوء بعض المصـورين إلى المبالغة في تعديل الصورة بطريقة تخرجها من واقعيتها، و»هذا يفقد الصورة الكثير من جمالياتها، لذا أحرص كثيراً على التصوير باستخدام أفلام النيجاتيف والسلايد والأبيض والأسود».
نشر الثقافة
يضيف محدثنا: «أردت أن أنشر ثقافة التصوير بين الناس، وأن أرفع مستوى الحس الفني للصورة لذا دخلت ميدان تدريس التصوير الفوتوغرافي من خلال إقامة ورش تصوير أنقل عبرها خبرتي للآخرين، وأتشارك معهم المعلومة. وعن علاقته بالكاميرا يقول: «الكاميرا جزء من حياتي، وهي أساسية في مهامي اليومية، حيث أستغل كل أوقات فراغي لأطلق العنان لإبداعي معها». ويحدثنا عن المواقف التي يتعرض لها برفقة الكاميرا فيقول: «بحكم أنني أحب تصوير الحياة اليومية، فإنَّ ذلك قد يضايق الناس، وهذا يعود لطبيعة المنطقة، لذلك أحرص على كسر الحواجز التي بينهم وبين الكاميرا لجعل مهمتي أسهل. وينوه إلى أنَّ الموهبة في هذا المجال أساسية، إلا أنها لابد من أن تصقل بالدراسة الأكاديمية، وتنقح بالخبرة وتتطور بالاطلاع والمعرفة، لأنَّ التطور في هذا المجال سريع ولا بد من مجاراته».
المصدر: دبي